الهدف والحلم واحد يا كويت

| د. احمد بن سالم باتميرا

 هي بطولة ستبقى عالمية لأبناء الخليج، وستبقى مميزة ومثيرة وناجحة، دورة كروية مختلفة كليًّا عن كل البطولات الأخرى في المنطقة والعالم، هي أساس تطورنا رياضيًّا وفنيًّا، يتابعها ملايين من شعوبنا الخليجية، الصغار والكبار، الرجال والنساء، بدأت من وطن النهار وتألق نجومها، وبقوا في الذاكرة ليومنا هذا، وعادت لدولة الكويت بافتتاح مميز ورسائل جميلة بأن “المستقبل خليجي”، فكأس الخليج أكبر بكثير من كرة القدم. نالت الكويت كل الثناء والإشادة والإعجاب والتصفيق، فكأس الخليج لكرة القدم عادت لبيتها الأصلي والأكثر تتويجًا لها، فأحسنت الاستضافة وتفوقت في كرم الضيافة، وتحول سوق المباركية لتجمع خليجي، فالنجاح الكبير يبدأ من الافتتاح، وحضور أمير الكويت أعطى الافتتاح رونقًا آخر، وفقرة الأطفال وهم يرددون نجومنا الكبار ربطت الماضي بالحاضر والحداثة، فبورك لكم من القلب على التنظيم والاستقبال والنجاح وعلى كل ما قدمتموه وتقدموه في هذه الدورة الاستثنائية التي ضمت كل المنتخبات بنجومها الكبار. اليوم نشعر بالفخر والاعتزاز بأن الكويت قادرة على تنظيم الفعاليات الكبرى الرياضية، فالإبهار الرائع الذي تحقق على أرضها في دورات الخليج ودخولها كل بيت وقرية ومدينة وشارع في شتَّى بقاع الأرض منذ “هايدوو زرق الفنايل راكبين جمال.. سمر الملاعب غنوا اليامال، هايدو.. يا حلو الاسم كويتي، والله والنعم كويتي” وغيرها من الأغاني التي أصبحت أيقونة تتردد على كل لسان في كل دورة خليجية كروية. 

من الكويت، كانت بداياتي الإعلامية في المجال الرياضي بتغطية دورة الخليج العربي العاشرة لكرة القدم (خليجي 10) وأنا أستمع للفنان طيب الله ثراه عبدالكريم عبدالقادر، والفنان عبدالله الرويشد الذي نتمنى له الشفاء العاجل لأغنية لا تنسى ودخلت كل بيت “أنا كويتي أنا.. أنا قول وفعل وعزومي قوية”. وطن النهار.. الكويت.. كبيرة بنجاحاتها وأفعالها، فهي منارة فنية وثقافية ورياضية، والعام القادم ستكون عاصمة للثقافة العربية، وبداية الإبهار بأن خليجي زين 26 سيكون الأفضل من كل النواحي دون استثناء، وبعيدًا عن الفوز والخسارة التي لابد منها في أية بطولة رياضية، فإن المكسب الأهم هو هذا التجمع الرياضي.  جهود مقدرة بذلتها اللجنة العليا المنظمة لكأس الخليج خلال الفترة الماضية، والتي نقطف ثمارها اليوم في كل شارع ومول وبيت كويتي، فشكرًا معالي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري وفريقه الذين قرنوا أقوالهم بالأفعال ليخرج حفل الافتتاح والتنظيم بهذه الصورة التي ليست غريبة على أهل الكويت. لن نكفي الكويت حقها لكن المقام هنا أن نشكرها حكومة وشعبًا على التجمع الخليجي الكروي الناجح، ما يجعل من رجال الإعلام والصحافة والمحللين يصفون وطن النهار بأنه كوكب آخر، حين يستضيف دورة الخليج، فالدورة في الكويت شيء آخر، بما لديها من قدرات وتنوع وثراء ثقافي وفني يجعل من إقامة أية دورة كروية أو مؤتمر أو فعالية على أراضيها فرصة عظيمة لتحقيق تجربة شمولية ناجحة. فاليوم ونحن نتابع هذه التظاهرة الكروية الخليجية، تبرز انطباعات الصغار قبل الكبار، والنتائج الأولية في الدورة توحي بأننا أمام دورة مختلفة، وستكون فيها مفاجآت، فالكويت وهي تشهد التجديد والتطوير مع قائد التغيير الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي أشعل بنوره استاد جابر الصباح في الافتتاح المبهر، ستكون لؤلؤة في الجمال والجاذبية والازدهار خلال السنوات القادمة. طموح العهد الجديد لا حدود له، وقوته تنبع من حبه وحب الشعب له، فقد رسم خريطة الكويت الجديدة في كل المجالات، وبينها استضافتها كأس الخليج التي تعد تمهيدًا لاستضافة بطولات كروية قادمة في الطريق، والكويت ولادة وسنرى جاسم وفيصل والطرابلسي والعنبري وفتحي وغيرهم وستحلق الكرة الكويتية في الأجواء لأنها محبوبة في كل بيت. وانعقاد مجلس الوزراء واجتماعه في استاد جابر رسالة بأن الرياضة الكويتية ستنال الاهتمام من الآن وصاعدًا، وأن هناك تغييرات قادمة ورؤية جديدة للرياضة والشباب، “أوه يالأزرق العب بالساحة”، وخليجي 26 بداية وانطلاقة لإنجازات واستضافات قادمة، ونسخة خليجي زين فريدة ومتميزة منذ انطلاقتها بنتائجها ومفاجآتها في الدور الأول، وبسحر وتغطية وسائل الإعلام لها، فوطن النهار، شعاع كل بيت خليجي، فالمستقبل خليجي “قول وفعل وشعار صادق ومعبر وهادف”، ومعزز لوحدتنا وتجمعنا اليوم وغدًا.. “عاشت الكويت، وعاش أهلها، واللي يحب الكويت يضحي لأجلها”.. والله من وراء القصد.

كاتب ومحلل سياسي عماني