+A
A-

متابعة التحصيل الدراسي للأبناء.. تشاركية بين المنزل والمؤسسة التعليمية

أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬يضعون‭ ‬الخطة‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬حتى‭ ‬اختيار‭ ‬التخصص‭ ‬الجامعي

لا‭ ‬تقتصر‭ ‬عملية‭ ‬متابعة‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي‭ ‬لأبنائنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحلهم‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬الإرشاد‭ ‬والتوجيه‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والمهني،‭ ‬فالموضوع‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية؛‭ ‬لأنه‭ ‬يرتبط‭ ‬بشكل‭ ‬مستقبلهم‭ ‬وحياتهم‭ ‬المهنية،‭ ‬إذ‭ ‬تتقدم‭ ‬صورة‭ ‬التعاون‭ ‬والتباحث‭ ‬التشاركي‭ ‬بين‭ ‬البيت‭ ‬والمؤسسة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يبلغ‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬المرحلتين‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية،‭ ‬فيما‭ ‬يصبح‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬التخصص‭ ‬الدراسي‭ ‬والاستعداد‭ ‬للحياة‭ ‬الجامعية‭.‬

إن‭ ‬عملية‭ ‬الإرشاد‭ ‬والتوجيه‭ ‬تكبر‭ ‬في‭ ‬أهميتها‭ ‬حتى‭ ‬تقترب‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬إشراك‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬والأساليب‭ ‬التعليمية‭ ‬الموجهة‭ ‬لأبنائهم،‭ ‬ويمثل‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬مجالس‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المدارس،‭ ‬ويتولى‭ ‬مجلس‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تنظيم‭ ‬اللقاءات‭ ‬التربوية‭ ‬والمحاضرات‭ ‬وورش‭ ‬العمل،‭ ‬والتعاون‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع؛‭ ‬بغية‭ ‬إبقاء‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬تواصل‭ ‬دائم‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬كذلك،‭ ‬ونطرح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬سؤالًا‭ ‬على‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭: "‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬متابعة‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬مراحلهم‭ ‬الدراسية؟‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬التخصص‭ ‬الجامعي؟‭ ‬وجاءت‭ ‬المشاركات‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭...‬

لقاء‭ ‬دوري‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة

نعيش في عصر لا يمكننا فيه التعذر بعدم الحصول على المعلومات الكافية، فهذا العصر، كما يرى المواطن أحمد الزاكي، عصر التكنولوجيا والتواصل والاتصال، فكل ما يحتاجه الإنسان من معلومات سواء على المستوى الوطني المحلي أو على المستوى العالمي يمكن الوصول إليها بضغطة زر، وهكذا حين نتحدث عن ثقافة الأسرة في تهيئة وتأهيل وتشجيع أبنائها لمواصلة التحصيل العلمي واختيار التخصص المستقبلي، فالوضع ولله الحمد ميسر، وبالنسبة لي أعتقد أن من الأهمية بمكان في كل مرحلة من المراحل التعليمية، من الابتدائية حتى الجامعة، أن يكون للأسرة لقاء دوري بحيث يجلس الآباء والأمهات مع الأبناء، ويتحدثون معهم بشأن مسار دراستهم ويتباحثون في حل المشكلات التي قد تواجههم، وهذا الأمر له مردود كبير جدًا، وهو من تجربة وخبرة.

 

الجانب الآخر المهم هو ألا نفقد الاعتدال في عصرنا المليء بعوامل الانشغال لا سيما في الأجهزة الذكية، فالكل يحمل جواله الذي يتيح له التواصل والمشاهدة والقراءة والاطلاع، على أن يكون لدينا النظام الكفيل بأن يجعل الأبناء قادرين على تخصيص الوقت الأكبر لأمورهم المفيدة من عبادة ودراسة وحياة اجتماعية ورياضة وثقافة، ثم لا بأس بالتسلية، على أن يتم اختيار النافع والمفيد لأبنائنا، وبالنسبة للرأي القائل إن هناك تدنيا في مستوى وأثر التعليم والمناهج، فهنا لي رأي خاص، وهو أن يكون لدينا القدرة على غرس حب التعليم الذاتي واكتساب المعارف كما قلنا في عصر التكنولوجيا وهذا الأمر ليس بالصعب، وأوصي الطلاب والطالبات في كل المراحل أن يكتسبوا كل يوم معلومة في شتى نواحي الحياة، وكذلك أن يطوروا قدراتهم الشخصية في المهارات الحرفية وفي المجال الذي يحبونه.

