جزيرة النار والجليد
قبلة عشاق الاستكشاف والمغامرات آيسلندا..
أصبحت آيسلندا واحدة من أفضل وجهات السفر في العالم.. ليس فقط مع المغامرين الباحثين عن الإثارة، ولكن أيضًا لمحبي الطبيعة الذين يبحثون عن شيء مختلف.. هي "جزيرة النار والجليد" التي ستكتشف فيها البراكين النشطة والينابيع الساخنة والأنهار الجليدية، علاوة على حقول الجليد والمضايق البحرية لهذا البلد ذي الكثافة السكانية المنخفضة، الذي يستريح على حافة الدائرة القطبية الشمالية، ويقع على قمة واحدة من أكثر المناطق نشاطًا بركانيًا في العالم.
حقول الحمم البركانية
في الواقع، أعادت البراكين والأنشطة الزلزالية الأخرى تشكيل أجزاء من البلاد بشكل منتظم، وفي العام 1963 ظهرت جزيرة جديدة سميت "سرتسي" من البحر قبالة الساحل الجنوبي، إلا أن الآيسلنديين حولوا هذه الفوضى الجيولوجية لصالحهم؛ واستخدموا الطاقة الحرارية الأرضية لتدفئة منازلهم وأعمالهم ولتعزيز أوقات فراغهم، ونتيجة لذلك أصبح الهواء نقيًا بشكل رائع والمناظر الطبيعية الوعرة غير الملوثة جاهزة للاستكشاف والمغامرات التي لا تنسى. تتمثل إحدى طرق استكشاف آيسلندا بمفردك في استئجار سيارة أياما عدة إلى أسبوع، بما في ذلك رحلة على طول الطريق الدائري الذي يمتد في دائرة كاملة في جميع أنحاء البلاد، وهناك طريقة أخرى لتخطيط مغامرتك، وهي الجولات التي يمكن أن تأخذك إلى أفضل الخيارات لمشاهدة الشفق القطبي، بالإضافة إلى رحلة مركبة النقل المؤتمتة فوق حقول الحمم البركانية، وفي الرحلات اليومية من ريكيافيك لمشاهدة بعض من أروع جمال أيسلندا الطبيعي، مثل البحيرة الزرقاء والشلالات.
كهف "سكافيتيل" الجليدي
في جنوب البلاد، تعد حديقة فاتناجوكول الوطنية أرضًا من الأنهار الجليدية والكهوف الجليدية الرائعة، التي تجذب المغامرين من جميع أنحاء العالم، والحديقة الوطنية الشاسعة (واحدة من ثلاثة في آيسلندا) مقسمة إلى 4 أقسام وتتكون من نهر فاتناجوكول الجليدي والمناطق المحيطة بها، وفي كهف "سكافيتيل" ستجد عددًا من الزوار يختاون وقت الشتاء بعد أن تجرف الأمطار الغزيرة الطبقة العليا من النهر الجليدي بعيدًا، وعلى كل حال، فالكهف مفتوح طيلة العام.
وإذا تم رؤيته في الوقت المناسب، فإن الكهف يغمره الضوء الأزرق المذهل.. كما يمكن ترتيب زيارات جماعية لجميع المناطق في غير موسمها، وتنظيم رحلات على الجليد لتجربة لا تنسى لرؤية الشقوق الجليدية والكهوف وحتى شرب المياه العذبة من البرك الصغيرة على السطح. وبغض النظر عن الوقت الذي تخطط للسفر فيه، تتم مشاهدة الحيتان على مدار العام على الرغم من أن الصيف هو أكثر الأوقات شعبية لرؤية هؤلاء العمالقة اللطفاء. وخلال الأشهر الأكثر دفئًا تنطلق الرحلات ليلًا ونهارًا، بما في ذلك مشاهدة الحيتان في منتصف الليل، ويقول منظمو الرحلات إن هناك فرصة بنسبة 80 - 95 % لرؤية هذه المخلوقات الرائعة اعتمادًا على الوقت من العام، والأفضل من ذلك كله أن التزحلق على السطح غالبًا ما يحدث بالقرب من القوارب، لذا يمكنك الاستمتاع بمقعد بجانب الحلبة في أحد أكثر المناظر الطبيعية روعة.
افرك قناع الطين
وتتوافر جولات أخرى في المحيط لمشاهدة الطيور وزيارات الجزيرة، وهذه الجولات مريحة نظرًا لوجود خيارات عدة تنطلق من ميناء ريكيافيك القديم، ويمكنك التوقف لتناول عشاء من سمك القد الطازج بعد عودتك إلى أحد المطاعم الريفية الصغيرة العديدة الموجودة في منطقة المرفأ، على بعد 40 دقيقة فقط بالسيارة من ريكيافيك. وتعد هذه المنتجعات الحرارية الجوفية الأكثر شهرة من المعالم السياحية التي يجب مشاهدتها، والاستحمام الطبيعي في المياه الزرقاء الباهتة في ظل محطة طاقة، ونمت صناعة بلو لاغون بأكملها حول هذا الجذب منذ أن حققت نجاحًا كبيرًا مع السكان المحليين في العام 1976، وتصل المياه من الينابيع الحارة تحت الأرض إلى 37 - 39 درجة مئوية، ويقال إنها مفيدة للغاية للصحة والجلد.. يقول الآيسلنديون "افرك قناع الطين الطبيعي بالمعادن من أحد الأحواض الموجودة على حواف البحيرة واستمتع".
جبل كيركوفيل المذهل
وتنتظر حفر الطين المغلي وقرابة 100 من الينابيع المتفجرة الأصغر حجمًا استكشافها، وكل بضع دقائق تطلق بحيرة "ستروكور" المياه في الهواء لمسافة 30 مترًا، وفي هذه الأثناء، يستمتع السواح بتناول خبز "الينابيع الساخنة".. أو ما يعرف باسم "خبز الجاودار" الذي يخبز تحت الأرض لمدة 24 ساعة، ويمكن للزوار أيضًا مساعدة الطاهي على سلق البيض في الينابيع الساخنة لتناوله مع الخبز. وفي الطريق، شمال غرب ريكيافيك، يمكن المرور بقرية "غروندرغوردر"، وهي قرية صيد ساحرة تقع في وسط الساحل الشمالي لشبه جزيرة "سنيفلسينس"، وتقع في مضيق بحري خلاب وتحيط بها الجبال، ويظهر في الأفق جبل كيركوفيل كمعلم مذهل.
