تمكين المرأة في البحرين.. مسيرة إنجازات تُلهم العالم

| راشد خليفة البنزايد

في عالم يتسم بالتحديات المتزايدة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، تبرز البحرين كنموذج متميز في تمكين المرأة وتعزيز دورها في بناء المجتمع، وقد كان المجلس الأعلى للمرأة منذ تأسيسه حجر الزاوية في هذا التحول الكبير، حيث عمل على ترجمة رؤية القيادة الحكيمة إلى إنجازات ملموسة تُلهم المنطقة والعالم أجمع، وفي حوار خاص مع “الأيام”، كشفت سعادة الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي عن أبرز الإنجازات والخطط المستقبلية التي تعكس التزام البحرين بتمكينها وضمان مشاركتها الفاعلة في جميع المجالات، فمنذ تأسيس المجلس الأعلى للمرأة عمل على تعزيز حضور المرأة البحرينية في مختلف المجالات بداية من المشاركة السياسية، ووصولاً للمناصب القيادية سواء في القطاع العام أو الخاص، حيث نجحت المرأة البحرينية في تحقيق إنجازات لافتة وتشكل اليوم 20 % من أعضاء مجلس النواب و25 % من أعضاء مجلس الشورى، وهذه النسب تعكس تقدما كبيرا في تمكين المرأة البحرينية سياسيا. بالإضافة إلى ذلك ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في القطاع العام إلى 55 % في عام 2023، وهذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة بل هي نتيجة جهود متواصلة ودعم مباشر من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.  ومن أبرز المبادرات التي ساهمت في تعزيز مكانة المرأة البحرينية برنامج المشاركة السياسية الذي يهدف إلى بناء قدرات المرأة وتمكينها من خوض غمار الانتخابات والترشح للمناصب السياسية، وفي إطار الحديث عن المشاركة السياسية أشارت العوضي إلى أن المجلس الأعلى للمرأة يرفض نظام الحصص (الكوتا) لدعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية، مؤكدة أن هذا النظام يتعارض مع الدستور البحريني الذي يكفل المساواة بين الجنسين. وأوضحت أن المرأة البحرينية استطاعت أن تثبت جدارتها وكفاءتها في المنافسة السياسية دون الحاجة إلى تدابير تمييزية، حيث وصلت إلى مناصب قيادية بفضل جهودها وقدراتها. هذا النهج يعكس ثقة المجتمع البحريني في قدرات المرأة، ويؤكد أن التمكين الحقيقي يعتمد على الكفاءة وليس على الحصص المخصصة. من أبرز الإنجازات التي ذكرتها الأمين العام للمجلس جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة، والتي تُعد إحدى المبادرات الريادية التي تبنتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث أعلنت العوضي أن العمل جارٍ على إطلاق النسخة الثالثة من الجائزة في بداية هذا العام بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتهدف الجائزة إلى تكريم الجهود العالمية في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في التنمية المستدامة. هذه الجائزة ليست مجرد تكريم لإنجازات المرأة وحسب، بل هي أداة لتعزيز الجهود الدولية في مجال تمكين المرأة وإبراز دورها الكبير في تحقيق التنمية الشاملة. إن تعاون المجلس الأعلى للمرأة مع الجهات الإقليمية والدولية هو تعزيز لجهود تمكين المرأة بما يعكس رؤية البحرين الاستراتيجية في جعل تمكين المرأة قضية إقليمية ودولية، وضمان أن تكون المرأة البحرينية جزءا من الجهود العالمية لتحقيق المساواة بين الجنسين وليس مجرد شعار، بل هو واقع ملموس يعكس التزام القيادة البحرينية ببناء مجتمع متوازن ومستدام.

كاتب بحريني