إسقاط عضوية النواب

| إبراهيم المناعي

شكرا‭ ‬للمساعي‭ ‬الجليلة‭ ‬لسيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ - ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ - ‬بتوجيهه‭ ‬الكريم‭ ‬للارتقاء‭ ‬بقوام‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬ووضع‭ ‬الضوابط‭ ‬والشروط‭ ‬اللازمة‭ ‬والمؤدية‭ ‬إلى‭ ‬جودة‭ ‬العمل‭ ‬النيابي‭ ‬وصون‭ ‬هيبة‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية،‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إصدار‭ ‬جلالته‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬7‭ ‬للعام‭ ‬الجاري‭ ‬2024‭ ‬بشأن‭ ‬إسقاط‭ ‬عضوية‭ ‬النواب‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬نبدي‭ ‬ملاحظة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬مخرجات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬الملاحظ‭ ‬أنّ‭ ‬مخرجات‭ ‬المجلس‭ ‬تتأثر‭ ‬تأثراً‭ ‬مباشراً‭ ‬بكفاءة‭ ‬النائب،‭ ‬سلبا‭ ‬أو‭ ‬إيجابا‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتنا‭ ‬المستمرة‭ ‬لأداء‭ ‬النواب‭ ‬ومخرجات‭ ‬المجلس‭ ‬خلال‭ ‬الفصول‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬لاحظنا‭ (‬ضعف‭ ‬كفاءة‭ ‬معظم‭ ‬النواب‭) ‬الذين‭ ‬يصلون‭ ‬إلى‭ ‬المجلس،‭ ‬ويُعزى‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ (‬ضعف‭ ‬شروط‭ ‬الترشح‭ ‬للمجلس‭ ‬النيابي‭).‬

إنّ‭ ‬معظم‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬يصلون‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬تنقصهم‭ ‬للأسف‭ ‬الكفاءة‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬علوم‭ ‬مباشرة‭ ‬العمل‭ ‬النيابي،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الاختصاص‭ ‬الأصيل‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬هو‭ (‬الرقابة‭ ‬والتشريع‭) ‬فلقد‭ ‬أصبح‭ ‬عصيّاً‭ ‬على‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬الثقافة‭ ‬المتواضعة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬والسياسة،‭ ‬استخدام‭ ‬الأدوات‭ ‬الدستورية‭ ‬في‭ (‬الرقابة‭ ‬السياسية‭ ‬والتشريع‭). ‬إن‭ ‬مباشرة‭ ‬العمل‭ ‬النيابي‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ملماً‭ ‬بأبجديات‭ ‬تناول‭ ‬الأدوات‭ ‬الدستورية،‭ ‬وكيفية‭ ‬قراءة‭ ‬الميزانية‭ ‬للتصويت‭ ‬عليها،‭ ‬وكيفية‭ ‬قراءة‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة،‭ ‬والجرأة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬التقارير،‭ ‬وكيفية‭ ‬تناول‭ ‬أدوات‭ ‬المقترحات‭ ‬برغبة‭ ‬والمقترحات‭ ‬بقانون‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجان‭ ‬وطرح‭ ‬المواضيع‭ ‬العامة‭ ‬للمناقشة‭ ‬ومباشرة‭ ‬أداة‭ ‬الاستجواب‭. ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬الدستورية‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬عامة‭ ‬وعلم‭ ‬وتراكم‭ ‬خبرات،‭ ‬وإذا‭ ‬افتقدها‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬تأثر‭ ‬أداؤه‭ ‬وتأثرت‭ ‬بالتالي‭ ‬مخرجات‭ ‬المجلس،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬مجتمع‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬مخرجات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭. ‬إنّ‭ ‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يُعطيه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬فاقد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬القضايا‭ ‬الوطنية‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الدستورية‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ممثلا‭ ‬للشعب‭ ‬الذي‭ ‬ائتمنه‭ ‬على‭ ‬شؤونه‭ ‬العامة‭ ‬ليكون‭ ‬أميناً‭ ‬على‭ ‬مصالحه‭ ‬وأمواله،‭ ‬ولهذا،‭ ‬فإننا‭ ‬نتمنى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬“شروط‭ ‬الترشح‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان”‭ ‬وتطويرها،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬كفاءة‭ ‬المترشحين‭ ‬قانونيا‭ ‬وسياسيا‭.‬

‭* ‬كاتب‭ ‬ومحام‭ ‬بحريني