معا ضد جواري السوشال ميديا

| د. طارق آل شيخان الشمري

في أيام الجاهلية وحتى ما بعد ظهور الإسلام بجزيرة العرب، كانت النخاسة تجارة رائجة، ليس فقط بين العرب، بل في بلاد فارس والهند والسند وأفريقيا وأوروبا، وبلاد العالم قاطبة، وكانت الجارية تحرص على إظهار مفاتنها الجسدية بالدرجة الأولى، كونها لا تمتلك من المقومات والقدرات إلا جسدها ولسانها والإيحاءات الإغرائية، وفي زمننا الحالي ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة استخدامها للجميع، ظهرت فئة من النساء لا تمتلك من الثقافة والعلم والابتكارات الإنسانية التي تفيد البشرية والأدب والحشمة والذوق المجتمعي شيئا، بل تفاهة وإيحاءات وإغراءات ساقطة ومضمون لا محتوى له بتاتا، حيث أصبحن عن طريقها جواري السوشال ميديا، وغلفها سماسرة النخاسة الإعلامية بمصطلح “فاشنستات” أو مشهورات أو صانعات محتوى، بل وصلت الجرأة بهؤلاء السماسرة إلى إطلاق مصطلح ناشطات إعلاميات.

والناظر للجواري سيجد أن بيع الجسد وبيع الكرامة الإنسانية وبيع قيمة المرأة صانعة الأجيال الإطار العام لهن، فاللبس الفاضح لهذه الجارية والإيحاءات والإغراءات التي تقوم بها وكأنها تخاطب المتابعين قائلة: “سأضمن لكم استرخاص نفسي بحديث عذب ومغر يجعلكم تتمنون أن أكون جارية تحت أرجل كل واحد منكم”، وضحكات المرأة اللعوب التي لا تقيم لوقار المرأة وزنا كأنها تهمس: “هذه ضحكتي التي لا تطلقها إلا امرأة احترفت امتهان نفسها لأسيادها المتابعين”.

علينا جميعا كمجتمع أن نجهر بوصف هذه الأصناف بجواري السوشال ميديا، وأنهن مجرد جوار بسوق النخاسة الإعلامية حتى لا نظلم الدكتورة والمهندسة والعالمة والمعلمة وعالمة البرمجيات والفلك والطب والأحياء والنساء اللائي نذرن أنفسهن لبناء مجتمع عربي يعتز بهويته العربية والإسلامية.

- كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي