البحرين تسير في الاتجاه الصحيح بتبني أحدث التكنولوجيا بالذكاء الاصطناعي
الدكتور حسن بن رفدان الهجهوج رئيس جامعة المملكة
على الرغم من أنه ذهب مع عدم توافر دراسة علمية لتقييم احتياجات سوق العمل المحلية لتخصص الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يرى أن مملكة البحرين تسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بتبني أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي معه ستُخلق الحاجة لمثل هذه التخصصات، مبينا أن من أبرز الوظائف المطلوبة في هذا المجال هو بناء وإدارة الأنظمة الذكية وتحليل البيانات.
جاء ذلك خلال لقاء ""أضواء البلاد"" مع رئيس جامعة المملكة الأستاذ الدكتور حسن بن رفدان الهجهوج.
وقال الدكتور الهجهوج: "استحدثت جامعة المملكة مسارا للذكاء الاصطناعي ضمن برنامج بكالوريوس علم الحاسوب، كما أن للجامعة رؤية مستقبلية لاستحداث برنامج مستقل بدرجة البكالوريوس في الذكاء الاصطناعي".
ما خطط الجامعة لاستحداث تخصصات ضمن نطاق الذكاء الاصطناعي؟
من أهم التخصصات في خطة الجامعة الاستراتيجية 2022 - 2027 هي تخصصات كلية تقنية المعلومات، ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والتخصصان تم طرحهما ضمن خطة الكلية حاليا وسوف نعتمد على الجانب النظري والتطبيقي.
كما استحدثت جامعة المملكة مسار الذكاء الاصطناعي ضمن برنامج بكالوريوس علم الحاسوب، في حين أن الجامعة لديها رؤية لاستحداث برنامج مستقل بدرجة البكالوريوس يُعنى بالذكاء الاصطناعي.
هل توجد لدى الجامعة القدرات والإمكانات البشرية والمرافق المتخصصة اللازمة لإدراج برامج الذكاء الاصطناعي كتخصص جامعي معتمد؟
جامعة المملكة تمتلك الكوادر البشرية اللازمة والمرافق المتخصصة لإدارة مسار الذكاء الاصطناعي الموجود ضمن برنامج علم الحاسوب في الجامعة في الوقت الراهن.
وعندما تم طرح تخصص الذكاء الاصطناعي تم الأخذ بعين الاعتبار استقطاب الكفاءات البشرية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، إذ حرصنا على توظيف تلك الكفاءات، خصوصا خريجي الجامعات العالمية الغربية. بالنسبة للمرافق، يتوافر لدى الجامعة المعامل المتخصصة، ونقوم حاليا ببحث التعاون مع أحد المعاهد أو الجامعات العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي لإنشاء معمل متطور في الذكاء الاصطناعي بجامعة المملكة.
إلى أي مدى ستذهب الجامعة مع توجه التعاون مع المعاهد العالمية المتخصصة في هذا المجال؟
التعاون مع المعاهد والجامعات العالمية أصبح ضرورة ملحة؛ بهدف تبادل المعرفة والخبرات العملية والعلمية.
وعليه فإن جامعة المملكة تولي هذا الموضوع أهمية كبرى، إذ تسعى للتواصل مع الجامعات الأخرى، فتمخض عن ذلك عقد العديد من اتفاقيات التعاون مع عدد من الجامعات العالمية المتخصصة.
ولكل ما تقدم، فإن الجامعة تعمل في الوقت الراهن على بحث سبل التعاون مع المعاهد العالمية المتخصصة في مجال الذكاء الصناعي في أميركا وبريطانيا لإنشاء معمل الذكاء الاصطناعي في الجامعة، مثل معهد ماساتشوسس للتكنولوجيا (MIT)، جامعة ميلارند، جامعة تكساس في اوستن جامعة كاليفورنيا، بيركلي (UCB)، جامعة امبريال لندن، كلية لندن الجامعية، من خلال مشاركة إحدى شركات الكمبيوتر وتقنية المعلومات مثل مايكروسوفت أو أبل.
ما المتطلبات اللازمة التي يجب أن تتوافر في الطلبة الراغبين بدراسة تخصصات مثل: الأمن السيبراني وهندسة الشبكات، والهندسة البيئية، والاستدامة والحوكمة لنظم الذكاء الاصطناعي؟
وجود الرغبة لدى الطالب لدراسة مثل هذه التخصصات، يعد من أهم متطلبات هذه التخصصات، إضافة إلى التفرغ التام وإيجاد الوقت اللازم للدراسة والتحصيل، لاسيما أن دراسة هذه النوعية من التخصصات تتطلب كثيرا من الوقت والجهد، وبلا شك يجب على الراغب في الالتحاق بهذه البرامج الجامعية أن يكون حاصلا على الشهادة الثانوية - المسار العلمي؛ لما تتطلبه هذه التخصصات من مهارات في الرياضيات واللغة الإنجليزية، والفيزياء، إضافة إلى القدرة على التفكير والتحليل المنطقي، والقدرة على إيجاد حلول مبتكرة، إلى جانب القدرة والرغبة في الحصول على الشهادات المهنية أثناء الدراسة.
