مهرجان البحرين للطعام.. مثالًا

| زهير توفيقي

 تعتبر الفعاليات والمهرجانات جزءًا مهمًّا من الحراك الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، حيث تلعب دورًا بارزًا في تعزيز السياحة، ودعم رواد الأعمال، وتوفير فرص ترفيهية متنوعة للمواطنين والمقيمين، ومن بين هذه الفعاليات، يبرز مهرجان البحرين للطعام كواحد من أهم الفعاليات السنوية التي تحظى بإقبال واسع، نظرًا لما يقدمه من تجربة فريدة تحتفي بتنوع المذاقات المحلية والعالمية.  شخصيًّا، كتبت أكثر من مقال حول أهمية تنظيم فعاليات ومهرجانات وأنشطة متنوعة تناسب جميع مكونات المجتمع البحريني خلال العام، مع التركيز على أهمية إقامة فعاليات خارجية متنوعة خلال الفترة التي يكون الطقس خلالها مناسبا وهي عادة ما تكون 6 أشهر في السنة. لقد تميزت الفعاليات التي أقيمت مؤخرًا بنجاح منقطع النظير وبشهادة الجميع، حيث كان الجميع توّاقًا لحضور تلك الفعاليات، بل يحرص على تكرار زيارتها. فوزارة السياحة ممثلة بهيئة السياحة والمعارض ووزارة الإعلام وهيئة الثقافة والآثار نجحوا في تنظيم فعاليات متنوعة وحصلوا على العلامة الكاملة في تنظيمها، فالبحرين أصبحت خلال الثلاثة أشهر الماضية محطة ثقافية وترفيهية وسياحية مهمة، بل أصبحت مقصدًا للكثير من الزوار، خصوصًا من دول الجوار.  لا شك أن إقامة مثل هذه الفعاليات تعكس توجه مملكتنا الغالية نحو تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية، مثل النفط، فالمهرجانات تسهم في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على قطاعات الضيافة والفندقة والمواصلات وغيرها من القطاعات. وكان آخر تلك الفعاليات مهرجان البحرين للطعام الذي أحرص على حضوره بشكل سنوي، وبكل أمانة لمست التحسينات والتطوير المستمر في التنظيم والتنويع. 

أتذكّر جيدًا كيف كان المهرجان في نسخته الأولى وكيف هو اليوم من ناحية التنظيم والتطوير والتنويع في استحداث أفكار خلاقة جديدة. فكما يقولون بداية أي عمل جديد الأصعب في المهمة، لكن وبفضل التعلم والخبرة والوقوف على جميع الإيجابيات والسلبيات، فإن العمل سيكون رائعًا ومميزًا في الفعاليات القادمة، ولجميع القائمين على هذا المهرجان الرائع كل التقدير والثناء على كل الجهود الاستثنائية التي بذلوها في التنظيم والتحضير الجيد.  ولا شك أن هذه الفعاليات توفّر منصة مثالية لرواد الأعمال البحرينيين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم، سواء في قطاع الطعام أو الحرف اليدوية أو الابتكارات المحلية، ما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة. فإلى جانب الفوائد الاقتصادية، تلعب هذه المهرجانات دورًا مهمًّا في تعزيز التبادل الثقافي والانفتاح، حيث تجمع تحت مظلتها ثقافات مختلفة تعكس تنوع المجتمع البحريني. فهي توفر فرصة للمواطنين والمقيمين لاكتشاف نكهات وأطباق جديدة من مختلف أنحاء العالم، ما يخلق بيئة تفاعلية تعزز روح التفاهم والتعايش بين الجميع.  كما أن مثل هذه الفعاليات تسهم في إلهام الطهاة المحليين والمواهب الشابة لتطوير أساليب جديدة في الطهي وتقديم الأطباق، كما أنها تدفع بالمطاعم المحلية والمشاريع الناشئة إلى رفع مستوى خدماتها وتقديم تجارب فريدة لزبائنها.

 ولا يمكن لنا إغفال الأثر الاجتماعي لمثل هذه المهرجانات، حيث توفر للعائلات والأفراد فرصة لقضاء وقت ممتع في أجواء احتفالية، وهو ما يعزّز الروابط الاجتماعية ويسهم في تحسين جودة الحياة.  الخلاصة.. تمثل الفعاليات مثل مهرجان البحرين للطعام إضافة قيمة للاقتصاد والمجتمع، فهي ليست مجرد تجمعات ترفيهية، بل محركات للنمو والتنوع الاقتصادي، وفرصة لتعزيز السياحة، ودعم المشاريع الصغيرة، وتقوية الروابط الاجتماعية والثقافية. ومن هذا المنطلق، فإن الاستثمار في مثل هذه الفعاليات وتطويرها بشكل مستمر سيظل خيارًا استراتيجيًّا يعكس رؤية مملكة البحرين نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وتنوعًا. متمنّيًا أن تكون هناك شراكة مستمرة بين القطاعين العام والخاص لتنظيم المزيد من الفعاليات والأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والترفيهية والتراثية. فالبحرين ورغم إمكانياتها المتواضعة، إلا أنها تبدع دائمًا في تقديم أفضل الأعمال بفضل قدرة وولاء وانتماء أبنائها الذين يبذلون الغالي والنفيس في خدمة الوطن الغالي في مختلف المجالات.

كاتب وإعلامي بحريني