يوم التأسيس تاريخ يلتقي بالمستقبل.. وأخوة تزداد قوة

| راشد خليفة البنزايد

في‭ ‬ظل‭ ‬احتفالات‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بيوم‭ ‬التأسيس،‭ ‬تتجدد‭ ‬مشاعر‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بجذور‭ ‬تمتد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬قرون،‭ ‬جذور‭ ‬أسست‭ ‬لوحدة‭ ‬وطنية‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجا‭ ‬للاستقرار‭ ‬والتطور‭ ‬فهذا‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬ذكرى‭ ‬تاريخية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬احتفاء‭ ‬بروح‭ ‬الأمة‭ ‬التي‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬ماضيها‭ ‬لتشق‭ ‬طريقا‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭. ‬

منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الإمام‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬بالعام‭ ‬1727م،‭ ‬كانت‭ ‬قيم‭ ‬العدل‭ ‬والأمن‭ ‬والتعاون‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬عليه‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬وهذه‭ ‬القيم‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬محصورة‭ ‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية،‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬لتشكل‭ ‬روابط‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬الجيران،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬البحرين،‭ ‬فالتاريخ‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬قصة‭ ‬تعاون‭ ‬متواصل‭ ‬وعلاقات‭ ‬إنسانية‭ ‬وثيقة،‭ ‬تجسدت‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الرخاء‭ ‬والتحديات‭.‬

اليوم،‭ ‬ومع‭ ‬إشراقة‭ ‬يوم‭ ‬التأسيس،‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬إلى‭ ‬شراكات‭ ‬استراتيجية‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬العالمية‭. ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬طريق‭ ‬من‭ ‬الأسفلت‭ ‬والإسمنت،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬شريان‭ ‬حي‭ ‬ينبض‭ ‬بالتواصل‭ ‬الإنساني‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مركبة‭ ‬تعبره‭ ‬قصة‭ ‬لقاء‭ ‬بين‭ ‬شعبين‭ ‬تربطهما‭ ‬روابط‭ ‬لا‭ ‬تُكسَر‭. ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬تعكس‭ ‬رؤية‭ ‬مشتركة‭ ‬لمستقبل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التكامل‭ ‬والتعاون،‭ ‬حيث‭ ‬تصبح‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية‭ ‬مجرد‭ ‬خطوط‭ ‬على‭ ‬الخريطة،‭ ‬بينما‭ ‬تبقى‭ ‬الروابط‭ ‬الإنسانية‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬المتين‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالات،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬القيادات‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البلدين،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬وتطويرها‭. ‬قيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قيادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬هي‭ ‬قيادات‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬المستقبل‭ ‬لا‭ ‬يُبنى‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬والتآخي‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬المشتركة‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ ‬البحرينية‭ ‬نموذجا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬لا‭ ‬يسعنا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بتفاؤل‭ ‬كبير‭ ‬فهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬ذكرى،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬بأن‭ ‬المستقبل‭ ‬يُبنى‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬متين‭ ‬من‭ ‬الوحدة‭ ‬والأخوة،‭ ‬ولعل‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ ‬البحرينية‭ ‬تظل‭ ‬شاهدا‭ ‬حيا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الوحيد‭ ‬لصنع‭ ‬مستقبل‭ ‬مشرق‭. ‬فلنحتفل‭ ‬معا‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم،‭ ‬ولنعمل‭ ‬معا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬يليق‭ ‬بأجيالنا‭ ‬القادمة‭.‬