ما لا يقال

| ندى نسيم

يأخذ التواصل بين الأفراد ألوانا مختلفة ويميل أغلب الأشخاص في حديثهم إلى مشاركة الآخرين بعضا من أفكارهم ومشاعرهم، خصوصا الذين يتمتعون بشخصية منفتحة ومقبلة على الآخرين بكل أريحية وتفاعل، وبلا شك هناك أهمية بالغة في المشاركة الوجدانية والفكرية التي يحدث من خلالها تلاقح للأفكار والمشاعر والتفاعل الديناميكي بين الأفراد، لكن تتبقى هناك أشياء تزاحم الفكر ولا تقال.  هناك بعض المواقف التي لا يستطيع الفرد أن يعبر عن مدى حزنه فيها، وبالتالي لا يعرف فيها ما يقال، والعكس صحيح هناك بعض المواقف التي يهيمن عليها الفرح وقد تقف الكلمات عاجزة عن تفسير الشعور وفي نفس اللحظة لا يكون هناك شيء يقال، وهذا يعني أن هناك بعض المواقف التي تفرض حالة من الصمت على المتحدث فتجعله لا يعرف ماذا يقول في حينها. أشياء لا تقال وتكون باختيار، فالأفراد لا يتحدثون عن نواقصهم الداخلية واحتياجاتهم التي تشكل غضبا أحياناً، والبعض يقاوم الحديث عن نقاط الضعف التي تعتري شخصيته، وآخرون لا يتحدثون عن خصوصية حياتهم على اعتبار أنها جزء خاص جدا بالفرد، كما لا يحب الأشخاص الحديث عن رصيدهم البنكي وما يملكون وما لا يملكون. هناك مواضيع تتطلب الانتقاء أثناء الحديث مع الآخرين، ولكل محطة في حياتنا حديثها الخاص، المواضيع التي تقال وتثار مع المسؤول في العمل تختلف عن تلك المواضيع التي يتم الحديث فيها مع الصديقة أو الأخت أو العمة. ليس كل شعور قابلا للوصف، وليس كل ألم قابلا للتفسير، ولا كل غضب قابلا للبرير، ولا كل لحظات الفرح فيها ما يقال.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية