+A
A-

الإعلامية والكاتبة بدور عدنان

هي‭ ‬إعلامية‭ ‬وكاتبة‭ ‬بحرينية‭ ‬تؤمن‭ ‬بفلسفة‭ "‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المراتب‭" ‬بالجهد‭ ‬والتعب‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬التميز،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأساس‭ ‬هو‭ ‬التوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬والاجتهاد‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬المراتب‭ ‬المتقدمة‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الشباب‭.. ‬في‭ ‬أي‭ ‬وطن‭ ‬كانوا‭.‬

حسنًا،‭ ‬دعونا‭ ‬نقترب‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬الإعلامية‭ ‬والكاتبة‭ ‬الزميلة‭ ‬بدور‭ ‬عدنان،‭ ‬ولنقرأ،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭ ‬في‭ ‬عمودها‭ ‬بصحيفة‭ ‬"البلاد"‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ("‬البحريني‭.. ‬عزيمة‭ ‬وطموح‭)‬،‭ ‬فبين‭ ‬أسطر‭ ‬المقال‭ ‬جوهر‭ ‬فكرتها‭ ‬حيث‭ ‬كتبت‭: "‬كشابة‭ ‬بحرينية‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭ ‬أشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ (‬أي‭ ‬يوم‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭)‬،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭ ‬عديدة‭ ‬تدعو‭ ‬للفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬المستوى‭ ‬الريادي‭ ‬والقيادي‭ ‬للشاب‭ ‬البحريني،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ليتحقق‭ ‬بعد‭ ‬فضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬لولا‭ ‬دعم‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬التي‭ ‬أولت‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬جل‭ ‬اهتمامها‭ ‬وسخرت‭ ‬له‭ ‬جميع‭ ‬احتياجاته،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ذللت‭ ‬أمامه‭ ‬جميع‭ ‬العقبات‭ ‬والصعاب‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يواجهها،‭ ‬إضافة‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ثقافة‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬وطموحه‭ ‬اللامحدود‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬بالغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيته،‭ ‬وبلوغ‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬راية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭".‬

وتشير‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬مضربا‭ ‬للأمثال‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة؛‭ ‬لما‭ ‬يمتلكه‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬طوعها‭ ‬بكل‭ ‬عزيمة‭ ‬واقتدار‭ ‬ليحقق‭ ‬طموحاته‭ ‬ويبلغ‭ ‬غاياته‭ ‬المنشودة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬وشتى‭ ‬النواحي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أكسب‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬سمعة‭ ‬خارجية‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬ارتقاء‭ ‬أعلى‭ ‬المراتب،‭ ‬ولن‭ ‬ننكر‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تواجه‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬لكنني‭ ‬أؤمن‭ ‬بأن‭ ‬العقبات‭ ‬تصنع‭ ‬التميز،‭ ‬والصعوبات‭ ‬تخلق‭ ‬الفرص،‭ ‬وأن‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬الهمة‭ ‬والعزيمة‭ ‬والتحدي‭ ‬والإصرار‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬اغتنام‭ ‬الفرص‭ ‬لبلوغ‭ ‬التميز،‭ ‬فهو‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مشكلة‭ ‬فرصة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تجاوزها‭ ‬سيبلغ‭ ‬الإنجاز،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يقبل‭ ‬التحدي،‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تحد‭ ‬دائمة‭ ‬مع‭ ‬ذاته‭ ‬الطموحة‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬تحد‭ ‬آخر‭". (‬انتهى‭ ‬الاقتباس‭).‬

 

يبدو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المقدمة‭ ‬واضحة‭ ‬لأن‭ ‬نسأل‭ ‬الزميلة‭ ‬بدور‭: ‬منذ‭ ‬2014‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬إعلامية‭ ‬مذيعة‭ ‬ومحاورة،‭ ‬وكاتبة‭ ‬مقال‭.. ‬أين‭ ‬وجدت‭ ‬نفسك؟

في ذلك العام بدات المشوار في التلفزيون، أي أنني بدأت بالإعلام التلفزيوني قبل الكتابة، وللعلم فإنني مولعة بالكتابة مذ كنت في المرحلة الإعدادية، ودعني أقول إن الإعلام "شغف" كما تعلم، ومن يدخل هذا المجال من الصعب أن يتركه، غير أنني وجدت نفسي في الكتابة أكثر من التقديم.. في التقديم أنت تحاور وتطرح الأسئلة وتتلقى الإجابات، لكن الأمر يختلف في الكتابة.. فأنت في الكتابة تطرح وجهة نظرك وأرى في ذلك متسعًا لتقديم أفكاري.

 

تشرفني‭ ‬النخبة‭ ‬من‭ ‬المتفاعلين

وكيف‭ ‬هو‭ ‬التفاعل‭ ‬أو‭ ‬قياس‭ ‬الأثر‭ ‬مما‭ ‬تكتبين‭.. ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بين‭ ‬الزملاء‭ ‬والمعارف‭ ‬وقرائك‭ ‬الدائمين؟

بإمكاني القول إن خط كتاباتي سياسي نخبوي، وفي الحقيقة، لا أتفاعل بدرجة كبيرة في قضايا الشأن المحلي والاجتماعي، ومع أن فئة قليلة من القراء يتفاعلون مع ما أطرح من موضوعات لكن ما يشرفني أنهم من "النخبة"، وأنا سعيدة بهذا التفاعل ومقتنعة به لأنني أعتبره بمثابة بوصلة توجهني للمسار الصحيح الذي يلزم أن أكون فيه. من جانب آخر، وهذا ما باب الاعتزاز والفخر بصحيفة "البلاد"، فمساحة الحرية كافية للكاتب، وبعد فضل الله سبحانه وتعالى، لا أنسى فضل السيد رئيس التحرير الأستاذ مؤنس المردي الذي فتح لي الباب بكل ثقة وتشجيع.. أنت تعرف أن رؤساء الصحف لا يمنحون الفرصة لكاتب أو كاتبة غير معروفين بل يحدث ذلك بصعوبة، إلا أن الأستاذ مؤنس فتح لي الباب للبدء، ولا أنسى أيضًا تواصل الزملاء ومنهم الزميل محمد الحلي رئيس قسم "منطلقات"، الذي يتابع ويتباحث في التفاصيل حتى فيما يتعلق بالتدقيق على المعلومات والأسماء وهذا جانب مفيد جدًا للكاتب، أن يجد مصححًا دقيقًا في رصد المعلومة. ولو تحدثت عن نوعية ومستوى المقالات التي تنشرها صحفنا المحلية، فهناك كتاب وكاتبات لهم أسماؤهم، ولهم أسلوبهم في معالجة القضايا التي تخصصوا فيها، وألقي نظرة مرة أخرى على مقالات صحيفتنا "البلاد" فأجد فيها التميز والتجديد والمنافسة المهنية العالية، والدليل على ذلك أن "البلاد" أحرزت على مدى عامين جائزة سمو رئيس الوزراء للصحافة عن فئة "أفضل عمود"، وهذا جانب يشعرني ويشعر جميع الزملاء بالفخر والاعتزاز.

 

بروين‭ ‬حبيب‭ ‬نموذج‭ ‬فائق‭ ‬التميز

بالمناسبة،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المقدم‭ ‬أو‭ ‬المذيع‭ ‬التلفزيوني‭ ‬المتميز،‭ ‬متميزًا‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬أيضًا؟

الأساس هنا هو الأسلوب في تناول القضايا من الفكرة إلى المعالجة إلى قوة ورصانة الموضوع، وقد تجد الإعلامي أو المذيع أو المحاور متميزًا في مجال التلفزيون، لكنه ليس كذلك في الكتابة! والعكس كذلك.

 

أنت‭ ‬من‭ ‬المذيعات‭ ‬اللواتي‭ ‬صرحن‭ ‬بالإعجاب‭ ‬بالمرحومة‭ ‬نجوى‭ ‬قاسم‭ ‬والإعلامية‭ ‬منتهى‭ ‬الرمحي‭.. ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تتأثرين‭ ‬بالمتميزات،‭ ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬مسألة‭ ‬تطابق‭ ‬أسلوب‭ ‬أم‭ ‬ابتكار‭ ‬أسلوب‭ ‬خاص‭ ‬بك؟

بعض المذيعات الخليجيات والعرب خبرة وقامات نستفيد منهن حقًا، وأحببت فعلًا المرحومة نجوى قاسم والأخت منتهى الرمحي ولكن حين تأتي للتطبيق على المستوى المحلي، فهذا أمر مرتبط بخصوصيتنا ولربما لن نتمكن من تطبيق تجربة ناجحة 100 %، بيد أن لدينا كوادرنا المتيزة في البحرين، ومع ذلك لم نصل إلى مستوى القامات.. وأتوقف هنا لأعبر عن الاعتزاز بالإعلامية الأخت المبدعة بروين حبيب التي صنعت نموذجًا بحرينيًا فائق التميز، ونسأل الله التوفيق للمجتهدين من الزملاء والزميلات للوصول إلى تلك المكانة البارزة.

 

الطارئون‭.. ‬للمال‭ ‬والشهرة

على‭ ‬فكرة،‭ ‬أصبحت‭ ‬وسائل‭ ‬ووسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬اليوتيوب‭ ‬إلى‭ ‬الحسابات‭ ‬الشهيرة‭ ‬المتنوعة‭ ‬تقدم‭ ‬مذيعين،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬هناك‭ ‬شهرة‭ ‬كبيرة‭ ‬لمستوى‭ ‬متدن‭ ‬جدًا‭.. ‬لا‭ ‬فكر‭.. ‬لا‭ ‬فكرة‭.. ‬لا‭ ‬أسلوب‭.. ‬هل‭ ‬تعتقدين‭ ‬أن‭ ‬الغلبة‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬للمذيع‭ ‬المتميز‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬انتشاره؟

تعدد المذيعين في اليوتيوب أو سائر وسائل التواصل الاجتماعي مرحلة وقتية وتنتهي، وسيبقى المذيع المتميز.. ذلك الذي يطور نفسه ويبدع في أدائه وتقديم أفكاره.. سيكون هو المسيطر، أما هذه الفئة الطارئة من المذيعين فلا دافع لهم إلا حب المال والشهرة، ومقابل الإعلامي أو الكاتب أو المذيع الذي تأسس على "الشغف"، فهذه الملكة تجعله ينمو ويتقدم ويتميز أكثر، هو لا يبحث عن شهرة أو مال ولكنه يمتلك أقوى مقوم وهو حب الإعلام واحترام المهنة واحترام الذوق العام وعقول المتلقين.

 

التوتر‭.. ‬"قلمي‭ ‬يقلقني"

لنختم‭.. ‬متى‭ ‬تخافين‭ ‬من‭ ‬الكاميرا،‭ ‬ومتى‭ ‬تخافين‭ ‬من‭ ‬القلم؟

نادرًا ما أخاف من الكاميرا، حتى أن كثيرين يسألونني: لماذا لا تخافين وأنت تواجهين الكاميرا؟ وأقول إنها "آلة" في النهاية، مع أنها تنقل تعابيرك إلى الآلاف من الناس لكنك لا تشاهد ملامحهم، إنما القلم أخطر من الكاميرا، وفي الكثير من الأوقات يسبب لي قلمي توترًا؛ لأنني أطرح من خلاله آرائي الشخصية، خلاف اللقاءات التلفزيونية؛ حيث أكون محاورة أطرح الأسئلة على الضيوف وأتلقى إجاباتهم، فالكتابة مسؤولية أكبر ثقلًا ومتى ما خفت فليس خوفًا من أمر وارد كاختلاف وجهات النظر مع الآخرين، أو مع من يتصيد مفردة أو عبارة، بل هو قلق من أجل النجاح في كل مرة أكتب فيها مقالًا جديدًا.