شباب بحريني استثنائي

| د.حورية الديري

‭ ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬مجرد‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬العمر‭ ‬أو‭ ‬النشاطات‭ ‬اليومية؛‭ ‬بل‭ ‬يتعلق‭ ‬أكثر‭ ‬بكيفية‭ ‬استثمار‭ ‬طاقاتهم،‭ ‬وتنمية‭ ‬قدراتهم،‭ ‬وتوجيههم‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭. ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬يقف‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البلاد،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقلدهم‭ ‬المسؤوليات‭ ‬لقيادة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬والأهلية،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬تسخير‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬لدعم‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬الشبابية،‭ ‬ولذلك‭ ‬يصبح‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬استثنائيا؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬لإمكاناته‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬المملكة‭ ‬المستقبلية؟

الشباب‭ ‬الاستثنائيون‭ ‬ليسوا‭ ‬فقط‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يمتلكون‭ ‬المهارات‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬الإنجازات‭ ‬الفردية،‭ ‬لأن‭ ‬الاستثنائية‭ ‬هي‭ ‬منهج‭ ‬حياة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شاب‭ ‬عنصرًا‭ ‬فعالًا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬أول‭ ‬مكونات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬هي‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬الإجابات‭ ‬التقليدية‭ ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭. ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬لا‭ ‬يقبلون‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬الحلول‭ ‬جاهزة،‭ ‬بل‭ ‬يسعون‭ ‬دائمًا‭ ‬إلى‭ ‬تحدي‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬وتقديم‭ ‬آراء‭ ‬جديدة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاستثنائي‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يعني‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬السريع‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬التي‭ ‬تطرأ‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬والمهنية،‭ ‬فلا‭ ‬يكتفي‭ ‬الشباب‭ ‬الاستثنائي‭ ‬بالنجاح‭ ‬الفردي،‭ ‬بل‭ ‬يتسم‭ ‬بالروح‭ ‬الجماعية‭ ‬والمبادرة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬سمات‭ ‬التطوع‭ ‬والمشاركة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬فرصة‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراته‭ ‬القيادية،‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬المجتمعي‭. ‬هذه‭ ‬رسالة‭ ‬عميقة‭ ‬لكل‭ ‬شاب‭ ‬وشابة‭ ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬قلبًا‭ ‬لمجتمعهم‭ ‬لكي‭ ‬يبقى‭ ‬نابضًا‭ ‬بالحياة‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬“فأنتم‭ ‬المحرك‭ ‬الفعلي‭ ‬للتغيير‭ ‬والشركاء‭ ‬الحقيقيون‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستقبل”‭.‬