رهاب المجهول

| ندى نسيم

إن شعورنا بالطمأنينة يرتبط كثيرا بما يكون لدينا من معلومات تكون بمثابة مصدر الأمان، فالمعرفة وتوقع النتائج كفيل بتحقيق الاستقرار الداخلي وإحداث التوازن النفسي، وهذه حالة طبيعية عند الأفراد الأسوياء، ولكن الإشكالية أننا لا نمتلك معلومات كل شيء في حياتنا، ولا يشترط أن نعرف نتائج كل فعل أو خطوة أو إدراك النتائج وهذا ما يدفع بنا إلى تشكل حالة تسمى الرهاب من المجهور وهي تفسر حالة الخوف الذي يعاني منه الأفراد بسبب عدم معرفة ما سيحدث. ترتبط هذه الحالة بالقلق كثيرا ويصاب بها الأشخاص الذين يمتلكون سمات الشخصية القلقة، حيث تأخذهم التصورات إلى التفكير المستمر في عواقب الأمور المجهولة بصورة مبالغة حتى تنعكس على الجانب النفسي وتشكل حالة نفسية مرتبطة باضطراب القلق والمخاوف.  إن رهاب المجهول يؤثر بصورة سلبية وخفية أحياناً قد لا يدركها الشخص الذي يعاني من كثرة المخاوف والقلق، فقد يعاني هذا الشخص من تسارع في دقات القلب، والشعور بتشنج مستمر في العضلات، التنفس السريع والضعيف أحياناً، ويمكن الإشارة إلى أن الخوف من المجهول قد يكون وراثياً أحياناً، خصوصا إذا كان أفراد الأسرة يعانون من القلق وقد يحدث نتيجة التعرض للصدمات النفسية والتعرض لتجارب فيها الكثير من المواجع وعدم الشعور بالأمان.  في حياتنا التي نعيشها يعد الخوف من المجهول أمرا طبيعيا لأننا دائماً نعيش حالة ترقب ونبني عليها التصورات الإيجابية والسلبية، لكن متى ما أصبح هذا الرهاب حالة مزمنة يسهم في عزلة الفرد وشعوره المستمر بالقلق ويقلل من فرص تفاعله الطبيعي في الحياة، هنا يتطلب الأمر تدخلا علاجيا. 

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية