+A
A-

د. راهول عباس

أكد استشاري الطب الباطني في مستشفى الهلال د. راهول عباس أن النساء أكثر عرضة من 2 إلى 10 مرات للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية. وتكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية إذا كان لديها تاريخ عائلي. وقال: نواجه حاليا زيادة في نسبة الإصابة بأمراض الغدة الدرقية بين النساء مقارنة بالرجال، ولا يعني ذلك عدم إصابة الرجال، إلا أن نسبة رصد الإصابات لدى النساء أصبحت مرتفعة. وأضاف خلال لقاء مع “صحتنا في البلاد”: يهمل العديد من المرضى علاج الغدة، في حين أن هذا الإهمال قد يؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة كالقلب والعقم، وغيرها من الأمراض التي يمكن تداركها بالكشف المبكر، والانتظام في العلاج. وفيما يلي نص اللقاء:

 

ما وظيفة الغدة الدرقية؟
تتحكم هرمونات الغدة الدرقية في التمثيل الغذائي الخاص، وهو المعدل الذي يعمل به كل جزء من أجزاء الجسم. عندما تعمل الغدة الدرقية بالطريقة التي يجب أن تعمل بها، فإن التمثيل الغذائي الخاص يظل بوتيرة ثابتة، ليس سريعًا جدًا أو ليس بطيئًا جدًا.

ما الأسباب التي تقف وراء الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية؟
يحدث خمول الغدة الدرقية عندما لا تنتج كمية كافية من الهرمونات، أما فرط نشاط الغدة الدرقية، فهو حالة مرضية تفرز فيها الغدة كميات كبيرة من هرمون الثيروكسين، ما يترك آثارا على الجسم، مثل فقدان الوزن المفاجئ، وتسارع نبضات القلب والعصبية. وفي حال عدم علاجه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل فقدان البصر وقصور القلب. 

ما الفئة الأكثر عرضة للإصابة؟
يشير الخبراء إلى أن خطر إصابة النساء باضطراب الغدة الدرقية أعلى بعشر مرات من الرجال، ويعد أحد الأسباب الرئيسة لذلك أن اضطرابات الغدة الدرقية ناتجة عن استجابات المناعة الذاتية، لذا فإن النساء أكثر عرضة من 2 إلى 10 مرات للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية. وتكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية إذا كان لديها تاريخ عائلي لمرض الغدة الدرقية، مشكلات صحية أخرى بما في ذلك فقر الدم الخبيث، حالة ناجمة عن نقص فيتامين ب 12، النوع الأول من مرض السكري، نقص الغدة الكظرية الأولي، وهو اضطراب هرموني، تناول كميات كبيرة من الطعام الذي يحتوي على اليود، وفي حال كانت المرأة أكبر من 60 عامًا.
أما بالنسبة إلى خمول الغدة فيعد أكثر شيوعا لدى النساء خصوصا من جاوزن سن الستين، وفي حال عدم علاجه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والعقم.

ما أسباب الإصابة بفرط نشاط وخمول الغدة؟
هناك أسباب عدة للإصابة بفرط النشاط ومنها مرض “غريفز”، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، التهاب الغدة الدرقية، تناول كمية كبيرة من الأغذية التي تحتوي على عنصر اليود، نمو حميد (غير سرطاني) في الغدة الدرقية أو الغدة النخامية، بعض أورام الخصية أو المبيض، إجراء صورة شعاعية تتضمن إعطاء الشخص صبغة تحتوي على عنصر اليود.
أما خمول الغدة فقد يكون نتيجة أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجسم الغدة الدرقية عبر إفراز أجسام مضادة تهاجمها، الوراثة، نقص عنصر اليود، أمراض الغدة النخامية، العلاج الإشعاعي للسرطان في الرأس والعنق، الذي قد يؤثر على الغدة الدرقية وتناول بعض الأدوية.

ما الأعراض التي يمكن أن يشعر بها المريض؟
المصاب بالخمول تبدأ الأعراض عليه تدريجيا وتكون في البداية غير ملاحظة، وقد تتطور على مدار سنوات، ومن أهم الأعراض التي يعاني منها: الإمساك، جفاف الجلد، الشعور بالبرد، زيادة الوزن، الاكتئاب، مشكلات في الذاكرة، تضخم وتصلب في المفاصل وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم. أما المصاب بنشاط الغدة الدرقية فقد يصاب بتسارع حركة الأمعاء، فقدان الشعر، الغثيان والعصبية. 

متى يتم اللجوء إلى إزالة الغدة؟
تتم عملية الاستئصال عند الكشف عن وجود أورام الغدة الدرقية، تضخم الغدة، ما يمكن أن  يسبب صعوبات في البلع أو التنفس، أو ارتفاع في مستوى هرمون الغدة في الجسم، وفي حال وجود عقيدات الغدة الدرقية.

ما مضاعفات إهمال العلاج؟
يمكن أن تؤدي مشكلات الغدة الدرقية إلى أمراض القلب، إضافة إلى أنه عند وجود نقص في إنتاج هرمون الغدة الدرقية لم يتم علاجه فإن الغدة النخامية تستمر بتحفيز الغدة الدرقية لزيادة إنتاجها، ما قد يسبب تضخمها وظهور انتفاخ غير طبيعي في منطقة العنق.
كما أن قصور الغدة الدرقية يقلل من الخصوبة والرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء، حيث إن هرمونات الغدة تنظم عمليات أيض الهرمونات الجنسية التي تتحكم في إنتاج الحيوانات المنوية والبويضات.
ويمكن أن يؤدي الإهمال للعديد من المشكلات النفسية وأبرزها الاكتئاب وصعوبة التركيز. كما يواجه الأطفال والمراهقون المصابون بخلل الغدة الدرقية مشكلات تأخر سن البلوغ، وضعف النمو العقلي، وعدم انتظام الدورة الشهرية، إضافة إلى غيرها من المشكلات الخطيرة التي يمكن تداركها بالانتظام في العلاج.