كفاكم بذاءة رخيصة على المسرح

| أسامة الماجد

ما أكثر ما يثرثر الممثل الخليجي المحسوب على الطابع الكوميدي، عن كوميديا الموقف واحترام من يقف أمامه على المسرح، والبعد عن التهريج والابتذال، لكنه سرعان ما يفضح نفسه، فبمجرد صعوده خشبة المسرح يبدأ في التفاهات والسخرية بصورة فاضحة، واللافت في الأمر أن هؤلاء الممثلين لا يملكون أدنى فكرة عن حقيقة وتاريخ الكوميديا، فكل ما يعرفونه هو “الإسفاف والسخرية” وباللهجة الدارجة “الطنازة” على الآخرين.

نقول لهؤلاء وإن كانوا مهتمين بالثقافة والمعرفة، من العسير أن نقسم الكوميديا إلى أنواع محددة، وقد حاول بعض الدارسين أن ينتهوا إلى تصنيف لأنواع الكوميديا المختلفة، فنجد الأستاذ ألان تومسون في كتابه “تشريح الدراما” يضع لأنواع الكوميديا سلما تصاعديا يبدأ من الأسفل بالهزلية التي تعتمد على البذاءة الرخيصة وهي أحط أنواع الكوميديا، وما أكثرها في مسرحنا الخليجي، خصوصا المسرحيات التجارية، ثم الكوميديا التي تعتمد في الإضحاك على العيوب الجسمية وهي حالة يفضلها عدد من الممثلين الخليجيين، وهم معروفون، ثم تلك التي تعتمد على التعقيد في الحبكة وسوء التفاهم، ثم التي تعتمد على اللعب بالألفاظ، ثم التي تعتمد على التناقض في تصرفات الشخصية، ثم كوميديا الأفكار وهي أرقاها جميعا ولكنها كوميديا نادرة في مسرحنا الخليجي، إن لم تكن معدومة.

يرى الفيلسوف الفرنسي برجسون في كتابه الشهير “الضحك” أن الضحك هو قبل كل شيء، وسيلة للإصلاح. فما دام الغرض هنا هو التحقير، فلابد أن يترك انطباعا أليما في نفس الشخص الموجه إليه، إذ إنه بالضحك ينتقم المجتمع لنفسه ممن يستهينون بأوضاعه، ولا يعني هذا أن للضحك علاقة كبيرة بالأخلاق، لأننا نضحك على غرابة الشخصية وليس على فضائلها أو مساوئها، إلا إذا كانت تلك الفضائل أو المساوئ تجعل الشخصية مثيرة للسخرية.

احترموا عقل المتفرج وكفاكم بذاءة رخيصة على المسرح.  

كاتب بحريني