الموظف الصامت.. ماذا يتوقع!

| أحمد البحر

عملت قبل سنوات مع زميل ربما استطيع أن أصفه بالموظف الصامت. فقد كان هذا الموظف قليل الكلام وخاصة عندما كان يطلب منه التحدث عن نفسه أو عن إنجازاته. كان يرى ويسمع زملاءه وهم يتحدثون عن حصول بعضهم على الحوافز والمكافآت والدرجات الوظيفية، كان يكتفي بتهنئتهم بكلمات قليلة صادقة. كان فعلاً يشعر بالسعادة عند حصول أحد زملائه على حافز أو ترقية.

سألته في أحد المرات لماذا لا يطلب من رئيسه ترقية أو مكافأة وهو المشهود له بالإخلاص والولاء والإنجاز وهو من أوائل الملتحقين بهذه المؤسسة. كما وتشهد نتائج تقييم أدائه السنوي تميزه انضباطا وأداء. سألته بشيء من التأنيب: لماذا هذا الصمت؟ لماذا لا تطلب كما يفعل زملاؤك؟ ماذا تتوقع؟ هل تتوقع أن تأتيك الترقية أو المكافأة دون أن تسعى لها؟ معظمنا يعرف مدى إخلاصك وتفانيك ويعرف إنجازاتك و تميز أدائك فلِم هذا الصمت؟

 كان رد هذا الرجل غريباً.. نعم يمكن تصنيفه أو وصفه بالغرابة. فقد كان يردد دائماً مقولة قرأها: الصمت أيضاً له صوت لكنه بحاجة إلى روح تفهمه. ثم يتابع قائلاً: الصمت أحياناً أبلغ من الكلام. أنا على يقين بأن رئيسي سيدرك هذا يوماً. أليس هو من يردد علينا دائماً: أنا أعترف بالنتائج وليس بشيء غير النتائج. نعم أنا أتوقع بأن رئيسي سيترجم كلامه إلى أفعال.

 زميلي هذا ظل على مبدأه لسنوات وظل رئيسه عاجزاً عن قراءة صمته خلال هذه السنوات رغم أدائه المميز دائماً، ما رأيك سيدي القارئ؟ ما الحل في نظرك؟ هل كان الزميل يعيش خارج دائرة الواقعية؟