الكويت.. عاصمة للثقافة العربية ومنارة للفنون والحريات

| د. احمد بن سالم باتميرا

 في شهر فبراير من كل عام، تحتفل الكويت بأعيادها الوطنية وعبق التاريخ والحرية والتطور والنماء والسلام والفن والثقافة، فبلد الإنسانية والسلام، يلامس القلوب في كل مكان، ويرتفع علمه شامخًا بفضل قيادته الحكيمة التي تلعب دورًا مهمًّا على الصعيدين العربي والدولي. واليوم يحتفل هذا البلد الخليجي بكل فخر واعتزاز باختياره عاصمة للثقافة ‎العربية لعام 2025 وعاصمة للإعلام العربي أيضًا، كما سيحتفل بالعيد الوطني الرابع والستين والذكرى الرابعة والثلاثين للتحرير، وهي ترجمة حقيقية لمسيرة عامرة ورائدة في كل المجالات وسط أجواء وطنية مفعمة بالفخر والانتماء، فالكويت بلد الثقافة والأدب والفنون والحرية الإعلامية، والأكثر تميزًا على المستويين الخليجي والعربي خلال السنوات الماضية.  وبهذه المناسبة السعيدة، وفي إطار كل هذه الاحتفالات، تزينت شوارع الكويت بألوان العلم الوطني، ونظمت الفعاليات الثقافية والفنية خلال الأيام الماضية، وهذا البلد الخليجي يسعى لتحقيق نهضة اقتصادية كبيرة في ظل عهد سمو الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي بدأت الكويت في عهده نقلة جديدة من النمو والازدهار الاجتماعي والمالي وتعزيز مفاهيم ومبادئ الوطنية لمواجهة مختلف ظروف الحياة المعاصرة والظروف الإقليمية المتغيرة بشكل دائم. 

وللكويت جهود ومواقف تاريخية وإنسانية مع مختلف الدول والشعوب، وتتجه البلاد اليوم نحو مرحلة تاريخية في تاريخها السياسي والبرلماني من خلال قوانين تنظم العمل البرلماني لتكون الكفاءات الحقيقية ممثلة في مجلس الأمة القادم وخطوة أساسية نحو تصحيح مسار العمل السياسي وتعزيز دور المراقبة والتشريع بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن في السنوات القادمة.  ستعود الكويت بإذن الله تعالى لتكون رائدة في كل المجالات، وصاحبة الريادة في كل شيء، ستعود بلد الفن والابتكارات والمبادرات والإنجازات والإنسانية، وسيكون التغيير القادم في الحياة الاجتماعية ركنًا أساسيًّا في ثقافة البلاد بمختلف أصولهم وتكويناتهم وشرائحهم وطوائفهم، فالكويت أولًا وأخيرًا شعار المرحلة القادمة. ودامت أعياد وأفراح الكويت الحبيبة، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل سوء على الدوام، في ظل عهد الأمير مشعل صاحب النهج الاجتماعي والسياسي الحكيم، والرؤية الثاقبة في قراءة المشهد الخارجي بتحدياته المختلفة، وهي صفات من الصعب جدًّا أن تجتمع في قائد واحد، والذي يسعى لأن تكون الكويت مختلفة ومزدهرة وآمنة وصاعدة في مختلف المجالات.  واليوم نرى دولة الكويت الشقيقة، وهي تخطو للأمام خطوات عظيمة في طريق التقدم والازدهار، من خلال توثيق العلاقات التاريخية مع الأشقاء والأصدقاء، وفي إطار هدف حتمي تولته الحكومة وهو أن تكون التنمية والرقي في الكويت من أولويات العمل الحكومي خلال الفترة الحالية والقادمة ومواجهة الصعوبات والتحديات، والسعي لتعزيز الوحدة العربية وحل الخلافات العربية ومواجهة التهديدات الخارجية بكل حكمة واتزان. فطريق الإصلاح والتجديد في عهد مشعل الخير والنور والأمان يتطلب من الجميع الوقوف مع الحكومة كفريق واحد، لجعل الكويت منارة مشعة في كل المجالات العصرية.. والله من وراء القصد.

كاتب ومحلل سياسي عماني