ما أبرز التحديات التي تواجه حديثي التخرج؟

| د. نورة عبدالرحمن

إن الحصول على وظيفة مناسبة بعد التخرج هو جل ما يشغل بال حديثي التخرج، كما وأن مرحلة الانتقال من الحياة الجامعية إلى سوق العمل تعتبر واحدة من أكثر المراحل تحدياً لحديثي التخرج، حيث تتطلب هذه المرحلة تحولاً في المهارات، والتفكير، والنمط الحياتي. يمكن تصنيف هذه التحديات إلى عدة محاور أساسية:  

التعامل مع المنافسة الشديدة والتي تؤدي إلى صعوبة الحصول على وظيفة مع تزايد أعداد الخريجين سنوياً، وارتفاع توقعات أصحاب العمل، يجد الكثيرون أنفسهم في منافسة شديدة على الوظائف المتاحة، مما يتطلب منهم تطوير مهارات إضافية تميزهم عن أقرانهم. وعليه، فإن إبرز الحلول المقترحة في هذا المحور هو تشجيع الخريجين على التعلم المستمر واكتساب شهادات إضافية تعزز من مهاراتهم وتزيد من فرصهم في التميز عن غيرهم. يمكن ايضاً لحديثي التخرج تطوير مهاراتهم في استخدام شبكات التواصل المهنية للترويج لأنفسهم بشكل احترافي.

الضغوط النفسية والاجتماعية تشكل الضغوط النفسية والاجتماعية جزءاً كبيراً من التحديات التي يواجهها حديثو التخرج. هذه الضغوط لا تقتصر على الجانب النفسي والاجتماعي فحسب، بل تمتد لتشمل أيضاً الجانب المالي. قد يتعرض حديثو التخرج لضغوط من الأهل والمجتمع لتأمين وظيفة مناسبة، مما قد يزيد من شعورهم بالمسؤولية والقلق. كما يؤدي الخوف من الفشل لمضاعفة الضغط النفسي، حيث يخشى الكثير من الخريجين من عدم النجاح في العثور على وظيفة ملائمة، أو من عدم القدرة على التأقلم مع العمل نفسه، مما يعزز من مشاعر القلق والإحباط. للتخفيف من هذه الضغوط، يمكن للخريجين الاستفادة من الدعم النفسي من خلال التحدث مع الأصدقاء والمقربين أو استشارة المختصين. ينصح أيضاً الخريجين ببناء شبكة علاقات مهنية من خلال حضور الفعاليات والمؤتمرات. إن التحديات النفسية والاجتماعية قد ترتبط أيضاً بضغوط مالية، حيث ينتظر الكثير من حديثي التخرج الحصول على أول راتب يوفر لهم الاستقلال المالي. لكن بسبب صعوبة الحصول على الوظائف، يضطرون للاعتماد على دعم الأهل أو البحث عن وظائف مؤقتة.

الافتقار إلى الخبرة العملية رغم أن العديد من الجامعات قد بدأت في دمج البرامج التدريبية والمشاريع العملية ضمن مناهجها، إلا أن العديد من حديثي التخرج يدخلون سوق العمل دون خبرة عملية كافية، مما يقلل من قدرتهم على التكيف السريع مع بيئة العمل. للتغلب على هذه الفجوة، بدأت بعض الجامعات في مراجعة وتعديل المناهج الدراسية لتشمل المزيد من المهارات العملية مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات والعمل الجماعي. بالإضافة لذلك، بدأت بعض الجامعات تعزيز مفهوم "التعليم القائم على المشاريع"، حيث يطلب من الطلاب تنفيذ مشاريع تطبيقية ضمن تخصصهم الاكاديمي وذلك لتحسين مهاراتهم العملية. أخيراً، يمكن لحديثي التخرج الانضمام لبرامج توجيهية بإشراف خريجين سابقين لمشاركة تجاربهم وخبراتهم العملية. ختاماً، إن التحديات التي تواجه حديثي التخرج هي تحديات حقيقية تتطلب تضافر الجهود بين الجامعات والقطاع الخاص والحكومي، من خلال توفير الدعم اللازم والتوجيه المناسب، حتى يتمكن حديثو التخرج من الحصول على الوظائف الملائمة وتحقيق النجاح والازدهار في حياتهم المهنية.