عتبنا على المسرح المدرسي

| أسامة الماجد

لا يستطيع أحد إنكار الدور الكبير الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم في مجال الأنشطة التربوية، ومنها المسرح المدرسي وما يقدمه من ثقافة ومعلومة متناغمة على خشبته في اتساق وانسجام وصور فكرية وفنية تجعل التلميذ أمام عالم ينبض بالحياة وتشيع فيه الأنوار والأضواء والمناظر والأزياء سحرا أخاذا، لكن لنا عتاب كفنانين ومهتمين بالمسرح لعدم وجود تعاون وثيق بيننا وبين المسرح المدرسي، فكوني مهتما بالمسرح والسينما لم أسمع قط أن المدرسة الفلانية قدمت مسرحية ودعت إليها عددا من الفنانين المهتمين الراغبين بالتعرف على إبداع الطلبة وفرصة الالتقاء بهم، فالفنان صاحب الخبرة كمتفرج وخصوصا في المسرح المدرسي لا يمثل دورا سلبيا، ومن الخطأ الاعتقاد بأن كل دور المتفرج هو الاسترخاء في مقعده ومتابعة العرض. إن العرض المسرحي للطلبة لن يتحول إلى تجربة غنية إلا عندما يصبح المتفرجون جزءا منه، ولا نعني المتفرجين العاديين، إنما الفنانين أصحاب الخبرة الذين قد يزيدون ثراء التجربة وتوجيه اهتمام الطالب الموهوب إلى الأساسيات بعد العرض، وحتى مهرجان المسرح المدرسي الذي تنظمه الوزارة سنويا يقتصر الحضور فيه على المدرسين والهيئات التعليمية والموجهين. لقد دلت التجارب المتعددة في مختلف بلاد العالم على أن نجاح المسرح المدرسي يرتبط ارتباطا وثيقا وبصورة واضحة بالنقاد والفنانين الكبار وأعضاء المسارح الأهلية من مخرجين وممثلين وكتاب، وغيرهم، والمسرح الذي أصبح من الأنشطة التربوية المهمة داخل البيئة المدرسية، يفترض أن تكون له نافذة تطلعه على العالم الخارجي إلى حد كبير، لا أن نعزله ونبقيه حكرا على المعلمين والمعلمات والمتخصصين والعاملين في مجال التربية المسرحية والطلاب فقط. الصورة التي أمامنا تدعونا إلى التفكير الجاد في فتح المجال واسعا للفنانين والكتاب والنقاد لمشاهدة الأنشطة المسرحية المدرسية. * كاتب بحريني