+A
A-

د. محمد البوسطة: حمية الكيتو ليست نمطا لحياة صحية على المدى البعيد.. وصعبة الإنجاز

د. محمد البوسطةحمية الكيتو من أكثر الحميات الغذائية إثارة للجدل، فلها مؤيدوها وداعموها ومريدوها سواء من الوسط الطبي، أو عامة الناس، لكفاءتها في تخفيض الوزن، لذلك يتم وصفها كوصفة سحرية لطالبي الرشاقة والطامحين في خفض الوزن. وهناك من يروج ويشير لدورها في علاج السكري وأمراض أخرى، وفي المقابل هناك من يحذر منها ويدعوا لعدم تجربتها؛ للأضرار الصحية التي يمكن أن تنتج عنها.

وعلى الرغم من التحذيرات والجدل الواسع بشأنها، إلا أن صداها ما زال موجودا وجمهورها يزداد، فأصبح هناك مجتمع خاص بها ويطلقون على أنفسهم بـ “الكيتونيين” دلالة على من يتخذ حمية الكيتو. وهناك منظرون لها ومروجون لها بوصفها علاج أعجوبة لمشكلات عديدة. وأصبحت هناك مطاعم خاصة توفر وجبات الكيتو، ومنتجات خاصة بها في المحلات الكبيرة.
وللوقوف على حقيقة حمية الكيتو وما لها وعليها، كان لـ “صحتنا” لقاء مع طبيب الأمراض الباطنية د. محمد البوسطة.
يقول البوسطة إن حمية الكيتو تعتمد على الدهون كمصدر أول للطاقة، حيث يحتوي البرنامج الغذائي على 75 % دهون و20 % بروتين، وكربوهيدرات لا تزيد عن 10 %.
وأضاف أن أي تغيير في النسب والأولويات يخرج هذا البرنامج الغذائي عن مسمى حمية الكيتو، ويكون حمية غذائية أخرى.
وعن مصطلح الحالة الكيتونية، أوضح أنه يحدث عند تحويل الجسم مصدر الطاقة من الكربوهيدرات كونه المصدر الأول للطاقة، إلى الأجسام الكيتونية الناتجة من حرق الدهون، وتحتاج من أسبوعين إلى 3 أسابيع، ويعتمد هذا على تطبيق الشخص والالتزام بحمية الكيتو، وقد يحتاج لمدة أكثر إذا لم يلتزم. وأبرز أعراض الحالة الكيتونية الصداع، والمزاجية وقلة التركيز والتعب بداية، وغيرها.
وبخصوص الأغذية، أشار إلى أن الأغذية المسموحة هي اللحوم والبيض والأسماك والأجبان والمكسرات والخضروات، ومن الفاكهة التوتيات بأنواعها مثل الفراولة والتوت البري، والأفوكادو وحليب اللوز وجوز الهند والشوفان كبديل عن الحليب البقري. وغير المسموحة هي كل الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات وسكريات عالية.
وعن إيجابيات حمية الكيتو، أوضح أنها تعطي شعورا بالشبع لفترات طويلة مع عدم المبالاة في حساب السعرات وحرق الدهون وإنقاص الوزن في فترة زمنية قصيرة.
ولفت إلى أنه ليس لها دور علاجي في السكري، فهي عامل مساعد في تحسين ظروف المرض لا أكثر، وأما عن مرض السرطان فلا يوجد دليل علمي على أنها مفيدة لمرضى السرطان أو تقلله، والدليل أن بعض الملتزمين بحمية الكيتو أصابهم السرطان ولم يستثنهم.
وعن سلبياتها، أكد أنها ليست نمطا لحياة صحية على المدى البعيد وصعبة الإنجاز، وتسبب مشكلات صحية مثل الصداع وارتفاع الدهون واضطرابات المعدة والإسهال. وفيما يتعلق بضررها على الكلى، فقال إن الضرر ليس بشكل مباشر بل مساعد؛ بسبب كثرة تناول الدهون وتكون الحصوات الكلوية، مع وجود عوامل أخرى مثل قلة شرب الماء أو فقدان السوائل في فترة الحمية. وحذر من أن الكيتو غير مناسبة لفترة الحمل؛ لأن لها أضرارا جانبية على لأم والجنين، فتكون الأم معرضة لنقص الأملاح والفيتامينات ومضادات الأكسدة، والجنين لن يحصل كفايته. ونبه إلى أن التوقف المفاجئ عن حمية الكيتو بعد الالتزام الطويل بها قد يؤدي إلى مشكلات صحية، وزيادة مفتوحة في الوزن، وتدمير لشكل الجسم.
في الختام أشار إلى أنه لا ينصح أبدًا بحمية الكيتو لأكثر من 3  أشهر؛ لأنها ليست أسلوبا لنمط حياة صحي أولًا، ولضررها ثانيا، والبديل عنها الحمية قليلة الكربوهيدرات.