تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الطيران
| د. أحمد العويناتي
يعد الطيران المدني من أكثر القطاعات التي تخضع لإجراءات صارمة حرصا على ضمان سلامة وجودة العمليات، لذا فإن أي تغيير يمس إجراءات الطيران، يأخذ منحى تقييميا قبل البت بتطبيقه أو حتى قبل الاختبارات التجريبية، وهناك سلسلة إجراءات واضحة كجزء من إدارة التغيير، منصوص عليها من قبل هيئات الطيران المدني. وأمام التطور المتسارع في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن القطاع ليس منكفئا عن هذا التغيير، على الرغم من أنه يسير بوتيرة أبطأ من بقية القطاعات؛ وذلك للأسباب التي ذكرناها آنفا. وفي هذا الصدد نشرت شركة ميكروسوفت في 9 أكتوبر 2024م، تقريرا فنيا تفصيليا حول دخول شركات الطيران والمطارات على أعتاب مرحلة تحول، مدفوعة بالذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يحدث تحولا في العمليات الأساسية، يتلخص في تطويرها بنية مرجعية جديدة للقطاع تمكن الذكاء الاصطناعي من توفير رحلة سفر سلسة، وعمليات طيران فعالة، وعمليات مطارات محسنة. وبحسب التقرير، تظهر الأبحاث أنه يمكن تقليل ما يصل إلى 35 % من تأخير الرحلات، من خلال اتخاذ القرارات المعززة بالذكاء الاصطناعي، مما يخفف التوتر ويعزز السلامة لكل من المسافرين والموظفين. كما يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل القوى العاملة، فمن خلال تبسيط المهام، يمكن للموظفين تخصيص المزيد من الوقت لتحسين تجربة المسافرين، سواء على الأرض أو في الجو. كما يمكن ذلك من زيادة الإيرادات لكل مسافر بنسبة تصل إلى 15 %. وفي الوقت نفسه، يمكن لروبوتات الدردشة الذكية المدعمة بالذكاء الاصطناعي خفض تكاليف خدمة العملاء بنسبة تصل إلى 30 %. وفي مجال مناولة الطائرات والعمليات الأرضية، يمكن للصيانة التنبئية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التنبؤ بالمشاكل قبل حدوثها، مما يقلل من وقت التوقف. كما يمكن تحسين معدات الدعم الأرضي باستخدام الخوارزميات لتبسيط العمليات وتقليل التأخير. ويمكنه أن يساعد في إدارة العمليات اللوجستية المعقدة، من مناولة الأمتعة إلى إدارة الوقود، من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات لتحسين سير العمل، مما يمكن أن يقلل بشكل كبير من أوقات تسليم الطائرات. وفي الجو، ومن خلال التحليلات المتقدمة التي يمكن أن تساعد في تخطيط المسارات، والتنبؤ بالطقس، وتحسين استهلاك الوقود، ومن خلال الاستفادة من البيانات التاريخية والمدخلات اللحظية، يمكن تزويد الطيارين ومخططي الرحلات برؤى تؤدي إلى رحلات أكثر فعالية من حيث التكلفة. علاوة على ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يحسن التسويق، وهو بذلك ليس مجرد أداة بل هو ثورة تضيف قيمة إلى هذا القطاع بأكمله.