نبتكر.. ونختار المتميز وعيوننا على "الخليجية والعالمية"
"كوشيه بوتيك"... مريم وفاطمة المريخي
"زمن الطيبين" بالنسبة للشقيقتين مريم وفاطمة المريخي هو زمن جميل المعاني لا ينقضي بانقضاء ملامحه، بل يستمر في كل جوانب حياتنا.. إن في تفاصيله ما يملأ القلب بالسعادة، لا سيما حين يكون في مجال عمل يتألق بالإبداع، وهكذا كانت رؤية "كوشيه بوتيك" كمشروع تجاري يمزج الماضي بروح عصرية.. وهذه الروح هي الهوية العربية والخليجية والبحرينية كثقافة تشمل الأزياء.
بداية "كوشيه"
تحدثنا الشقيقتان عن حب التجارة، فجدهما الوجيه محمد المريخي (رحمه الله) واحد من أشهر وأقدم التجار المعروفين على مستوى البحرين والخليج العربي. تقول فاطمة: أحببت التجارة من صغري وهذا ما عرفته العائلة عني، ووالدتي حفظها الله هي من فتحت لي الطريق الصحيح، فهي تعمل في تجارة والعطور حيث افتتحت محلًا في مجمع السيف خلال العام 2006 في الأكسسوارات، مما دفعني إلى البدأ في عمل تجارة، ووجدت نفسي في تصميم الأكسسوارات في بداية الأمر مما كان السبب في اختيار كلمة "كوشيه" لمشروعنا. كلمة "كوشيه" مفرد كلمة "كواشي" أي حليّ الأذن "الحلق" أو "الترجية" وهو اسم شعبي متعارف عليه في دولة الامارات العربية المتحدة.
وفق ذوق المرأة البحرينية والخليجية
في العام 2008 كانت بداية "كوشيه" في مجال الأكسسوارات حيث تم تخصيص جزء صغير من محل الوالدة في مجمع السيف لعرض الأكسسوارات تشجيعها منها لي، كما كان عرض الأكسسوارات في وسائل التواصل الاجتماعي أثر بالغ في انتشار "كوشيه" ناهيك عن المشاركة في المعارض داخل المملكة وخارجها والتي ساعدت في الانتشار في السوق بشكل أفضل. تابعت مريم الحديث عن شغفها في عالم الأزياء والموضة قائلة أن مادفعها للمضي في هذا المجال والبدأ بتصميم الملابس هو افتتاح بوتيك "كوشيه" الذي يجمع المجالين في سقف واحد (الأكسسوارات والملابس) وذلك خلال العام 2014. وهي كما تقول فاطمة تحتاج إلى أفكار وطاقة ووقت، فالأزياء وكذلك الأكسسوارات، مجال متجدد لابد فيه من الابتكار الدائم والاختيار الدقيق. ومع وجود مشغل يتبع "كوشيه بوتيك" ينتج 80 % من المعروضات، إلا أن هناك تنويعا في المصادر، فبعض الأزياء والأكسسوارات والسلع يتم التعرف عليها وتوفيرها في حال السفر إلى الصين وتركيا وتايلند وإسبانيا لا سيما فيما يتعلق بالجديد والغريب المطلوب للسوق، ولأن العملاء الكرام واثقون في ذوقنا، فإننا نحرص على توفير المميز من السلع، ومن المهم الإشارة هنا إلى أن ذوق المرأة البحرينية والخليجية، من مختلف الأعمار سواء بالنسبة للفتيات الشابات أم السيدات، لم يعد تقليديًا، بل يمزج بين الكلاسيكي والحديث، وهناك من يحب الألوان الهادئة، والتصاميم الأنيقة دائمًا تجمع ذوق الكل، وكما هو معروف "لولا الأذواق لبارت السلع"... أي لولا تنوع المعروض وفق أذواق الناس المختلفة لكسدت السلع ولم يبتاعها الناس. وتقول مريم: "بالتأكيد، هناك اهتمام لرصد الأفكار الجديدة، وندرك أن هناك تنوع في ذوق البحرينيات فذوقهن عال وهذا الأمر يجعلك تتجه إلى التنويع وفق ما تطلبه السوق".
الصبر والتخطيط والعمل
وفيما يتعلق بمواجهة أي مصاعب تواجه العمل، ترى فاطمة أن ذلك أمر وارد بالطبع ولابد من الصبر والتخطيط والعمل، وبالنسبة لها تقول: أكثر ما مثل لي الصعوبة هو الموازنة بين الأمومة والعمل والتجاري، إلا أن دعم زوجي المستمر وتشجيعه ومساندته كان يمثل لي مصدر طاقة إيجابية، وقد علمتني التجارة الصبر وفهم الناس على مختلف شرائحهم؛ لأن الاختلاط مع العملاء يضعك أمام الزبون المحترم جدًا الذي يقدم الأفكار الحلوة وحتى ملاحظاته تكون بطريقة مثرية للعمل، وهناك من يستخدم الكلام الجارح في وصف السلعة ويصف البضاعة بأوصاف لا تليق، ونحن نستقبل ذلك برحابة صدر، ونقول إن السوق مفتوحة للجميع ولهم الحق في شراء ما يعجبهم، لهذا فإن التعامل مع الناس في أي عمل تجاري يتطلب رحابة الصدر.
ومن أهم أسباب النجاح، خصوصًا بالنسبة للشباب المبتدئين من الجنسين، هو الصبر والتفاؤل، أضافت مريم أن من زهم خطوات النجاح هو الإبداع والابتكار في العمل وتلبية حاجة العملاء، حيث وجدنا في الآونة الأخيرة ثعوبة في حصول النساء على الملابس العصرية المناسبة للمحتشمات والمحجبات وذلك للسفر والعمل، فبدأ التوجه لهذا المجال في الآونة الأخيرة تلبية لهذه الحاجة، لكن القاعدة الأساس هي التوكل على رب العالمين.
دور "تمكين" لا يمكن إغفاله
طموح "كوشيه" أن يكون لنا فروع في كل دولة خليجية، ثم نتجه عالميًا، ونتمنى أن يصبح "كوشيه" من العلامات التجارية العالمية، كما وأنه ولله الحمد بدأنا العمل في دولة قطر الشقيقة ونأمل في المستقبل القريب بافتتاح أول فروعنا هناك، ونحن نسعى باجتهاد ولكل مجتهد نصيب، ولا نغفل دور صندوق العمل "تمكين" الذي وفر كل البرامج والمبادرات الداعمة.. وتضيف فاطمة: الدعم المالي من تمكين ركن أساسي في عملنا، فبعد حصولنا على قرض من "بنك التنمية"، حصلنا على دعم "تمكين" الذي يغطي نسبة من الفائدة، وعلى أي حال، قد تكون لديك الكثير من الأفكار وتحاول تنفيذها بشكل متسارع، إلا أن المتاح من الأفكار التي تتوافق مع متطلبات السوق تجعلك دائمًا في حركة ديناميكية للابتكار والتميز.
