هل أنت رائد أعمال؟

| د. نجيب غربال

من عنوان المقال يتباذر إلى أذهاننا بأن مصطلح رائد الأعمال مرتبط دائماً بمشروع تجاري، وقبل الخوض في المفاهيم ومواصفات وحتى مجموعة المبادئ الخاصة برائد الأعمال، فلنتصور التالي: طبعاً لكل فرد منا له صديق يتناقش معه وقد يتفق أو يختلف معه في الرأي في عدة مواضيع، وهذا شيء طبيعي (واحد يشد والثاني يرخي)، الأمر غير الطبيعي هو في حالة عدم الاتفاق والتي يؤدي إلى انزعاج أحد الطرفين أو انفصال أحدمها عن الأخر وهو أمر يمكن أن نصوره بالمثل المعروف "القشة التي كسرت ظهر البعير". لكي تصبح رائد أعمال لابد وأن تحب مشروعك وتحاول أن تفهمه وتعرف المشاكل التي قد يواجهها بسبب قراراتك أو بسبب الإجراءات أو بسبب المنافسة في السوق أو بسبب شح الموارد المالية وغيرها من أمور، ويمكن لنا من باب التقريب أن نتصور بأن المشروع قد يزعل منك في البداية أو في منتصف الطريق ويحتاج منك أن تفهم ما يريد منك لأنه هو صديقك الوفي والواعد لك في المستقبل. لذا لكي تكون رائد أعمال عليك التحلي ببعض الصفات مثل: الثقة بالنفس وقدرة على توليد أفكار والحماس عدم الخوف من الفشل والاقناع والمثابرة والإصرار على النجاح وتقبل النقد والقدرة على التفاوض وهذا الصفة مهمة جداً حيث قد تتفاوض مع الإجراءات الحكومية أو تتفاوض مع الموردين أو تتفاوض مع المنافسين أو حتى تتفاوض مع الممولين، كما يتوجب عليك بأن تكون على دراية بمستوى معقول ومناسب لمتطلبات كيفية إعداد دراسة الجدوى المبدئية للمشروع. كما ويعتمد نجاح أي مشروع على عدد من العناصر الفنية والإدارية مثل خطة العمل وفكرة المشروع والتسويق والمحاسبة والتي ينبغي على رائد العمل معرفة الحد الأدنى منها على الأقل متى ما أراد تأسيس مشروع أو توسعة مشروعه الحالي. كل هذه أمور يجب أن يُلم بها رائد الأعمال لكي يحقق مطلبه وهو استمرارية وديمومة مشروعة من خلال ما يسمى بــ "دورة حياة المشروع" والذي يمر بخمس مراحل وهي النشأة، ثم النمو، ثم النضج، ثم التدهور، وأخيرا الخروج من السوق، طبعاً المرحلتين الأخيرتين تعتبر من الكوارث التي قد يتعرض لها رائد الأعمال والمشروع، إن المراحل الثلاث الأولى هي لكي يولد المشروع الأرباح المتوقعة منه.  فالمشروع في الغالب معرض لعوامل الفشل أكثر من عوامل النجاح حيث المخاطر المحيطة به كثيرة وقد تكون معقدة ومرتبطة بـ (البيئة الداخلية والبيئة الخارجية)، لذلك لابد لرائد الأعمال بأن يكون لديه القدرة على تصنيف التهديدات والمخاطر المحيطة بالمشروع والقدرة على إدارتها بصورة صحيحة. ويرتكز المشروع الريادي على ثلاث عناصر أساسية وهي: عمل حر ومخاطرة وإبتكار وإبداع، في المقابل يجب أن يتمتع رائد الأعمال كما أسلفنا بمجموعة القيم وهي الصدق، الأمانة، التسامح، التعايش، حُسن الكلام والافعال (قول وفعَّل). أما في الواقع البحريني فقد تبَّنت منذُ قترة وزارة التربية والتعليم فكرة إدخال مقرر ريادة الأعمال كمقرر دراسي لكل لبعض المراحل التعليمية بما يتناسب والقدرات الإدراكية لها، وبهدف تعزيز مقدرة الطلبة في توليد أفكار إبداعية ومبادرات تساهم في رفع المقدرة الإبداعية مستقبلاً في مجالات الأعمال المختلفة، حيث تسهم هذه الأفكار الإبداعية في ظهور أعمال جديدة مستقبلاً لتزيد من التنمية الإقتصادية للبلد، وتعتبر المعاهد والجامعات بيئة خصبة لتوليد هذه الأفكار الإبداعية في شتى المجالات. وتُعتبر ظاهرة روّاد الأعمال في مملكة البحرين تحديداً وما يتمخض عنها من مشاريع صغيرة ومتوسطة، واحدة من أهم أدوات التنمية الشاملة والتي تؤدي إلى تنويع الإقتصاد البحريني في عدة مجالات حيوية. حيث إنها تمثل مجموعة الأنشطة الإستثمارية التي يرغب في تأسيسها رائد العمل وذلك لأغراض تحقيق عوائد مالية وإجتماعية وهي تزيد في الناتج المحلي الإجمال للبلد. بعد هذا المقال، هل أنت رائد أعمال؟

*أكاديمي بحريني