 

اختلاف‭ ‬القدرات‭ ‬والتميز

ويركز المواطن علي الملا على أن تعليم الأبناء من أهم الموضوعات التي يلزم أن تكون في مقدمة اهتمام كل أسرة، ويقول: اعتدت على أن أتباحث مع أبنائي وزوجتي ونخصص اهتمامًا كبيرًا لمشوار تعليمهم، وعلى كل حال، فإن المهم بالنسبة لي وكذلك لزوجتي هو أن يكون بيننا وبين مدارس الأبناء التواصل الذي يجعلنا على مقربة من مشوارهم الدراسي، ونقف أولًا بأول على احتياجاتهم ونلبيها لهم قدر المستطاع، وأؤكد أن التواصل مع المعلمين والمعلمات أمر في غاية الأهمية، ولدينا ولله الحمد معلمون ومعلمات من أبناء البحرين وكذلك من مختلف الدول العربية ممن يمتلكون الخبرة والأمانة كذلك في دفع الطلبة نحو الاهتمام بدراستهم وتحقيق النجاح، فمن المهم أن يكون الطلبة على اختلاف قدراتهم متميزين في دراستهم، فقد لا يكون الطالب أو الطالبة من المتفوقين، ولكنه من المتميزين.

 

استشارة‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة

أما المواطن عيسى العصفور فيقول من واقع تجربته: أنا مع إخوتي وأصدقائي دائمًا ما نركز على بعض الموضوعات التي نطرحها للنقاش وهي أن يكون تعليم الأبناء قويًا منذ الصغر، وكذلك نحرص على أن نوفر لهم كل ما يتمنونه لكي يصبحوا مبدعين، وهذا ما أقصده، أي تشجيعهم على الانضمام للدورات التدريبية النافعة، وهذا لا يقتصر على دورات التقوية والمذاكرة، بل كل دورة في اللغات أو المهارات أو الفنون هي مفيدة لهم، والقصة هي أن أحد الأبناء أحب مجال الألعاب الرقمية، ولأنه شغوف بهذا المجال مثله مثل كثيرين من أنداده، فقد وافقت وشارك في هذه الدورة واشترطت عليه ألا يهمل دراسته، ولله الحمد، دفعه ذلك للتميز في المشروعات التي يقدمها للمدرسة، وكذلك أصبح متميزًا في دراسته وواثقًا من نفسه.

وإذا تحدثنا عن التخصص، فكلنا نعلم أن سوق العمل في البحرين صغيرة المساحة، لذلك أرى أن من الأهمية بمكان أن يتم التحدث مع الأبناء أولًا في المجال الذي يحبون ويرغبون في التخصص فيه ومدى توافر الفرص في المستقبل، فلربما أحب طالب مجالًا أكاديميًا ثم يتخرج ولا يجد وظيفة، فمعلوماته ربما تكون محدودة، ولهذا من الأهمية بمكان استشارة ذوي الخبرة من المعلمين والمعلمات، وحث الأبناء، الأولاد والبنات، على اختيار التخصص الجامعي الذي يجعلهم عملة ذهبية حينما يكونون متميزين ومبدعين في مجالهم، فالمستقبل قائم على تكنولوجيا المعلومات ولابد من تهيئتم من الآن.

 

لا‭ ‬إجبار‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬التخصص‭ ‬الجامعي

ولدى المواطن عبدالكريم المكحل وجهة نظر يطرحها ويراها مهمة ولابد للصحافة والإعلام من التركيز عليها، وهي أن يكون لدى الجهات المعنية كوزارة التربية والتعليم ووزارة العمل خطة واضحة لمتطلبات السوق من الأيدي العاملة، فمن الصعب أن يتخرج أبناؤنا وبناتنا ثم يبقون لسنوات عاطلين عن العمل وهذا ما يسبب الإحباط، ونحن نرى الكثير من الخريجين في غاية الإحباط لأنهم تعبوا وصرف عليهم أهلهم مبالغ طائلة في دراستهم الجامعية وهم يحلمون بخدمة وطنهم وتكوين أسرهم ثم لا يجدون هذا الحلم إلا كالسراب الذي لا يمكن الوصول إليه، والواقع أن الوظيفة من حقهم.

وفيما يتعلق بوجهة نظره في شأن اختيار التخصص للأبناء يقول: نعم من المهم أن ننصح ونتشاور ونبحث، منذ الانتقال من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية، ومن الثانوية إلى الجامعة، فالبحرينيون كما تعلم يتمتعون بالثقافة والاطلاع، ولا نجد حالات كثيرة كتلك التي يجبر فيها الأب أو الأم الطالب والطالبة على الدخول في تخصص جامعي رغمًا عن رغبة الطالب، فهناك معرفة وتفهم ولله الحمد.

 

سند‭ ‬ومصدر‭ ‬قوة

ومن تجربته الخاصة، يرى المواطن علي عبدالعزيز أن منح الفرصة للأبناء في كل المراحل بأن يعيشوا في بيئة توفر لهم كل متطلبات نجاحهم وتفوقهم يأتي بالثمار الطيبة، وأهم نقطة أود أن أركز عليها هي أن يتم منح الأبناء الثقة، ونلبي لهم احتياجاتهم المعيشية وهذا صحيح، ولكن الجانب الأهم والأكثر أهمية بالنسبة لي هو أن نصادقهم ونجعلهم في حالة نفسية قوية تساعدهم على اكتساب مزيد من القدرات والمواهب والتفكير الإبداعي؛ لأنهم متى ما حصلوا على كل ذلك سيكون لهم سندًا ومصدر قوة لأن يتميزوا في حياتهم التعليمية والمهنية.