إذا ما سلطنا الضوء على مستقبل احتياجات سوق العمل، فما أبرز الفرص المهنية المتاحة في هذا القطاع للخريجين؟
يمكن للطلبة المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي العمل في جميع مجالات علم الحاسوب، ولكن ما يميز خريج الذكاء الاصطناعي هو قدرته على بناء وادارة أنظمة ذكية في مختلف المجالات والقطاعات مثل قطاع الأعمال وقطاع التعليم والقطاع الصحي وغيرها من القطاعات الحيوية المؤثرة في الاقتصاد الوطني.
وبين الدكتور الهجهوج أنه وفقا لأحدث الإحصاءات والدراسات فإن تخصص الذكاء الاصطناعي يُعتبر من إهم التخصصات المطلوبة على المستوى العالمي، إذ من المرجح أن تتوافر بين 40 و50 مليون وظيفة لهذا التخصص في العام 2023 ومن ضمن هذه التخصصات: مهندس الروبوتات، محلل بيانات، مطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، متخصص في الذكاء الاصطناعي، وفي مجال الطب أصبح الذكاء الاصطناعي يدخل في العديد من التخصصات مثل: الطب، وعلم البيانات وتحليلها، وأمن المعلومات، ومجال الألعاب، والاقتصاد والمالية، والتعليم، وعلوم الفضاء.
ما دور الجهات ذات الصلة مثل وزارة التربية والتعليم والعمل وغيرها من الجهات لخلق وظائف مستقبلية تتماشى مع البرامج الأكاديمية المعنية بالذكاء الاصطناعي؟
لا شك أن وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل لها دور كبير في توجيه الجامعات لتحديد التخصصات المطلوبة لسوق العمل، فوزارة التربية والتعليم ممثلة في مجلس التعليم العالي، لها دور كبير في متابعة نوعية وجودة البرامج التعليمية والتنسيقية مع وزارة العمل وديوان الخدمة المدنية في التخصصات المطلوبة لسوق العمل من ناحية خلق الوظائف، ومما لا شك فيه أن مدى العرض والطلب في السوق يتحكم في خلق الوظائف، ولكن جميع المؤشرات العالمية توضح أن هناك طلبا كبيرا على تخصصات الذكاء الاصطناع،ي خصوصا أن الذكاء الاصطناعي أصبح يدخل في كثير من المجالات مثل الطب والتربية والصناعية.
ويرى الدكتور الهجهوج أنه يجب على وزارة التربية والتعليم تحفيز وتشجيع الجامعات لاستحداث برنامج ذات صلة وثيقة بالذكاء الاصطناعي، كما يتوجب على الجهات الحكومية الأخرى كوزارة العمل، على سبيل المثال، تحويل أنظمتها لتصبح أنظمة ذكية لتزيد الإنتاجية وتقل الأخطاء التي يمكن أن تحدث أثناء العمل، الأمر الذي معه ستزيد فرص التوظيف بين صفوف الخريجين في تخصص الذكاء الاصطناعي.
كيف تقيمون السوق المحلية، وأبرز الوظائف المطلوبة؟
يتم التقييم للسوق المحلية وأبرز الوظائف المطلوبة من خلال تقارير وزارة العمل وديوان الخدمة في مملكة البحرين، في حين لا توجد دراسة علمية لتقييم حاجة السوق المحلية لتخصص الذكاء الاصطناعي، ولكن من الواضح أن مملكة البحرين تسير في الاتجاه الصحيح في مجال تبني أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في هذا المجال، ما سيزيد الحاجة لمثل هذه التخصصات. ومن أبرز الوظائف المطلوبة في هذا المجال هو بناء وإدارة الأنظمة الذكية وتحليل البيانات
هل ترون أن هناك وعيا لدى مختلف القطاعات للاستعداد للمستقبل التكنولوجي؟
طبعا، إذا أخذنا الذكاء الاصطناعي مثالا للمستقبل التكنولوجي فهذا يحتاج للعديد من الجهود لتوعية المجتمع، عبر إعادة هيكلة التعليم وتوفير العديد من المهارات، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات، القدرة على المبادرة وريادة الأعمال، تطوير التعليم الجامعي بما يتناسب مع التطور التكنولوجي التعليمي، وتطوير أساليب المعلمين في التعليم ما قبل الجامعي. كما أن الاهتمام بعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل المتعددة والمتنوعة المتعلقة بمجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني يُدلل على وجود وعي كبير واستعداد مناسب للمستقبل التكنولوجي في معظم القطاعات الاقتصادية والاستثمارية.
