يوم التأسيس السعودي.. تاريخ مجيد

| د. احمد بن سالم باتميرا

 قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله: “نعتز بذكرى تأسيس دولتنا المباركة قبل ثلاثة قرون على الأمن والعدل والعقيدة الخالصة، ومازال نهجها راسخًا منذ ذلك الحين، في وطن يتقدم إلى الريادة في مختلف المجالات”. واليوم التاريخ يتحدث عن هذه الدولة العريقة والراسخة كجبالها، “جبل طويق”، تاريخ وحضارة عريقة، امتزجت بين الحياة البدوية والأصالة والحداثة، بدءًا من مدينة التأسيس والحضارة والتاريخ “الدرعية” إلى مدن حديثة وجميلة تنتشر في كل محافظات المملكة. واحتفلت المملكة العربية السعودية الشقيقة بذكرى يوم التأسيس، تلك الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا، وليس على قلوب شعب المملكة فقط، ونشاركهم فرحتهم وأهازيجهم بهذا اليوم العظيم في تاريخ المملكة الراسخة بعاداتها والمتمسكة بتقاليدها والصادقة في وعودها والواثقة بمبادئها والحافظة لعهودها. ونحن اليوم في سلطنة عمان تربطنا علاقات راسخة ومتجذرة وطيبة، علاقة بين بلدين وشعبين لهما حضارة وتاريخ تليد، والعمق التاريخي لمملكة الخير والسلام بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حيث جعلت من مسقط والرياض حلقة وصل تسودها المحبة والرخاء والتعاون في كل المجالات لتحقيق النجاحات المتميزة وفق رؤية البلدين، وأيضًا سعيهما الريادي لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وتأتي ذكرى يوم التأسيس لتكون فرصة سانحة لاسترجاع ذاكرة ثلاثة قرون مضت منذ تأسيس الدولة السعودية وما تحمله من أحداث ومنجزات خالدة سطّرت بحروف من ذهب، حتى وصلت المملكة اليوم لدولة قوية متماسكة موحدة بفضل حكمة قياداتها عبر التاريخ، ومشاركة سلطنة عمان حكومة وشعبًا فرحة المملكة بهذه الذكرى الخالدة تأتي تأكيدًا على متانة العلاقة التاريخية الوطيدة والراسخة منذ سنين عديدة، اللهم احفظ بلدينا وأدم عليهما نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار في ظل القيادتين الحكيمتين لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظهما الله ـ. فالحلم أصبح حقيقة والدولة السعودية الأولى أصبحت مملكة رائدة موحدة بعزيمة القادة العظماء الذين أسسوا وبنوا هذه الدولة الحديثة بميثاق وشرف وتحت راية الوحدة، والأمم العظيمة تبقى قوية عبر القرون ولا تتغير أو تتزعزع، والمسيرة مستمرة رغم التحديات والأحداث التي تواجهها المنطقة والعالم، إلا أن المملكة أصبحت ركنًا فعّالًا في المجتمع الدولي.  فمن الدولة السعودية الأولى، مرورًا بالدولة السعودية الثانية، حتى الدولة السعودية الثالثة، ظلت المملكة حاضرة بقوة في كل الأحداث ولا تلين أو تتراخى عن مواقفها المشرفة خارجيًّا وداخليًّا استمرت في البناء والازدهار وتحقيق الإنجازات الكبيرة، وبناء الدولة الحضارية المدنية الراقية والآمنة.  لذا، سيظل الثاني والعشرون من شهر فبراير من كل عام، يومًا خالدًا ومسيرة حافلة بالتاريخ والإنجازات العظام والوحدة، وحدثًا مفصليًّا ليس في التاريخ السعودي فحسب بل في تاريخ المنطقة والعالم. ولم يكن تأسيس الدولة عام 1727 مجرد إعلان قيام كيان سياسي، بل كان انطلاقة لمسيرة بناء استمرت لسنوات وسنوات من البناء إلى قوة اقتصادية عالمية ليبقى يوم التأسيس مناسبة وطنية مهمة يحتفل بها الأشقاء بتاريخ أمة ومسيرة أبطال ورجال صنعوا التاريخ، وشعب أحب مليكه ووطنه عبر التاريخ، وما صنعه الإمام محمد بن سعود، في فجر مشروع التأسيس، ينمو ويزدهر ويرتقى لهام السحب في عهد الملك سلمان.. والله من وراء القصد.

كاتب ومحلل سياسي عماني