معا ضد مهرجي السوشال ميديا

| د. طارق آل شيخان الشمري

لا يقتصر خطر مهرجي وجواري السوشال ميديا - الذين لا يجب أن يطلق عليهم مصطلح مشاهير وفاشنستات إطلاقا، كون ما يقدمونه مثل ما يقدمه المهرجون بالسيرك والجواري بأسواق النخاسة، نقول لا يقتصر خطر هؤلاء على تفاهة وسخافة محتواهم الإعلامي، بل يتعدى خطرهم أيضا الأمن الاجتماعي والأمن الديني، بل والأمن الوطني. والخطر على الأمن الاجتماعي له مجالات كثيرة لا تحصى، وكذلك الأمر بالنسبة للأمن الديني والأمن الوطني، ولهذا سنقتصر وبعجالة وباختصار شديد على خطر هؤلاء المهرجين والجواري على الأمن الاجتماعي. الأطفال والأحداث أكثر الفئات تأثرا بما يقدمه هؤلاء المهرجون والجواري وبشكل أكثر من البالغين، فالأطفال والأحداث لا ينظرون دائما لجدية وعقلانية وجودة المحتوى التافه والسخيف والمنحط الذي يقدمه هؤلاء. فالطفل أو الحدث تستهويه البساطة والضحك والحركات البهلوانية والرقص الذي يقدمه هؤلاء، فمثلا يقوم مهرج ما بتصوير نفسه بمطعم ويتحدث ويصف ويضحك ويصرخ ويخفف دمه بمحتوى (لا محتوى له). وبهذه الطريقة يقوم الطفل أو الحدث بالتعلم من هذا المهرج، من طريقته وأسلوبه في الرسالة الإعلامية. وشيئا فشيئا ينغرس ويتعمق هذا الأسلوب التافه والسخيف والهابط في نفس وعقلية هذا الطفل وتكبره معه قناعته بهذا الأسلوب الذي يستخدمه هذا المهرج، خصوصا أن أقرانه ومحيطه قد ينهل أيضا من نفس كأس هذا المهرج، وبالتالي فإن هذا الطفل يمر بمرحلة المراهقة ومرحلة الشباب وقد تكبر معه ثقافة التفاهة والمياعة والسخافة ومن الصعب أن يتخلى عنها، وعليه ومع وجود أقران له ينتهجون نفس هذه الثقافة فإن هذه الثقافة قد تؤسس لجيل تافه سخيف مائع لن يعرف أي معنى واضح للقيم والمبادئ والهوية المجتمعية والوطنية والعربية والإسلامية. وبالنهاية سيكون هناك مجتمع هش تافه لا ثقافة ولا هوية له. لهذا على كل الأخيار بمجتمعنا العربي التصدي لهؤلاء المهرجين. *كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي