واقع الحصص الرياضية في رياض الأطفال

| عيسى الماجد

تمثّل مرحلة رياض الأطفال من أهم مراحل التأسيس التربوي والعقلي للطفل، بالإضافة إلى تنمية مهاراته الرياضية والحركية. ومع الزيادة المطردة لرسوم رياض الأطفال، لم يطرأ على معظم خدماتها التعليمية أي تغير أو تطوير خلال العقد الأخير. ومن أهم هذه المآخذ، ضعف مستوى القدرات البدنية والمهارات الحركية الأساسية لدى غالبية الأطفال المقبولين في المدارس (الصف الأول) من منتسبي رياض الأطفال – وذلك نتيجة للعديد من العوامل، أهمها: قلة عدد حصص اللعب، والتي لا تتعدى حصتين في الأسبوع، ولا تتجاوز الحصة خمسين دقيقة. وضعف المنهج المقدم لمادة التربية الرياضية، والذي يختصر على بعض الأنشطة والبرامج التعليمية البسيطة، ويقع على عاتق المعلمات تنفيذ هذه المنهج حسب قدراتهم المعرفية، واللاتي لا يمتلكن الكفاءة المهنية ولا الأكاديمية لتدريس مادة التربية الرياضية بالطريقة العلمية الصحيحة.  افتقار أغلب رياض الأطفال للساحات والصالات المناسبة لحصص التربية الرياضية، ما يفرض على المعلمات تنفيذ هذه الحصص في الصفوف أو الصالات الضيقة والتي لا تتناسب مع طبيعة ومتطلبات المادة.  علاوة على ذلك، عدم اهتمام إدارات رياض الأطفال بتوفير الأدوات والأجهزة الرياضية الضرورية لحصص التربية الرياضية. وعدم الاهتمام بالأنشطة والمسابقات الرياضية التنافسية المشتركة مع رياض الأطفال الأخرى. حيث تنفر غالبية إدارات رياض الأطفال من المشاركة في مثل هذا النوع من الأنشطة لعدم إلزامها من قبل الوزارة على هذا النوع من الفعاليات. ولكون وزارة التربية والتعليم هي الجهة المشرفة على مؤسسات رياض الأطفال، يقع على عاتقها مسؤولية تطويرها وتحسين مخرجاتها الرياضية، من خلال: تطوير منهج التربية الرياضية بما يتناسب مع خصائص واحتياجات هذه المرحلة العمرية، وزيادة عدد حصص التربية الرياضية الأسبوعية، وتشجيع مؤسسات رياض الأطفال على توظيف معلمات متخصصات في تدريس مادة التربية الرياضية، أو التنسيق مع الأكاديمية الأولمبية البحرينية لتدريب أكبر عدد من معلمات رياض الأطفال على فهم وتدريس منهج التربية الرياضية بطريقة علمية صحيحة.

‭* ‬باحث‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الرياضية