+A
A-

مصممة الأزياء مريم العلوي

لدى‭ ‬مصممة‭ ‬الأزياء‭ ‬البحرينية‭ ‬المتألقة‭ ‬مريم‭ ‬العلوي‭ ‬قاعدة‭ ‬ثابتة‭ ‬الأركان‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعملها،‭ ‬وهي‭: ‬"‭"‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬في‭ ‬يومي‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أمسي"‭. ‬وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬حين‭ ‬يأخذنا‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ "‬مريم‭" ‬فإنها‭ ‬تفتح‭ ‬قلبها‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬وينساب‭ ‬الكلام‭ ‬منها‭ ‬تلقائيًا‭ ‬بلا‭ ‬تكلف‭.. ‬لقد‭ ‬واجهتها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬لكنها‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تجاوزها،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬المصاعب،‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬حجمها،‭ ‬فستواجهها‭ ‬أيضًا‭ ‬بذات‭ ‬القوة‭ ‬والعزيمة‭ ‬والإصرار‭.‬

الخطوة‭ ‬الأولى‭: ‬قبول‭ ‬الناس

كيف كانت البداية؟ كثيرون يطرحون هذا التساؤل حين يتعلق الأمر بمتميز بحريني، من الجنسين، استطاع أن يثبت جدارته ووجوده، وهنا تجيب مريم على هذا السؤال بالقول: بدأت في العام 2016 بالصدفة! ربما تسألني: كيف؟ والحال أنني التقيت مجموعة من الناشطين في السوشال ميديا من مصورين وعارضي أزياء ووجهوا لي سؤالًا وكأنهم يبحثون جميعًا عن إجابة لهذا السؤال وهو: "هل أنت خبيرة تجميل؟ أم مصممة وعارضة أزياء؟"، وذلك السؤال تحول إلى عمل مباشرة، حيث كانت الفرص آنذاك تنحصر في عروض العباءات والفساتين الخفيفة والمكياج، وما إن بدأت الخطوة الأولى، حتى وجدت القبول من الناس لا سيما المتابعين على تطبيق انستغرام، حيث وجدت لديهم الاهتمام الكافي للتفاعل مع ما أرتدي وماذا أنشر من صور والأماكن التي أزورها وأصورها، ثم مهد هذا النشاط لدخول مجال الإعلان الذي تزامن من انتشار أكبر لوسائل التواصل الاجتماعي، وعلى فكرة، أنا أحب الأزياء منذ صغري، وهذا ما جعل الفكرة تكبر مع الوقت لدخول هذا العالم وبالفعل، بدأت الخطوة التالية مع برنامج تدريبي لـ "ديلمون ستار" بالتعاون مع صندوق العمل "تمكين"، ولله الحمد، كنت ضمن المراتب الثلاث الأولى.

 

"هانزو"‭ ‬الصينية‭ ‬الهادئة

هناك منعطف مهم، وتقول مريم: توجهت في مهمة تدريب على التسويق "أونلاين" في دبي، ووفقني الله سبحانه وتعالى في تلك المهمة التي تم اختياري فيها لزيارة الصين بتنظيم واستضافة من شركة صينية تعمل في مجال تطوير التطبيقات، وكانت الرحلة إلى "هانزو" الصينية مذهلة، وكانت مدة العمل هناك للتدريب هي 6 أشهر.. في الواقع كما قلت لك هي تجربة جميلة.. كان لي سكن خاص، وأداوم في مكتب الشركة ذهابًا وإيابًا مشيًا على الأقدام فلم تكن المسافة تزيد على 5 دقائق، والأجواء هناك كانت محفزة للعمل بنشاط وحماس، وحتى الموظفين يشعرونك بهذا الجو، غير أن المشكلة الرئيسة أنهم لا يتقنون اللغة الإنجليزية، وهم في العادة لا يحبون التعامل مع شخص لا يتقنون لغته أو يتحدثون معه بالإنجليزية، و"هوانزو" تختلف عن "غوانزو".. فالأولى مدينة تجارية حديثة بينما الثانية ذات نشاط تجاري كبير ويسكنها الكثير من العرب أيضًا.

وتضيف: التجربة ملهمة.. فالهدوء الذي عشته في "هوانزو" لم أعشه في أي مكان آخر مع أنني أسافر كثيرًا.. لكن هدوء تلك المدينة كأنه هالة من الأسرار والأفكار والإلهام.

 


 

رونق‭ ‬الـ‭ ‬"هوت‭ ‬كوتور"

يسيطر الـ"هوت كوتور" على شغف مريم العلوي، وهذا المصطلح يطلق على الخياطة الراقية المرتبطة بآخر صيحات الموضة، ويشير إلى إنشاء خط لمجموعة من الأزياء الحصرية، تقول عنه مريم: الهوت كوتور هو اختيار المصمم الذي يبدع ويتفرد فيه وله رونقه الخاص، وبالنسبة لي فإنه عبارة عن تخيلاتي التي أترجمها على الورق كتصميم ثم تتحول إلى قطعة، وللعلم، في فترة الدراسة والتدريب، كان يلزم أن نقدم مجموعة من 5 فساتين من تصميمنا، وأنجزت المجموعة بالتطريز. وهناك مفارقة ربما يعرفها كثيرون، فلأننا نعيش في زمن تحول فيه الجيل الجديد إلى لبس أي شيء، فإنك حين تكون أنيقًا، لا سيما بالنسبة للفتيات، وتختار المرتب من الهندام تصبح موضع نظر؛ لأن فئة قليلة في مجتمعنا تهتم بمستوى أناقة يناسب شخصيتها، وهذا من وجهة نظري يتطلب وعيًا وتثقيفا أكثر في خيارات الموضة والأزياء.

 

دراسة‭ ‬أم‭ ‬موهبة‭ ‬إبداعية؟

تشهد الساحة المحلية والخليجية والعربية الكثير من الأسماء، من الجنسين، ممن دخلوا مجال الأزياء والتصميم من خلال ما أتاحته وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الإلكتروني، فهل هذه حالة صحية؟ وتأتي إجابة مريم في إطار قصة إذ تقول: تحدثت مع إحدى الفتيات، وكانت تعرف نفسها بأنها مصممة، وبالفعل، كانت تخيط وتفصل بيدها وسألتها، وكان ذلك قبل أن أبدأ مشوار دراسة التصميم، سألتها هل الأزياء ذوق وموهبة أم هي دراسة قبل كل شيء؟ فقالت هي دراسة بالتأكيد، واختلفت معها في الرأي بالقول إنه ربما يبدع مصمم أزياء لم يدرس هذا المجال، واتفقت معي، فلابد من أن يكون المصمم أو المصممة ذوي موهبة وذوق، وبالتالي لهم القدرة الإبداعية في إنتاج أزياء عالية المستوى.

 

العلامة‭ ‬العالمية‭ ‬"مريم‭ ‬العلوي"

يا ترى، إلى أين يمضي طموح مريم العلوي؟ في إجابتها الكثير من الثقة والارتباط بالهوية أيضًا، فعينها على علامة تجارية عالمية في مجال الأزياء تحمل اسم "مريم العلوي"، والمقنع في الفكرة أن بيوت أزياء عالمية ومصممين عالميين استخدموا أسماءهم مثل "كريستيان ديور" و"كوكوشانيل"، وكم هو جميل ورائع أن يكون هناك علامة تجارية "براند بحريني أو خليجي" يحمل أسماء المبدعين في هذا المجال.