تحقيق الأحلام

| هدى حرم

ما‭ ‬يبقينا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬هي‭ ‬أحلامنا‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬وتعيش‭ ‬فينا؛‭ ‬فبدونها‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لحياتنا‭ ‬أي‭ ‬معنى‭ ‬أو‭ ‬هدف،‭ ‬ولا‭ ‬لون‭ ‬ولا‭ ‬رونق‭ ‬لحياة‭ ‬نحياها‭ ‬دونما‭ ‬أمر‭ ‬نتمناه‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬يوما‭ ‬ما‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يبقينا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬حقا‭ ‬بعد‭ ‬الشهيق‭ ‬والزفير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬أرواحنا‭ ‬حية‭ ‬أثناء‭ ‬نومنا،‭ ‬فالأحلام‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬مناماتنا‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يخلق‭ ‬الوصلة‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬الحياة،‭ ‬ويبقي‭ ‬على‭ ‬نبضنا‭ ‬ليعيدنا‭ ‬لليقظة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

لكل‭ ‬منا‭ ‬حلم‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬أحلام،‭ ‬بعضها‭ ‬عظيمة‭ ‬عالية‭ ‬السقف،‭ ‬وبعضها‭ ‬متواضعة‭ ‬وبسيطة‭. ‬المهم‭ ‬أننا‭ ‬نحلم،‭ ‬ونعمل‭ ‬بجد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأحلام‭ ‬التي‭ ‬حملناها‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬لأزمان‭ ‬قد‭ ‬تطول‭ ‬أو‭ ‬تقصر،‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬تحقيقها‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن،‭ ‬أو‭ ‬تعددت‭ ‬العوائق،‭ ‬أو‭ ‬قلت‭ ‬وسائل‭ ‬العون‭ ‬والمساندة‭.‬

البعض‭ ‬يحلم‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬تؤهله‭ ‬لوظيفة،‭ ‬وآخرون‭ ‬يحلمون‭ ‬بشهادات‭ ‬عليا‭ ‬بمرتبة‭ ‬الشرف‭. ‬البعض‭ ‬يتمنى‭ ‬أن‭ ‬يلتقي‭ ‬بنصفه‭ ‬الآخر‭ ‬ويتزوج‭ ‬ليكون‭ ‬أسرة،‭ ‬والآخر‭ ‬يحلم‭ ‬ببناء‭ ‬منزل‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬سيارة‭ ‬فارهة‭.. ‬قد‭ ‬نحلم‭ ‬بتحقيق‭ ‬نجاحات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬المجتمع،‭ ‬أو‭ ‬نحقق‭ ‬شهرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإبداع‭ ‬والثقافة‭ ‬والمعرفة‭. ‬قد‭ ‬ينتابنا‭ ‬الشعور‭ ‬باليأس،‭ ‬أو‭ ‬تهاجمنا‭ ‬الأصوات‭ ‬المثبطة‭ ‬لعزائمنا‭ ‬وتحاول‭ ‬قتل‭ ‬أحلامنا‭ ‬في‭ ‬مهدها،‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نستسلم‭ ‬لأصوات‭ ‬المثبطين‭ ‬والحاسدين،‭ ‬والذين‭ ‬ينظرون‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬الفوقية‭ ‬والغيرة‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نرقى‭ ‬لمستوياتهم‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتفوق‭ ‬عليهم‭ ‬أبدا‭. ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نصيخ‭ ‬أسماعنا‭ ‬لمعاول‭ ‬الهدم‭ ‬لأحلامنا‭ ‬العزيزة‭. 

أحلامنا‭ ‬لنا‭ ‬وحدنا،‭ ‬ونحن‭ ‬المعنيون‭ ‬بتحقيقها،‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬التحديات،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أحد‭ ‬مصادرتها‭ ‬أو‭ ‬التحكم‭ ‬فيها‭. ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬أحلامنا‭ ‬وردية‭ ‬فلنبدأ‭ ‬بالطلاء،‭ ‬أأحب‭ ‬البعض‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬أم‭ ‬ازدراه،‭ ‬يكفي‭ ‬أننا‭ ‬نحب‭ ‬لون‭ ‬أحلامنا‭.‬