د. مارك بروير
القائم بأعمال رئيس الجامعة الأوروبية
وفي هذا الحوار مع القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور مارك بروير وقفنا على دلالات عميقة، لكن ما هو التوجه العام للجامعة في عامنا الأكاديمي الحالي مع بداية انطلاقته؟ وما أبرز المبادرات التي تمت الموافقة عليها وهي في طريقها للتنفيذ؟ كان هذا السؤال هو مدخل الحوار، حيث لفت د. بروير إلى أنه بناءً على تاريخ البحرين الطويل كمركز للتميز في التعليم في الخليج العربي، تلتزم الجامعة الأوروبية بتوفير أفضل تعليم يمكن أن يقدم، مع التركيز على بناء علاقات تعاون رئيسة مع الجامعات الأوروبية المتميزة.
في 10 أغسطس 2022، حصلت جامعة البحرين الأوروبية (EUB) على ترخيصها لبدء عملياتها من مجلس التعليم العالي.
وإضافة إلى ذلك، تلقت الموافقة في مايو 2022 من جامعة لندن، إحدى الجامعات الرائدة في العالم، لمنح شهادات جامعة لندن لطلابها كمركز تعليمي معترف به بجامعة لندن، وهذا التزام مستدام بتطوير التميز فيما يتعلق بالتدريس ودعم الطلاب والعمليات الإدارية.
وفي الحقيقة، نحن سعداء بتعاوننا مع جامعة لندن وسنواصل بناء شراكات مع جامعات أوروبية أخرى ونجري حاليًا مناقشات مع جامعات في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا ودول أخرى.
تجربة طلابية متميزة
هل يمكن تقديم لمحة عامة عن الوضع خلال الفترة من 2020 إلى منتصف العام الحالي 2022 أي أثناء الوباء، وكيف سارت الأمور، وما أبرز المخرجات التي توصلت إليها الجامعة للاستفادة من هذه الظروف الاستثنائية؟
أعتقد أن الوقت الذي ذكرته يتعلق ببدء جائحة "كوفيد 19" وتأثيره حتى الآن، وكوننا مؤسسة جديدة لم يكن التأثير علينا واضحًا مثل المؤسسات الأخرى التي واجهت ترتيب إجراءات تعليمية بديلة مناسبة بالإضافة إلى ضمان سلامة الطلاب، ومع ذلك فقد أثر الوباء على تخطيطنا، ما يعني أنه كان علينا الاعتماد بشكل أكبر على الاتصالات عن بُعد بدلاً من المناقشات وجهًا لوجه خلال مراحل التخطيط الرئيسة، ولقد حاولنا أيضًا تشجيع موظفينا وشركائنا الآخرين خلال هذا الوقت غير المسبوق على العمل بشكل آمن للجميع. وأتاح لنا الوباء أيضًا وقتًا للتفكير في الهوية التي أردنا خلقها لأنفسنا وطلابنا ومجتمعنا، ما ساعد في دفع هدفنا الاستراتيجي المتمثل في أن نكون الجامعة الخاصة الرائدة في المنطقة، من خلال التركيز بشكل متساوٍ على توفير تجربة طلابية متميزة والمساهمة في البحوث الرائدة، والمشاركة بشكل هادف في المنطقة والعالم، ونشعر أن تعاوننا مع جامعة لندن يؤكد التزامنا بالتميز في هذه المجالات كجزء من استراتيجيتنا الشاملة.
نستهدف شركاء أوروبيين متفوقين
ما آلية عمل الجامعة بشأن تجديد وتطوير جودة البرامج على المستوى العالمي وتوطينها خصوصا في مجال القيادة والإدارة وأمن المعلومات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟
نحن نعيش في وقت مثير، حيث تقود التكنولوجيا باستمرار إمكانات جديدة نحو الطموح، ويضمن تعاوننا مع جامعة لندن الرائدة عالميًا أن تكون جودة برامجنا من بين الأفضل في العالم، ومع ذلك فإن التزامنا بضمان تجربة طلابية متميزة يمتد إلى التطوير الوظيفي، ونحن نعمل بجد مع مختلف الجهات لربط برامجنا وطلابنا بالمتطلبات والفرص في سوق العمل، وفي الوقت ذاته، نستهدف شركاء أوروبيين آخرين متفوقين أيضًا في مجال التخصصات التي ذكرتها، ونتطلع في السنوات القليلة المقبلة أن يدرس الطلاب في جميع هذه المجالات.
