شعراء السبعينات بين زمامين!

| أسامة مهران

لم أكن حريصًا على وضع البيض الفاسد كله في سلة مهملات واحدة، المحاولات كانت حثيثة لكي لا أحتسب “حسن عبدالموجود” عند جيلنا شهيدًا، فينال كل الحسنات، آثرت الابتعاد عن الهجوم والهجوم المضاد، عن ساحة المعركة التي أزهقوا فيها روح الرجل، وأحلوا دمه، ووصموه بالجهالة والغلاظة، والتجاوز في حق من لم يعد الحق إليه، حاولت أن أكتفي بتعليقين، مجرد تعليقين من صديقين على مقالي السابق، أحدهما من السفير الموسوعي المفكر أشرف عقل، والآخر للأديب والناقد الأدبي القدير البروفيسور أحمد فرحات.

السفير أشرف عقل يخرج عن تحفظه، وبدوري أفلت الزمام مني وكان هذا السجال.. أشرف: تحليل عميق صادر عن شاعر واع ومحلل استراتيجي طالما كانت كتاباته معبرة بحق عما يدور في دهاليز الشعر وأروقته وكيف لا وهو من خبر هذا الميدان منذ نعومة أظفاره، فجنح أحيانًا ولكنه تفوق على نفسه في أحايين كثيرة. الله يديمه ويحفظه ويطول عمره.. آمين .أسامة: لعلي فزت بك وأنا ألتقي بأول تعليق على مقالي الذي أزعم أنه لا يكفي للرد على مهاترات مغمور، أو على محاولات موتور للنيل من جيل بأكمله، حتى يهتم به من لا يقرأ أو لا يفهم، أو لا يدرك، وأعترف لك يا صديقي المفكر والسفير القدير أنني كدت أسقط في المستنقع الذي سقط فيه قبلي العديد من المتابعين، سنوا له سكانينهم، وأقاموا عليه الحدود، وأحلوا دمه، لكنني برفق المرافقين للمرحلة، ولأني أدرك أنني تجاوزت سن المراهقة الفكرية بعمر طويل، كنت رحيمًا بالرجل، فلم أسدد له لكماتي بقدر ما كنت حريصًا على أن أعيد له رشده، وأن أضيف إليه طالما أنه لا يعلم، وأن ألقفه منقذًا من تحت وابل النيران الكثيفة.

وهي تحاول أن تحرق معه الأخضر واليابس، ونحن في أشد الاحتياج لكي نروي عطش السنين بكلمة حق لا يُراد بها باطل، وبإشارات مرور خضراء لا تلوثها دماء ضحايا، ولا جثث جاهلين.. تحياتي يا رفيق الدرب المستنير.

أحمد: الحقيقة أن أدونيس في الثابت والمتحول قال كلامًا كثيرًا عن الشعر الآبق من النسق العام لهيكل القصيدة.. الطريف أن أحدًا لم يستطع أن يرد عليه منذ أكثر من نصف قرن، وعلى العكس تبنى آراءه شعراء كثيرون ونادوا بما نادى دون تمحيص لآرائه الفكرية، خصوصا فيما يعنى به بالشعر العربي عبر الثورات والخارجين عن نمط القصيدة العربية، ومن المقالات الجريئة الدالة على وعي تام بمجريات الأمور العربية والعالمية مقالتك هذه. شكرًا لأنك فتحت آفاقًا للبحث والدرس للباحثين عن الحقيقة. وللحديث بقية.

- كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية