+A
A-

ديانا حداد: أنا الأقرب الى الخليج لأني “بنت أصول”

أطلقت الفنانة اللبنانية ديانا حداد، اخيرا، أحدث اغنياتها المصورة بعنوان "ودي حكي"، وهي الاغنية التي اختارتها لتحولها الى فيديو كليب من ضمن مجموعة اغنيات تضمنها ألبومها الغنائي الاخير "بنت اصول".
وفي حديثها لوكالة "الانباء الالمانية" أعلنت الفنانة انها صورت الفيديو كليب وسط أجواء مملوءة بالصخب والموسيقى الراقصة التي تتسق وإيقاع اغنيتها الجديدة "ودي حكي" التي تنتمي الى الموسيقى العراقية السريعة، بمشاركة فريق متخصص من الراقصين والراقصات، مضيفة ان مخرجة الفيديو كليب، الاماراتية نهلة الفهد، اختارت المنطقة الحرة بإمارة الشارقة موقعا للتصوير.
ويبقى الملاحظ في هذا الكليب، الجرأة التي تميزت بها الفنانة المغنية، حيث ظهرت وهي تؤدي مجموعة من المشاهد الراقصة، وهي التي عودت جمهورها على الاكتفاء بالغناء فقط.
من هذه النقطة تحديدا، كانت بداية الحوار الآتي:
تعاونت وفي خلال ارتباطك الزوجي بالمخرج سهيل العبدول، مع مخرجين ومخرجات كثر، وعديد من الاغنيات المصورة؟
صحيح فقد تعاونت مع صوفي بطرس وليلى كنعان ونهلة الفهد وياسر سامي ومحمد جمعة وفادي حداد، واليوم أجدد التعاون في كليب "ودي حكي" مع المخرجة الاماراتية نهلة الفهد التي سبق لها وأخرجت لي "أنا الانسان" وموال "يا حبوب" في العام 2006، وهذه الاغنية صورتها تضامنا مع المقاومة اللبنانية التي كانت تخوض حربا ضد اسرائيل على ارض الجنوب، كما صورت معها ايضا اغنيتي "عذاب الهوى" و"شفت اتصالك" في العام 2008، و"يا عيبو" و"يا زعلان" في العام 2009، وفي كل هذه الكليبات، كانت تقدمني بأشكال جديدة، جميلة، وجذابة، وبأفكار مختلفة ومتنوعة.
وهل "الأداء الحركي" كان ممنوعا في اغنياتك السابقة، خصوصا تلك التي صورها لك زوجك السابق المخرج سهيل العبدول؟
السبب الأهم هو نشأتي العائلية، فأنا ابنة بيئة محافظة بالاساس، ولدت في جنوب لبنان "بصاليم" وتحديدا في قرية صغيرة "مغدوشة" التي أهديتها اغنية بالعنوان ذاته في العام 2000، ضمن ألبومي "جرح الحبيب". كما انني الثالثة في عائلة مكونة من خمسة اخوة: لوليتا، داني، فادي وسمير، ما يفرض عليّ، ولو في الحد الادنى، الالتزام، حرصا على سمعتهم. وبسبب اندلاع الحرب الاهلية في لبنان، انتقلت العائلة بكافة افرادها الى دولة الكويت التي اعتبرها وطني الثاني، فأمضينا فيها زهاء العشر سنين، وفيها التحقت بمدرسة "الفحاميل الوطنية" حيث تابعت دراستي العلمية.
في المدرسة هذه، كانت الادارة، وأيضا الطلبة، يطلقون عليّ اسم "حسن صبي" "اي البنت المشاكسة" لكثرة المقالب التي كنت اقوم بها، لكن حرب الخليج "الغزو العراقي" اجبرتنا على العودة الى لبنان، حيث تابعت تخصصي في دراسة الحاسب الآلي، وعلى مدى كل هذه السنوات، كنت برعاية والدي وأشقائي، وموهبتي الغنائية لم تتبلور سوى في العام 1992، عندما شاركت في برنامج استوديو الفن حيث نلت مكانة متقدمة فيه، رغم انني كنت اشارك في بعض النشاطات الغنائية "مدرسية وعائلية" منذ كنت في الثامنة من عمري. أما زواجي من المخرج سهيل العبدول، فكان في العام 1995، وكنت في الـ19 من عمري.
قبل التطرق الى تفاصيل هذا الزواج، اسألك ان كان قد قدم لك الحماية، خصوصا وأنك كنت قد بدأت مشوارك الفني في العام 1992؟
بالتأكيد. فإن زواجي المبكر منحني الحماية الكبيرة، خصوصا وان الوسط الفني معروف بـ"المطلبات" الكثيرة التي يمكن ان تقع فيها اي فتاة تطمح الى الشهرة والنجومية.
