لا فيك ولا في الحديد

| علي جلال

بعد حملة واسعة وناجحة انطلقت بداية العام في أسبوع المرور الخليجي لدول مجلس التعاون تحت عنوان “قيادة بدون هاتف”، تتواصل الجهود هذه المرة أيضًا عبر مجلس الصحة لدول مجلس التعاون في التحذير من مخاطر استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة، وتم خلال هذه الحملة توظيف مقاطع فيديو لحوادث سيارات كانت بسبب انشغال سائقيها بالهاتف، وكانت تحت شعارات، منها – مثلًا -: “لا فيك ولا في الحديد”، وركزت هذه الحملة تحديدا على فئة الشباب، فنشرت مقاطع توعوية في مختلف مواقع التواصل؛ لسهولة الوصول إلى هذه الفئة من خلالها، وقامت الإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية بدورها خلال الأسبوع الماضي بنشر مقاطع تبين تكثيفها حملات تنفيذ القانون ضدَّ مستخدمي الهاتف والانشغال بغير الطريق؛ للحفاظ على سلامة الناس. نحتاج اليوم لتعاون الجميع، خصوصًا الحسابات والمنصات الفاعلة وقادة الرأي العام والخطباء لتوسيع نشر أمثال هذا المحتوى الهادف إلى أكبر شريحة ممكنة، فالحوادث المميتة لا تتوقف، والإصابات البليغة مستمرة، وذلك يثقل كاهل الجميع، فالأسرة التي فقدت أحدا من أبنائها في مثل هذه الحوادث تظل تتجرع مرارة ذلك، والاقتصاد يتأثر بفعل الأضرار المادية الناتجة عن التلفيات وغيرها، ولا ننسى أن هناك أعباء ثقيلة تضاف إلى القطاع الصحي بشكل خاص أيضًا، من بداية وقوع الحادث وحاجة المصابين لخدمات الطوارئ والإسعاف، مرورا بمزاحمة هذه الحوادث العمليات الجراحية المجدولة، والعلاج الطبيعي، والتأهيل، والنقاهة.. ويكفيك أن تزور قسم الكسور والعظام في أي مستشفى لتتعرف على أعباء استهتار البعض بجوانب السلامة أثناء قيادة السيارة، لذا فمن واجب الجميع دعم هذه الجهود؛ لتعزيز السلامة المرورية لمصلحة الجميع بغير ملل ولا كلل، بدلا من التأفف وإطلاق التعليقات السلبية واللامبالاة حتى لا تقع الفأس في الرأس. كاتب بحريني