إذا سألنا عن منهجية تقويم أداء الجامعة، كيف تتم هذه العملية لأجل تطوير قدرات الكوادر الوطنية بمختلف القطاعات وضخ كوادر شابة جديدة مؤهلة، وما أبرز نتائجها في تقييم الأداء ومدى تنفيذ الخطة على أرض الواقع؟
هذا سؤال ممتاز.. تحتوي جداولنا الدورية والنظام المعتمد على مجموعة متنوعة من المنهجيات لتقييم أداء خريجي الجامعة والجوانب ذات الصلة، وتركز في كثير من الأحيان على لمحة سريعة عن حالة الطالب عند التخرج أو مع فترة زمنية معينة بعد ذلك تقارب الستة أشهر، وتعد قابلية التوظيف عنصرًا أساسيًا في تجربة الطالب الإجمالية، وسيكون لدينا برامج وموارد مختلفة لتعزيز قابلية التوظيف، وأؤكد لك أننا سنعمل على تحقيق أعلى مستويات التوظيف عند التخرج، لكننا لن نتوقف عند هذا الحد، فلن يؤدي نهجنا في التوظيف إلى غرس المهارات والكفاءات لمساعدة الطلاب في العثور على وظيفتهم الأولى فحسب، بل سيساعد في بناء الثقة في خريجينا، لا سيما على الصعيد الاستراتيجي الضروري للنجاح على المدى الطويل من حياة الفرد المهنية، ولهذا عند تطوير خطتنا الاستراتيجية أخذنا في الاعتبار أولويات رؤية البحرين 2030 بالإضافة إلى الاتجاهات التنموية الرئيسة الأخرى في جميع أنحاء المنطقة، وقد استجبنا لهذه المتطلبات من خلال البرامج التي سنقدمها.
البحرينيون.. مفتاح تطورنا
إلى أي مدى تستعينون بالأكاديميين والخبراء في البرامج والتخصصات الحديثة؟ خصوصا للبحرينيين؟
سيتم تدريس جميع برامجنا من قبل أكاديميين ذوي مهارات عالية وخبراء في مجالاتهم، بينما تتمثل خطتنا الإستراتيجية في الشراكة مع جامعات أوروبية رائدة، فإننا نوظف عددًا من البحرينيين المتميزين الذين يعدون مفتاح تطورنا كواحدة من الجامعات الخاصة الرائدة في المنطقة.
وكيف تنظرون إلى التعاون بين الجامعة ومجلس التعليم العالي من حيث التواصل والمناقشة وتبادل النصائح؟
جامعتنا في غاية الامتنان للتوجيه والدعم الممتازين من مجلس التعليم العالي، تحت القيادة الموقرة للأمين العام لمجلس التعليم العالي ونائب رئيس مجلس أمنائه سعادة الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، ويشرفني القول إن مجلس التعليم العالي قدم لنا جهودًا واضحة وإرشادات مفيدة في جميع مراحل التخطيط لدينا، ونحن ممتنون جدًا لدعمهم الكريم، وهو أساس تطوير تعاوننا الأكاديمي.
وتميزت علاقتنا بالمجلس بالتنسيق والتواصل والاستفادة من رؤية المجلس في وضع أهدافنا الاستراتيجية، ونحن فخورون جدًا بالحصول على دعمهم، ونفخر بأننا نساهم في تطوير قطاع التعليم العالي بمملكة البحرين.
نحو ألمانيا وبريطانيا وفرنسا
هل هناك مبادرات أو تعاقدات مع جامعات محلية وعالمية؟
يعد العمل مع الجامعات الأخرى جزءًا أساسا من الاستراتيجية، وواقعًا نحن ممتنون للغاية للدعم المتميز من مجلس التنمية الاقتصادية لمملكة البحرين الذي عمل عن كثب معنا لضمان أننا نعمل على تحقيق رؤية البحرين 2030، حيث نساهم في بناء البحرين لتكون مركزا دوليا للتعليم العالي، وكذلك تعزيز سمعة البحرين باعتبارها وجهة سياحية تعليمية رائدة، ويسعدنا العمل مع جامعة لندن، ونشارك بنشاط في تحديد شركاء جامعيين رئيسين محتملين آخرين في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
بناء اقتصاد محفز قائم على المعرفة
ختامًا دكتور بروير، ما توقعاتكم لنشاط الجامعة خلال العام المقبل 2023؟
نتطلع إلى مواصلة بناء تعاوننا مع جامعة لندن بالإضافة إلى تقديم فرص دراسة جديدة وواعدة، وتتمثل خطتنا الإستراتيجية الواضحة في أن نصبح الجامعة الخاصة الرائدة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مع مجتمع معترف به دوليًا من الطلاب والأساتذة الذين سيساعدون في تغيير المشهد التعليمي والبحثي في البحرين والمنطقة بشكل عام، ونأمل أن تكون الجامعة الأوروبية مجتمعًا مزدهرًا مبنيًا على مفهوم التعليم الجامعي الشامل بأفضل مقاييسه، علاوة على تعزيز المشاركة والتعاون مع الجهات الرسمية في البحرين وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي في مجال التعليم الجامعي والبحوث العلمية باعتبارها ركنا أساسا لبناء اقتصاد محفز قائم على المعرفة يستفيد من التقنيات والخيارات المعاصرة، ونحن ممتنون جدًا لمملكة البحرين لا سيما للجهات الرسمية المعنية، ونتطلع بكل اعتزاز لطلبتنا الذين انضموا لجامعتنا هذا العام، أو الذين سينضمون في العام المقبل أو الذي يليه.
