شخصنا الأوضاع في الفصل الأول.. وحققنا نتائج ممتازة في الفصل الثاني
المدير العام لمدرسة الروابي د. عبدالستار العامري
كان العمل وما يزال على قدم وساق في مدرسة الروابي لأن تكون لوحة شرف طلابها زاهية بالإنجاز والتحصيل الدراسي بعلامة فارقة.. تلك العلامة الفارقة هي الالتزام بتطبيق متطلبات هيئة جودة التعليم والتدريب بمدخلاتها ومخرجاتها وفي إطار المستوى المتقدم الذي تلتزم به "مدرسة الروابي"، لكن هناك جوانب تفصيلية يحدثنا عنها المدير العام الدكتور عبدالستار العامري الذي استهل الحديث بإضاءة لافتة، ألا وهي أن السنة الدراسية التي نعيش حاليًا مرحلة إصدار نتائجها، كانت سنة "مواجهة تحديات ما بعد جائحة كورونا (كوفيد 19") حسب وصفه، فقد شخصت الإدارة جانبًا مهمًا وحساسًا للغاية، ألا وهو أن الطلبة فقدوا الكثير مما تعلموه في فترة الجائحة، وهنا كانت الخطوة الرائدة بإدخال تعديلات على المناهج دون التأثير على أسسها، والركيزة الأهم هي ربط الطالب بالمعلومات السابقة والبناء عليها.
التباحث وحوارات الأداء
يفصل الدكتور العامري الشرح، فيتطرق إلى أن الإدارة وجدت صعوبة في الفصل الأول من العام الدراسي حال عودة الطلبة إلى فصولهم، وكانت مؤشراتها بين المتوسط والجيد، لذلك حددنا الطلبة المحتاجين للدعم وتم إعداد خطة فردية لكل طالب بالشراكة مع أولياء الأمور والمعلمين والإرشاد، فنجلس مع ولي الأمر ونشرح له الخطة، ولله الحمد هذا ما رصدناه من خلال التباحث وحوارات الأداء مع أقسام المدرسة، وكذلك مع أولياء الأمور، حيث كان هناك تقدم واضح في الفصل الثاني، مؤداه أن طلبتنا انسجموا تمامًا وعادوا إلى أجواء الدراسة الطبيعية.
بث روح المحبة والصداقة
وليس هذا الجانب الذي ركزنا عليه فحسب، فعلاوة على ما ذكرناه أعلاه، لاحظنا أن الطلبة فقدوا أيضًا بعض القدرات، منها العلاقة بين بعضهم البعض والتواصل الاجتماعي وتمتين العلاقة بينهم، وربما ننظر إلى أنه في بداية العام الدراسي لم يكن البعض منهم قادرًا على الاندماج والانسجام مع الزملاء، فعملنا على إعادة الموضوع إلى نصابه الطبيعي من خلال الطابور الصباحي والأنشطة المتنوعة وبث روح المحبة والصداقة وأصبحت الأمور طيبة.
اجتماعات دورية وأهداف واضحة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، وقد عرفت مدرسة الروابي بمرتبة عالية في تجسير العلاقات القوية مع الطلبة وأسرهم، هل طرأ تغيير على هذا الجانب؟ هنا يوضح العامري أن: المدرسة تتبع سياسة الباب المفتوح مع أولياء الأمور، ودعني أقول لك نقطة مهمة كوني مديرا عاما، وهي أنني أخصص وقتًا كل يوم خميس من الساعة الثامنة حتى العاشرة صباحًا لاستقبال أولياء الأمور والتباحث معهم، أضف إلى ذلك أن جميع المديرين في المراحل التعليمية الثلاث يلتقون بأولياء الأمور في قنوات تواصل لا تنقطع لمتابعة جميع المستجدات، وعندنا كذلك مجلس الآباء الذي يعمل بفاعلية كبيرة من خلال الاجتماعات الدورية والأجندات والأهداف الواضحة.
