الرؤية الأصيلة للأديب لا يمكن أن ترتدي ثوبا شفافا

| أسامة الماجد

تهنئة “بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، داعين الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على وطننا العزيز ونحن في مزيد من الرفعة والتقدم والازدهار”.

بدأ أديب نوبل العربي نجيب محفوظ حياته محبا للفلسفة، ومن ثم تحول إلى أشد المدافعين عن التطبيق العلمي في كل نواحي الحياة، إلى حد التهوين من قيمة الفن كما في رواية “أولاد حارتنا” ورواية “الشحاذ”، فما الباعث في تحول النظرة إن جاز التعبير.. هل تعلمون ماذا أجاب أديبنا.إني لا أهون من قيمة الروح أو الفن، لكن علينا أن نسلم بالحقيقة الآتية، وهي أنه إذا كان الإنسان العاقل أرقى أنواع الحيوان، فالإنسان العلمي هو أرقى أنواع الإنسان العاقل. إنه يملك أجدى وسيلة لمعرفة حقيقة الدنيا من حولنا، كذلك حقيقة الإنسان والمجتمع، وهو أيضا وسيلة الإنسان لتغيير العالم، والسيطرة على دنياه. كما أنه وسيلة التفوق الحقيقية في هذه الحياة، لذلك علينا أن نعتمد عليه في كل ما يذعن لمنهجه من الظاهرات الظاهرة والخفية، لنضمن الوصول إلى لب الأشياء، ولإعادة تنظيم حياتنا على هذا الأساس. وكما قلت، لا يلغى ذلك نشاط الفن، ولا نشاط الروح في المجالات التي تخرج عن حدود العلم ومنهجه.. من هنا يبقى للدين والفلسفة دورهما العظيم في استكمال الصورة. وهناك أدباء آخرون غير نجيب محفوظ، تأرجحوا بين الفلسفة والعلم، ومن المسلم به أن الرؤية الأصيلة للأديب لا يمكن أن ترتدي ثوبا شفافا أو تتجسد في دلالات محددة وحسب، فالأديب يهتم بالمعنى الظاهر على المستوى الأول، قدر اهتمامه بالمعاني الباطنة على شتى مستويات العمل. *كاتب بحريني