ذكرى عزيزة وعهد مبارك يا وطني عمان
| د. احمد بن سالم باتميرا
حَلَّت ذكرى تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، سلطان عمان - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم في البلاد، ومرور خمس سنوات على ذلك، والتغييرات التي حدثت في العديد من المجالات، منها الاجتماعية والاقتصادية. وتأتي هذه المناسبة لنقف بصدق مع إنجازات جلالة السلطان المعظم في هذه الفترة الزمنية القصيرة، وتبرز مكانة سلطنة عمان خارجيًا والتي تُقدّم نموذجًا في السياسة الخارجية وكيفية التعامل مع الآخرين في شتى المجالات، بفضل القيادة الحكيمة لجلالته، والذي يُواصل سياسة عمان المتزنة والشفافة وترسيخ مكانتها عربيًا وعالميًا وتحقيق الرفاهية والاستقرار والنماء داخليًا. وفي هذا اليوم المجيد من تاريخ عمان الحديثة والمتجددة، احتفلت السلطنة بإقامة الحفل الطلابي والشعبي الكبير الذي لاقى استحسان الحضور، ونحن اليوم نستذكر ونعتز بحكمة القيادة ورؤيتها على الصعيدين الداخلي والخارجي، والتي تُثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنها تسير وفق رؤية محددة لتجاوز الأزمات المالية وتحقيق التنمية المستدامة لهذا الوطن الغالي. فمسيرة النهضة العمانية المتجددة تشهد تنمية حثيثة، لتبقى سلطنة عمان دائمًا نموذجًا متقدمًا في مختلف المجالات، والشعب العماني يلمس الجهود التي يبذلها جلالته على كل الأصعدة لتحظى بلادنا بتقدير عالمي ومكانة مرموقة، وهذا ما تجلى في جولات جلالة السلطان الخارجية وزيارته بعض الدول العربية والصديقة خلال الفترة الماضية.
فالسلطان هيثم يُواصل تحقيق أهداف رؤية 2040، ويُترجم أقواله بأفعاله ومتابعته المستمرة لأعمال الحكومة، وجعل سلطنة عمان رقمًا مهمًا لمواجهة التحديات وعبور الأزمات، وبناء أفضل العلاقات مع الآخرين في الخارج، وتقوية الاقتصاد العماني، وتحقيق مكاسب اقتصادية واستثمارية خلال فترة زمنية على جميع الأصعدة والمستويات، وهو ما يعكس الدور الفاعل لجلالته، والمكانة التي تحظى بها سلطنة عمان خارجيًا، مع دعم القطاعات المتأثرة، واحتواء الباحثين عن عمل، وإطلاق الهوية الاقتصادية العمانية أمام العالم. فكلنا يعلم كيف تسلم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مقاليد الحكم، حيث كانت هناك ملفات وطنية واستحقاقات مالية، وأعمال كثيرة تتطلب من المواطنين الصبر ودعم خطط الحكومة في هذا الإطار، من خلال بناء دولة المؤسسات الحديثة والمبتكرة، وفق رؤية واستراتيجيات وخطط واضحة المعالم في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وقطعت سلطنة عمان أشواطًا متقدمة في إنشاء مدن ومشاريع سكنية جديدة متكاملة وفق أعلى المعايير العالمية. لذا سيظل الحادي عشر من يناير من عام 2020 تاريخًا محفورًا بالذاكرة العمانية، ومن هنا نجدد العهد والولاء لجلالة السلطان المعظم قائد مسيرة التنمية والنهضة الشاملة المتجددة، ونستعرض بفخر ما شهدته سلطنة عمان خلال السنوات الخمس الماضية من تحولات وتغييرات تنموية واقتصادية ومشاريع استراتيجية كبرى، غيَّرت وجه البلاد، وعززت مكانتها خارجيًا بسواعد أبنائها كوجهة استثمارية واقتصادية واعدة، ونموذج ومثال يُحتذى به في الإنجازات والأمن والاستقرار والتطور الاقتصادي. وهذه الإنجازات التي ننعم بها اليوم، لم تأتِ صدفة، أو دون عناء، بل إنها بعد الله عز وجل تعود لحكمة القيادة وإخلاصها في العمل من أجل هذا الوطن، وعهده ووعده بأن يمضي قدمًا بهذه البلاد نحو الأمام، لتبقى عمان علامة فارقة في كل ما تم تحقيقه من إنجازات داخلية وخارجية، واليوم في العهد الجديد تكتب البلاد فصلًا جديدًا، وقصة ملهمة عنوانها “إرث المستقبل يبدأ من اليوم”، لمسيرة وطنية حافلة بالعمل الدؤوب والتطور المستدام مع التركيز على تحقيق المشروع الإصلاحي الاقتصادي وفق رؤية سلطانية وطنية شاملة للاقتصاد والتنمية الاجتماعية. فاليوم.. من حقنا أن نحتفل ونفتخر بهذا اليوم الوطني، وأن نقف خلف القائد الذي نذر نفسه لمواصلة مسيرة البناء والأمان، ونحن خلف قيادته سائرون، اللهم احفظ جلالة السلطان المعظم، واحفظ بلادنا سلطنة عمان من كل مكروه، وثبّتنا على إخلاصنا لهذا الوطن الغالي.. والله من وراء القصد.
كاتب ومحلل سياسي عماني