الرؤية.. التميز التربوي
وكيف نفهم الدور الفاعل لمجلس الآباء؟ يشرح د. عبدالستار بإيجاز عميق أن دور المجلس لا يقتصر على تحديد المشكلات وحسب، بل يرصدها ويأتي بها مشفوعة بالحلول المقترحة، وأنا في الحقيقة معتز وممتن وأعبر عن جزيل الشكر لهذه الشراكة المثمرة؛ لأننا بالفعل نعمل وفق شراكة حقيقية مع مجلس الآباء، ويتواصل رئيس المجلس معي ومع المديرين بشأن أي موضوع مهم، ونحن مستمرون عبر أدوات التواصل التقليدية كالتقارير الدورية ولقاء اليوم المفتوح، زد على ذلك أننا سعداء بفتح كل القنوات ومنها اللقاءات المباشرة أو عبر التواصل الإلكتروني، فهذا المسار له إسهام وأثر إيجابي في نجاح العام الدراسي.
إتقان الطالب للمهارات وتطبيقها
ويلفت العامري إلى سمة حضارية على صعيد الشراكة مع مجلس الآباء، فحال عودة الدراسة إلى طبيعتها بحثنا هذا السؤال: ما رؤية المجلس وأعضائه بشأن التميز التربوي؟
ولأن الأفكار المهمة كثيرة، عملنا على تقديم أفضل ما يمكن من أداء بجودة عالية من أجل جيل مبدع، فليست الأرقام هي المستند الرئيس فحسب، بل كيف يمكن لطلبتنا أن يطبقوا ما تعلموه ويبدعوا فيه، ونركز على الإنجاز قبل التحصيل والتلقي.. على سبيل المثال، بالنسبة للمرحلة الأولى لا نقيم الصغار على أساس الدرجات، بل على أساس تقييم الكفاءات لينتقل الطالب إلى مرحلة أعلى بمهارات وقدرة على توظيف ما تعلمه، وبشكل مبسط أقول إن التقييم دون الدرجات يهدف إلى التأكد من إتقان الطالب في كل مهارة وفي كل مادة، ثم بالنسبة للمرحلتين الثانوية والإعدادية لا يمكن تقييم الطالب كذلك من خلال امتحان ورقي في ساعة زمن، بل عبر إتقان المعارف والمهارات وربط المواد، أي أن الطالب يعمل على مشروع يدمج ما تعلمه مثلًا في الرياضيات والكيمياء واللغة الإنجليزية في مشروع واحد؛ لأننا في حياتنا اليومية لا نستخدم مادة واحدة، ولهذا يهمنا كثيرًا التركيز على أن يتقن الطالب ما تعلمه.
التزام بمتطلبات هيئة جودة التعليم والتدريب
في مسك ختام الحديث، يعبر د. عبدالستار العامري عن امتنانه كونه من المحظوظين بالعمل لمدة 14 عامًا بوزارة التربية والتعليم في مجال تحسين التعليم في المدارس، ولأن العلاقة ممتازة مع الوزارة ومع هيئة جودة التعليم والتدريب حيث عمل مع الهيئة منذ العام 2007 لخبرته الطويلة، كل ذلك هيأ المسار إلى تنفيذ متطلبات الهيئة في المجالات الخمسة وهي: الإنجاز، التطور الشخصي، التعليم والتعلم، الدعم والمساندة، القيادة والإدارة، ومن هنا تدرك أن خطة المدرسة الاستراتيجية مبنية على تلك المتطلبات، وحتى في تقييم الدروس نعتمد على التقييم بمرجعية الهيئة، والأهمية في كل ذلك أن نكون مستعدين للتقييم وفق النظام المتبع في مملكة البحرين، وأكرر في الختام أننا في السابق كنا نركز على نسبة النجاح وهذا الجانب مهم بلا ريب، لكن أضفنا إلى ذلك نسبة الإتقان والمهارات في إطار مراجعة مستدامة للأهداف والجهود.
