+A
A-

تمكن تسعى لأن تكون منارة في تمكين ذوي طيف التوحد عالميًا

إعداد: حسن فضل

أكد مدير البرامج والمراكز في جمعية التوحد بمركز "تمكن" بالمدينة المنورة د. مهند فريحات، أهمية عملية التشخيص المبكر عن اضطراب طيف التوحد؛ لأن نتائجها تكون أسرع وأفضل من البدء في عمر 3 سنوات وأكثر، مشيرا إلى أنه يفضل البدء مع الأطفال في عمر يقارب 18 شهرا ولغاية سنتين.

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬العوائل‭ ‬تكون‭ ‬لديها‭ ‬حالة‭ ‬إنكار،‭ ‬فكثير‭ ‬منهم‭ ‬يلاحظون‭ ‬تأخر‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬النطق‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬سنتين‭ ‬و3‭ ‬سنوات؛‭ ‬لكنهم‭ ‬يفضلون‭ ‬الانتظار‭ ‬سنة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬ينطق،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬عملية‭ ‬التشخيص‭ ‬وتأخر‭ ‬عملية‭ ‬التدخل‭ ‬المبكر‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭.‬

 

وقال‭: ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬بدأنا‭ ‬نطبق‭ ‬أدوات‭ ‬المسح‭ ‬للكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬سؤالا‭ ‬تجيب‭ ‬عليها‭ ‬الأم‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬في‭ ‬عيادات‭ ‬التطعيم،‭ ‬بإجابة‭ ‬نعم‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬ميسرة‭ ‬لا‭ ‬تأخذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬دقائق‭. ‬وبعد‭ ‬إجابتها‭ ‬نحلل‭ ‬الإجابات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أحد‭ ‬البرنامج،‭ ‬وبعد‭ ‬تحليلها‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬معلومات‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬احتمالية‭ ‬إصابة‭ ‬الطفل‭ ‬باضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭ ‬عالية،‭ ‬وبعدها‭ ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬الطفل‭ ‬والأم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬البرنامج،‭ ‬وبعدها‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬إيجابية‭ ‬نتدخل‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬المسح،‭ ‬التي‭ ‬نستخدم‭ ‬فيها‭ ‬اختبار‭ ‬“دوس”‭ ‬ومقياس‭ ‬“كارز”‭.‬

 

وبخصوص‭ ‬البصمة‭ ‬الوراثية،‭ ‬بيّن‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يتدخلون‭ ‬فيها؛‭ ‬لكنه‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أخذ‭ ‬التاريخ‭ ‬العائلي‭ ‬للمريض،‭ ‬فلغاية‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬سبب‭ ‬وراثي‭ ‬أو‭ ‬فحص‭ ‬في‭ ‬الجينات‭ ‬يمكن‭ ‬عمله‭ ‬للطفل‭ ‬المصاب‭. ‬ولا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الجزم‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬جينا‭ ‬معينا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتوحد‭. ‬

 

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬العائلات‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬أطفال‭ ‬توحد‭ ‬يكون‭ ‬احتمال‭ ‬وجود‭ ‬طفل‭ ‬توحد‭ ‬لديهم‭ ‬أعلى،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للتوأم،‭ ‬تكون‭ ‬احتمالية‭ ‬إصابة‭ ‬أحد‭ ‬التوائم‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬غيرهم،‭ ‬وهناك‭ ‬دور‭ ‬لعمر‭ ‬للوالدين،‭ ‬فكلما‭ ‬تقدم‭ ‬العمر‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬احتمالية‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتوحد‭ ‬أكثر،‭ ‬خصوصا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأب،‭ ‬لذلك‭ ‬يلاحظون‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الطفل‭ ‬المصاب‭ ‬من‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية؛‭ ‬لأن‭ ‬الأب‭ ‬يكون‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬بيئية‭ ‬ولكن‭ ‬فعليا‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬الجزم‭ ‬بسبب‭ ‬معين‭ ‬للتوحد‭ ‬لغالية‭ ‬الآن‭.‬

وعن‭ ‬سبب‭ ‬زيادة‭ ‬الأعداد،‭ ‬بيّن‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قدرة‭ ‬التشخيص‭ ‬أصبحت‭ ‬أفضل،‭ ‬فيتم‭ ‬تشخيص‭ ‬الحالات‭ ‬بالتشخيص‭ ‬الصحيح،‭ ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬يدخل‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬التخلف‭ ‬العقلي،‭ ‬والآن‭ ‬أصبحوا‭ ‬يستطيعون‭ ‬تمييز‭ ‬التوحد‭ ‬عن‭ ‬التخلف،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يبرر‭ ‬الزيادة‭.‬

 

وأضاف‭: ‬في‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠١١‬‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬التوحد،‭ ‬حسب‭ ‬مركز‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬جورجيا‭ ‬بأميركا،‭ ‬طفلا‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬‮١١٨‬‭ ‬طفلا‭ ‬خلال‭ ‬السنتين‭ ‬الأوليين،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٢٢‬‭ (‬السنة‭ ‬الماضية‭) ‬زاد‭ ‬العدد‭ ‬ليكون‭ ‬طفلا‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬44‭ ‬طفلا‭ ‬يتم‭ ‬تشخيصه‭ ‬بطيف‭ ‬التوحد‭. ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬بازدياد،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬النسبة‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬لكل‭ ‬44‭ ‬طفلا‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬المقبلة‭. ‬

وعن‭ ‬آخر‭ ‬التطورات‭ ‬العلاجية‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬بروتوكول‭ ‬معتمد‭ ‬هو‭ (‬DSN5‭)‬،‭ ‬ويتم‭ ‬تدريب‭ ‬المختصين‭ ‬عليه،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعلاج‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬نافيًا‭ ‬لما‭ ‬يتم‭ ‬ما‭ ‬تداوله‭ ‬عن‭ ‬علاج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الغذاء‭ ‬مثل‭ ‬حليب‭ ‬الإبل‭. ‬

 

من منطلق رؤية أن تكون الجمعية منارة في تمكين ذوي طيف التوحد عالميًا ، يسعدنا ذلك من خلال استكمال اللوائح والأنظمة التنسيقية لذلك.

 

وشدد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬توعية‭ ‬عند‭ ‬المجتمع،‭ ‬فالتوحد‭ ‬علاجه‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬مركز‭ ‬علاج‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأم،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬المجتمع‭ ‬عموما،‭ ‬مع‭ ‬توعية‭ ‬مجتمعية‭ ‬عالية‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭. ‬فمشاركة‭ ‬الأهل‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬العلاجية‭ ‬جزء‭ ‬أساس‭ ‬في‭ ‬نجاحات‭ ‬مركز‭ ‬التمكن‭ ‬الشامل‭.‬