“الحيه بيه”

| عبدالله العلمي

تحقيق مملكة البحرين قفزة نوعية جديدة في تصنيف التنافسية العالمية 2024، ليس مجرد حدث عادي، فالجهة المعنية، “مركز التنافسية العالمية”، مسؤولة عن معايير التنمية الإدارية، وتقييم قدرة الدول على تقديم النمو والازدهار لمواطنيها، ويأتي هذا النجاح في الوقت الذي تحتفل فيه المملكة بالموروثات الخليجية، وأقصد تحديداً الاحتفال بالحيه بيه، الموروث التراثي الجميل الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بعيد الأضحى المبارك.

نجحت البحرين بفضل من الله وقوة حكومتها وعزيمة شعبها، في التقدم 9 مراتب لتحتل المركز 21 عالمياً ضمن تصنيف العام 2024. كذلك احتلت المملكة المركز التاسع عالمياً ضمن مؤشر كفاءة الخدمات المالية المقدمة للأنشطة التجارية في إنتاجية القوى العاملة.

ليس لدي أدنى شك في أن المنامة ستواصل الاستثمار في رأس المال البشري البحريني، الركيزة الأساسية التي تتمحور حولها البرامج والمبادرات الوطنية. كذلك احتلت المملكة بجدارة المركز الثامن عالمياً في قدرة السياسات الحكومية على التكيف مع المتغيرات، ليس فقط “على درب الحنينية”، بل أيضاً لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في التطور التكنولوجي.

لعلي أضيف أن المملكة أيضاً حلت في المركز السادس في مؤشرين عالميين: قياس الأثر الإيجابي لسياسة المصرف المركزي على الاقتصاد، وبتوافر المهارات المالية والرقمية. هذا الإنجاز اللافت يعكس الجهود الحثيثة في بناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات العالمية، وخلق بيئة اقتصادية محفزة بمزايا جاذبة لأصحاب الأعمال.

رأس المال البشري البحريني أثبت جدارته وتميزه أيضاً حيث حققت المملكة المركز الرابع عالمياً في توافر العمالة الماهرة في سوق العمل، وهو ترجمة واقعية لسياسات الدولة الناجحة. كذلك جاءت البحرين في المركز الثاني عالمياً في مرونة وتكيف الأفراد مع التحديات، وبناء قدرة تنافسية عالية على الصعيدين الإقليمي والدولي، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على مستوى الإنتاجية.

كل هذا تم إنجازه عبر تطبيق مفاهيم دولة القانون والمؤسسات وتعزيز مكانة المنامة في مواجهة التحديات العالمية. آخر الكلام.. وكما أن “الحيه بيه” من العادات التي لن تندثر كغيرها من العادات التي طواها الزمن، فإن نجاح البحرين في تحقيق مستويات عالية في معيار التنافسية أيضاً سيستمر وينجح داخلياً وحول العالم. * كاتب سعودي ورئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية