كيف حالك؟

| هدى حرم

 إن سألتك كيف حالك، هل ستجيبني بأنك بخير؟ ألست تفعل ذلك دائمًا، لكنك لا تقصدها في أغلب الأحيان، بل تعودت على الرد على النحو السابق؟ قد تجيبني بأنك بخير، لكن تعابير وجهك لا تدل على ذلك. ليس وجهك فحسب، بل كل جسدك ينطق بلغة أخرى لا ينطق بها لسانك؛ فحين تقول إنك بخير، تقول عيناك إنك متعب ويداك إنك مجهد وقدماك إنك تعاني وهزة رأسك إنك تنهار. لماذا تقولها ولا تعنيها، ولماذا تحمد الله وأنت بينك وبينه تجحد فضله؟ احمد الله طبعًا؛ فهو يستحق الحمد والشكر لكل ما أغدق عليك من نعم، لكن لا يكن حمدك لقلقة لسان وممارسة لفن الرد وحسب، بل ليكن ممارسة للشعور بالامتنان والعرفان والشكر للخالق وأفضاله الجمة عليك. والآن إن سألتك كيف حالك، قل دون تردد إنك بألف خير، فعائلتك حولك، وتملك قوت يومك، ولا تزال تتمتع بالعافية، أو بجزء من العافية، ولست بحاجة لمن يحملك على ظهره، أو يدفع كرسيك وعجلاته. احمد الله أنك لا تزال ترى الدنيا بما فيها من بديع المخلوقات والأشياء والأشكال والألوان، أنك ترى أحبتك، وتستطيع التحدث معهم والتعبير عن مشاعرك تجاههم، لكنك لا تفعل. احمد الله أنك خلو من الفواجع والبلايا والخبيث من الأدواء. كن شاكرًا لأنك تنام ليلًا في مهاد أمن الله وأمانه، وتستيقظ إلى ما منحك إياه من مننه وإحسانه. ألست ممتنًّا لنعمة الأمن والأمان، وأنت تنام ملء جفنيك دون خوف من أن تغادر بطلقة، أو يهوي على دارك صاروخ فيسويه بالأرض؟ كن ممتنًّا لأنك وُجِدتَ أصلًا في هذا الكون، وليس لحاجة الموجد إليك أوجدك. خلقك على الإيمان به حين وجَدتَ أبويك به مؤمنيَن دون حاجة بك للبحث عن خالق ودين. (المقال كاملًا في الموقع الإلكتروني).

كاتبة بحرينية

لن يتسع عمودي لسرد جميع النعم الموجبة للحمد لشديد الأسف؛ لذا فإن كنت تعاني بشدة وتمر بأيام ثقيلة على قلبك وعافيتك وحدثتك يومًا وسألتك عن حالك، قل الحمد لله كما هو أهله، واقصدها بقلبك وجوارحك، واستحضر جميع نعم الله عليك، وحضر قلبك، فإن قول الحمد لله هو من “خير العمل”.

كاتبة بحرينية