رجل أعمال وبرلماني سابق
حين يتقدم الحلم.. على الغضب جاسم عبدالعال
في الواقع، وفي مختلف مواقفنا في حياتنا اليومية مع كل الفئات والطباع والمستويات، فإن هناك عاملًا مشتركًا يمثل أطيب العلاقات، ألا وهو حسن المعشر والتعامل مع الآخرين، وكم هو رائع أن يتقدم اللين والتعامل الطيب والحلم على الغضب، بالإضافة إلى أن الحلم سيد الأخلاق فهو الذي يجعل كثيرين ممن يعرفونك لأول مرة يقبلون عليك وكأن العلاقة تربطهم معك منذ سنين.. هذا أمر جميل للغاية.
منذ صغري، أي منذ أيام المدرسة كنت أحفظ بيت شعر وفيه عبرة هي من الفوائد الطيبة، وهو قول الشاعر بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتبًا.. صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
لقد اقتديت بهذه الحكمة في بيت الشعر الرائع هذا، ولأنني تحدثت عن الحلم الذي يسبق الغضب، كذلك الحال بالنسبة للتعامل مع الصديق ومع الآخرين في أن تتحملهم وتلتمس لهم العذر، أضف إلى ذلك الحديث النبوي الشريف: "احمل أخاك على سبعين محملا".. أي التمس لأخيك الأعذار في حال التقصير أو سوء الفهم أو أي موقف قد يؤثر على علاقتكما، فالتماس العذر يطيب القلوب والنفوس.
في مشوار حياتي، لا سيما في العمل البرلماني، فإن الصورة التي يمكن أن نتحدث عنها ونعرفها جميعًا هي المواقف والمشادات مع الآخرين سواء من البرلمانيين أو السياسيين أو حتى الشارع العام، فإن الإحسان هو النتيجة المثمرة الكريمة، فإن أحسنا إلى من أساء إلينا ودفعنا بالتي هي أحسن وهي وصايا قرآنية ومن السنة النبوية الشريفة، سنجد أن ذلك الطرف يصبح من أقرب الناس..