الالتفات إلى الكاميرات.. اختراع جديد لبعض النواب
| أسامة الماجد
أسلوب التحضير لجلسة مجلس النواب يقتضي وجود نظرة واقعية للمهمات التي ينبغي طرحها في الجلسة، وبالتالي معرفة ما يمكن أن يطرح فيها من مهمات ووضعها في المكان الصحيح، لكن نلاحظ أن أسلوب التعامل الصحيح والمقبول والمفيد من قبل بعض النواب لا يرتقي إلى مستوى الجلسة أساسًا، حيث الغوص في مناقشات تفتقر إلى التحليلات السليمة ومواقف خاطئة خارج الأطر التقليدية المعهودة. أحد السادة النواب التقيت معه في إحدى المدارس أيام الانتخابات – أي قبل فوزه بمقعد الدائرة -، وخلال أحاديثنا وجدت فيه روح المسؤولية والجدية تجاه الناس ومصالحها، بوصفه قوة مؤثرة فاعلة مندمجة اندماجًا كبيرًا بالناس.. هكذا كنت أعتقد، لكنني لغاية اليوم ونحن نعيش دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس للمجلس، لم أر فيه المميزات الخاصة التي كان يتحدث عنها أيام الانتخابات، ولا الارتفاع الملموس في مستوى الأداء والمهمات والمسؤوليات، بل حتى انه لا يملك الوعي القائم على الإقناع العلمي النابع من الفكر المستنير والناتج عن المناقشة الحرة، وليس عنده أي وضوح في رؤية الأهداف ومتابعتها باستمرار وتجنب الانسياق الانفعالي إلى الدروب الفرعية التي تبتعد بالعمل البرلماني الوطني عن طريقه وتهدر جزءًا كبيرًا من طاقته. كل ما اخترعه من مفاهيم جديدة لأهدافه الكبرى هو – الالتفات – إلى الكاميرات، ويذكرنا بالمناظر والشخصيات والحبكة والوسائل السينمائية لتأكيد الشهرة التي قد تزداد بفضل كرسي البرلمان. ما أريد الوصول إليه هو أن التغير الأساس المذهل الذي يعد به بعض المرشحين وقت الانتخابات أهالي الدائرة، كصاحبنا، يخف وزنه المعنوي يومًا بعد يوم وتتلاشى مسافات الوعود وتسقط الحواجز في مواجهة الحقيقة التي تبقى واقفة في ثبات على أرضها.