ممثلة وإعلامية بحرينية
"إخلاص القول والعمل".. مرتبة عليا شيماء رحيمي
سواء في مجال الإعلام أو أي مجال مهني آخر، بل حتى على مستوى النتاج الفكري العلمي والأدبي، نحتاج جميعنا إلى أن نحدد اتجاه بوصلة مسارنا على دروب مختلفة.. متعددة الوجهات.. متفاوتة المصاعب.. متناغمة حينًا مع ما نأمل.. مختلفة أحيانًا أخرى مع ما نتمنى، ولكن، مع كل ذلك، لابد أن تكون نية العمل والتوكل على الله سبحانه وتعالى هو "المحور" الذي نرتكز عليه في بوصلتنا، وما أريد التركيز عليه وفق ما أسلفت ذكره، هو أن اتجاه البوصلة مهم، إلا أن الأهم من ذلك كله من وجهة نظري التي بنيتها على تجربتي الحياتية والمهنية بل والأهم على الإطلاق: أن يكون حولنا أولئك المخلصون من الأهل والمعارف والأصدقاء والزملاء، الذين حين نشاورهم، نسألهم، نتحاور معهم، ونبحث، نجد فيهم صدق القول وجمال الجوهر تمامًا كما هو بهاء المظهر.
وفي الحقيقة، تحضرني مقولة رائعة وعميقة المضامين من مقولات سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حين أشار سموه إلى ركيزة مهمة، وهي أنه على الإنسان أن يحيط نفسه بالأقوياء من أصحاب الفكر والتجارب.. نعم، أقول لنفسي دائمًا اعقلها وتوكل"، فالله سبحانه وتعالى "يدبر الأمر"، لكن لا ريب في أن نستمر في التعلم من تجاربنا وتجارب الآخرين.
إذًا، ليس من الضروري أن نقع في الخطأ حتى نتعلم ونحذر ونختار الطريق الأسلم، بل لا مانع على الإطلاق من أن نتعلم من أخطاء الآخرين، فهم بذلك يمنحوننا النصح والإرشاد ويجنبوننا عواقب ربما تكون وخيمة.. وحتى أصيغ الكلام بشكل ميسر أقول: "الحياة مدرسة.. لذلك وجدت من الحكمة أن استغل كل حصصها ودروسها".
على العموم، لا ريب في أننا نتعلم من أنفسنا، أي تجاربنا الشخصية، ومن الآخرين، أي أولئك الذين يمتلكون الخبرة والدراية والحكمة، علاوة على ذلك، أجد لزامًا حين أقول "نتعلم من أنفسنا"، الإشارة إلى أن الصدق مع الذات هو من المراتب العليا للقيم الإنسانية، وهي شرفة القرب من الله سبحانه وتعالى، وهي ذات الشرفة التي تحيطنا بالتوفيق والنجاح.. إذًا، لنطلق لأنفسنا العنان لأن نتعلم كل يوم.. نكتسب مهارات حياتية كل يوم، ونسعى، لأن نفيد الآخرين مما تعلمناه، فيكفي الفخر والشرف والاعتزاز بأن يذكرك الناس بالقول: "مخلص القول والفعل".