بالعودة الى موضوع زواجك، فقد قيل الكثير عنه، خصوصا وانك ارتبطت بشاب اماراتي ينتمي الى دين "الاسلام" مختلف عن دينك. بل اكثر من ذلك، فقد اشهرت ايضا اسلامك، وأخيرا، اعلنت ان انفصالك عن زوجك لن ولم يؤثر في انتمائك للدين الاسلامي حيث استمر انتسابك اليه؟
اود ان اوضح ان زوجي السابق سهيل العبدول لم يلزمني او يجبرني على اعتناق الاسلام، لا سيما وان زواجي "كمسيحية" منه، لا يستلزم مني تغيير ديني، فالاسلام يبيح للرجل المسلم الزواج من مسيحية او يهودية مع الابقاء على دينها، لأنها من اهل الكتاب، ما يعني بالتالي ان انتسابي للاسلام تم برغبتي، ومن دون اي ضغوط او اكراه، وعن اقتناع، ولذلك انا مستمرة به رغم انفصالي عن زوجي السابق.
وكيف تقبلت اسرتك هذا الموضوع؟
بكل تفهم وانفتاح، فكل افراد اسرتي يدركون ان لا فرق بين الاديان السماوية، كما ان الانتساب لدين ما، هو "اختيار" وحرية شخصية، اضافة الى ان اسلامي لم يؤثر في علاقتي بوالدي "الاب جوزف والأم منى والاشقاء كلهم" وإنما متّن اواصر العلاقة بيننا، خصوصا وان علاقة زوجي بالاسرة كانت اكثر من ممتازة.
المتابع لكل اعمالك الغنائية، يلحظ سيطرة اللون الخليجي على معظمها، فهل السبب في ذلك نشأتك في دولة الكويت، ومن ثم اقامتك الطويلة شبه المستمرة في دولة الامارات العربية المتحدة، أم بسبب زواجك من مواطن خليجي؟
ما ذكرت من اسباب قد يكون عاملا من مجموعة عوامل هي بالتأكيد اهم. لا انكر ان نشأتي، ثم زواجي أسهما في تكوين هذا الاتجاه وهذا الاختيار، انما قبلهما، هناك اقتناعي، ثم حبي وتعلقي باللون الغنائي الخليجي، ولا ابالغ اذا قلت انني استشرفت اهمية وجمال اللون الغنائي الخليجي قبل الكثيرين والكثيرات من نجوم الغناء، ولذلك ربما، يعتبرني جمهور الخليج الاقرب اليه.
تقولين "استشرفت اهمية وجمال اللون الغنائي الخليجي" رغم ان الحقائق تشير الى ان مطربات عربيات، لبنانيات ومصريات، سبقنك الى تقديم الغناء الخليجي، وبسنوات، ولهن ايضا فيه صولات وجولات ونجاحات كبيرة؟
انا لا انكر هذا الواقع على الاطلاق، بل اضيف اليه ان هؤلاء الزميلات المطربات أسهمن في تثبيت قناعاتي باللون الغنائي الخليجي، ومخطئ كل الخطأ من يعتقد ان تعلقي بأداء اللون الخليجي يعود فقط الى اقامتي شبه الدائمة في الخليج.
هذه القناعة التي تتحدثين عنها، على ماذا تستند في اساسها، وأنا هنا أتحدث عن الاسس الفنية؟
تستند الى الكلمة الراقية والمعبرة والهادفة وإلى الايقاعات المتعددة والمتنوعة وإلى النغمات المستمدة من موسيقى الشرق والمطعمة بنغمات من الجوار الآسيوي. فكل هذا الثراء الفني موجود في الاغنية الخليجية.
"ودي حكي"، احدث اغنياتك، تنتمي الى اللون الغنائي العراقي، وتعتبر اولى تجاربك مع هذا اللون. هل خشيت من خوض مثل هذه التجربة، عندما عرضت عليك؟
في حقيقة الامر، استصعبت الفكرة عندما قدمها لي المؤلف ضياء الميالي والملحن الموزع حسام كامل "عراقيان"، لكن عندما استمعت الى الاغنية ملحنة، وعندما وضعتني المخرجة الاماراتية نهلة الفهد في اجواء تصورها للفيديو كليب، تحمست جدا وقررت خوض التجربة وأتمنى ان احقق مع اللون الغنائي العراقي النجاح والتوفيق، بمثلما حققته مع بقية الالوان الغنائية التي خضتها، وهي متنوعة وكثيرة.