احتفالية متواضعة بمئوية المسرح البحريني

| أسامة الماجد

 هل من المعقول والمقبول أن تكون احتفالية مئوية المسرح البحريني بهذا الشكل والحجم المتواضع عبر ندوة أقيمت بمركز عبدالرحمن كانو الثقافي الأسبوع الماضي، وبعض النقاشات المحدودة المبعثرة في مسارحنا الأهلية؟ وهل من السهل على المسؤولين عن قطاع الثقافة والفنون تفويت هذه التظاهرة الفنية الأولى من نوعها التي لن تتكرر إلا بعد أجيال وأجيال بعد أن كان أهل المسرح مشبعين بالآمال التي مع الأسف لم يتحقق منها شيء، خصوصًا الرواد منهم الذين تربوا وترعرعوا وشبّوا وعاشوا في المسرح وفي أجوائه بكل ما يضمه من قيم جمالية وفكرية وتقاليد أدبية وفنية ومظاهر حسية فردية وجماعية.  في مهرجان المسرح الخليجي الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض في سبتمبر الماضي، قال لي أحد المسؤولين في قطاع الثقافة إنهم يستعدون لاحتفالية مميزة بمئوية المسرح البحريني.. طرت من الفرح كما تطير كل الفراشات الملونة وتوسعت رؤيتي وكنت معتقدًا أن الاحتفالية ستكون مزلزلة وستستمر على الأقل لمدة أسبوع كامل أو حتى أكثر، وأنها ستليق بتاريخ المسرح البحريني العريق، وسنشهد طباعة كتب وإصدارات ودراسات، وستتسع الدائرة وتزداد شمولًا بتخصيص برنامج في التلفزيون والإذاعة عن الحركة المسرحية والرغبة الأكيدة في تطويرها عامًا بعد عام، ومناقشة مختلف قضايا المسرح العامة، وإطلاق شعار يتناسب مع الحدث، ولكنّ شيئًا من ذلك لم يحدث. لا الجهد الرسمي كان كافيًا ومقبولًا، ولا الجهد الأهلي، ولم تكن هناك خطة على المدى القريب والبعيد، واتشح المسرحيون بوشاح المأساة الأليمة في عيدهم المئة، وظل كل واحد منهم يحجز له رقعة تؤويه ليقضي أيامه البائسة فيها.