رمضان.. نموذج حي للتلاحم بين القيادة والشعب
| راشد خليفة البنزايد
يُعد شهر رمضان في البحرين مناسبة تتجلى فيها أسمى معاني التآخي والتكافل الاجتماعي، حيث تتوارث الأجيال عادات وتقاليد تعكس روح المحبة والترابط بين أفراد المجتمع. فمنذ القدم، تجتمع الأسر البحرينية حول موائد الإفطار لتناول الأطباق التقليدية وتمتلئ المساجد بالمصلين الذين يؤدون صلاة التراويح في أجواء روحانية تعكس قوة الروابط الاجتماعية. ورغم التغيرات التي شهدها المجتمع، لا تزال هذه العادات راسخة، لكنها تطورت لتواكب العصر، حيث تزدان الشوارع بالزينة الرمضانية وتنتشر موائد الإفطار الخيرية التي تجمع الصائمين على مائدة واحدة إلى جانب الفعاليات الثقافية والدينية التي تعزز قيم التسامح والتلاحم الاجتماعي وتضفي جانبًا جميلًا يترك أثرًا طيبًا في نفوس المواطنين والمقيمين. في هذا الجانب، تأتي مبادرات القيادة الحكيمة لتضيف بعدًا جديدًا لشهر رمضان، حيث يحرص جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، على استضافة المواطنين من مختلف المحافظات في لقاءات رمضانية تعكس عمق العلاقة بين القيادة والشعب. ويترقب أبناء المحافظات هذه اللقاءات السنوية بشغف لما تحمله من معانٍ عميقة تعكس حرص القيادة على تعزيز أواصر المحبة والتواصل مع جميع فئات المجتمع. هذه اللقاءات ليست مجرد مناسبات بروتوكولية، بل هي مبادرة نبيلة تهدف إلى الاستماع لتطلعات المواطنين ومناقشة قضاياهم، ما يعزّز مبدأ التواصل المباشر ويؤكد حرص القيادة على الوحدة الوطنية ومبدأ التواصل الفعّال. كما يواصل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، زياراته المعتادة لمجالس العوائل البحرينية خلال الشهر الفضيل، حيث يلتقي المواطنين في أجواء تسودها الألفة والمحبة. هذه الزيارات تجسّد نهج القيادة الحكيمة في التقارب مع أفراد المجتمع ودعم التماسك الاجتماعي وتعزيز روح الانتماء الوطني.
ولا تقتصر هذه المبادرات على اللقاءات المباشرة بل تمتد إلى دعم المبادرات والمشاريع الخيرية والإنسانية التي تسهم في تخفيف الأعباء عن الأسر المحتاجة، وتجسيد قيم العطاء والتضامن. ختامًا، تؤكد هذه المبادرات أن القيادة البحرينية تضع مصلحة الوطن والمواطن في صلب أولوياتها، من خلال تعزيز قيم التواصل والتكافل، وترسيخ روح الوحدة الوطنية، ما يجعل رمضان في البحرين نموذجًا حيًّا للتلاحم بين القيادة والشعب.
كاتب بحريني