الجمال بدون ثقافة.. طرقات كئيبة موحشة

| أسامة الماجد

الجمال‭ ‬ليس‭ ‬طريق‭ ‬الشهرة،‭ ‬وأية‭ ‬ممثلة‭ ‬أو‭ ‬إعلامية‭ ‬تعتقد‭ ‬ذلك‭ ‬فهي‭ ‬على‭ ‬خطأ‭ ‬كبير،‭ ‬وهناك‭ ‬قصص‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الاحترام‭ ‬والثقافة‭ ‬وحسن‭ ‬الخلق‭ ‬والألوان‭ ‬التي‭ ‬تخطف‭ ‬البصر،‭ ‬ليس‭ ‬مهما‭ ‬أن‭ ‬تكوني‭ ‬جميلة‭ ‬بتركيب‭ ‬العبارات‭ ‬وحواشي‭ ‬الكلمات،‭ ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬روعة‭ ‬الخلق‭.‬

كانت‭ ‬الممثلة‭ ‬العالمية‭ ‬مارلين‭ ‬مونرو‭ ‬قمة‭ ‬في‭ ‬الجمال،‭ ‬وتثير‭ ‬إعجاب‭ ‬الفتيان‭ ‬والفتيات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬كان‭ ‬أمامها‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتزوجوا،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬تؤثر‭ ‬أن‭ ‬تقضي‭ ‬أوقاتها‭ ‬مع‭ ‬الرجال‭ ‬المتزوجين،‭ ‬وكانت‭ ‬تختار‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الرجال‭ ‬المثقفين‭ ‬دون‭ ‬غيرهم‭.‬

والواقع‭ ‬أن‭ ‬مارلين‭ ‬مونرو‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬الخاصة‭ ‬ليست‭ ‬كما‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬أفلامها،‭ ‬إنها‭ ‬فتاة‭ ‬طموحة،‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬حين‭ ‬وقعت‭ ‬أول‭ ‬عقد‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬عام‭ ‬1951‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬لهم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تبغي‭ ‬مالا،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬ممثلة‭ ‬فذة،‭ ‬وأن‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬العالم‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬رجل‭ ‬أن‭ ‬يقاوم‭ ‬إغراءها،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬ظلت‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬الذروة‭ ‬في‭ ‬التمثيل،‭ ‬وراحت‭ ‬تثقف‭ ‬نفسها‭ ‬ثقافة‭ ‬عظيمة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬رأيها‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬حسبها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رائعة‭ ‬الحسن،‭ ‬عظيمة‭ ‬الإغراء،‭ ‬بل‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كذلك‭ ‬ممثلة‭ ‬مجيدة‭ ‬ومحترمة،‭ ‬وإنسانة‭ ‬مثقفة،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يدعوها‭ ‬إلى‭ ‬صحبة‭ ‬أولئك‭ ‬الرجال‭ ‬ذوي‭ ‬المكانة‭ ‬الأدبية‭ ‬العظيمة‭.‬

أما‭ ‬الممثلة‭ ‬الكبيرة‭ ‬جين‭ ‬فوندا‭ ‬فترى‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬الفنانة‭ ‬أهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬جمالها،‭ ‬الثقافة‭ ‬مثل‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬الأعشاب‭ ‬والواحات‭ ‬والأشجار‭. ‬ثقافة‭ ‬الفنانة‭ ‬أشبه‭ ‬بالتمثال‭ ‬الرخامي‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬مئات‭ ‬السنوات،‭ ‬والجمال‭ ‬بدون‭ ‬ثقافة‭ ‬طرقات‭ ‬كئيبة‭ ‬موحشة‭.‬

‭* ‬كاتب‭ ‬بحريني