معاناة المرأة من الضغوطات تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي بمعدل مرتين
د. كريشنا كافيتا رامافاث:
د. كريشنا كافيتا رامافاث
فاطمة عبدالله
أكدت طبيبة الأورام النسائية اختصاصية النساء والتوليد في مستشفى الهلال د. كريشنا كافيتا رامافاث، أن هناك العديد من البحوث التي تشير إلى أن النساء اللواتي يتعرضن إلى ضغوط نفسية عالية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنة باللواتي لا يتعرضن لمثل هذه الضغوط. وأشارت إلى أن البحوث أكدت أن التوتر والقلق والاكتئاب يمكن اعتبارها علامات لاحتمالية تعرض النساء للإصابة بهذا المرض، إذ تشير الدراسات الطبية إلى أن الضغوط النفيسة قد تأثر بشكل كبير على تطور الخلايا السرطانية. وأضافت في لقاء مع “صحتنا”: إن الدراسات ذكرت المصابين بالضغوط النفسية معرضة للإصابة بمعدل ضعفين بسرطان الثدي مقارنة بالنساء اللواتي لا يعانين من أي ضغوط، لذا دائما نركز على أهمية الحفاظ على الصحة النفسية”. كما نوهت إلى أن بعض النساء قد يشعرن بالجزع والخوف عند الإصابة بألم في الصدر، مؤكدة بأن وجود أم بدون وجود أعراض أخرى لا يستدعي القلق فقد يكون عبارة عن خلل في الهرومان، إلا إن ذلك مصاحباً بتورم والتهاب فيجب اللجوء إلى الطبيب، وفيما يلي نص اللقاء:
سرطان الثدي يعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، فكيف يمكن أن تتكون هذه الخلايا السرطانية؟
يتكون سرطان الثدي بسبب نمو غير طبيعي لخلايا الثدي، فهو يتكون بسبب تغير في عمل ونمو الخلايا المكونة لأنسجة الثدي دون القدرة على السيطرة عليه، ما يحولها إلى خلايا سرطانية لدى الرجال والنساء، ومع قدرة هذه الخلايـا على الانتشـار، إلا أنه يجب معرفة أن ظهور الكتل لا يعني بالضرورة أنه سرطان، فقد تكون بسبب وجود تكيسات أو عدوى. ويحدث سرطان الثدي عندما تنفصل وتتكاثر الخلايا بعيدا عن الإطار الطبيعي، فالكتل الصدرية تنمو ببطء شديد، وإذا كانت هذه الكتل كبيرة بما يكفي ليتم الإحساس بها فقد يكون عمرها في حدود الـ10 سنوات، والبعض قد تكون أكثر شراسة وتنمو بشكل أسرع، و80 % من هذه الخلايا تنمو في قنوات الحليب، و10 % تنمو في الفصيصات، وأنواع أخرى تبدأ في أجزاء مختلفة من الصدر .
وهناك أنواع عدة من سرطان الثدي، وأكثر هذه الأنواع شيوعًا ما يُعرف بسرطان قنوات الحليب: وسمي بهذا الاسم كونه يبدأ داخل قنوات الحليب. ويشكل هذا النوع 90 % من حالات الإصابة بسرطان الثدي.
هل نشهد زيادة في عدد حالات سرطان الثدي ولماذا؟
في العام 2020 كان سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشارا في العالم، إذ تم تسجيل 2.26 مليون حالة جديدة لأمراض السرطان، وحالة واحدة من 10 حالات تم تشخيصها تعود إلى مصابين بسرطان الثدي، لذا فإنه من دون اتخاذ أي إجراءات فإن الأمور ستسوء، إذ يحتل سرطان الثدي المركز الثاني بعد سرطان الرئة، وهو السبب الرئيس لوفيات النساء في عمر 35 إلى 54 عامًا، وعلى الصعيد المحلي يؤكد مركز الإحصاء أن البحرين تشهد أعلى نسبة لتشخص الإصابة بسرطان الثدي بين كل دول مجلس التعاون الخليجي وهي 52.3 من بين كل 100 ألف شخص.
ما عوامل الخطورة؟
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، والتي من أهمها الجنس، فقد يصيب الرجال ولكن النساء أكثر، التقدم في العمر خصوصا فوق عمر 55 سنة، ومن أهم هذه العوامل هي التاريخ الصحي للأسرة والوراثة، فإذا أصيبت به قريبات من الدرجة الأولى بسبب العامل الوراثي وليس لأسباب أخرى، فيجب القيام بالفحص الدوري لسرطان الثدي وسرطان المبايض، كما أن التأخر في الحمل بعد عمر 30 سنة، أو عدم الحمل قد يكون سببا، إضافة عدم الإرضاع طبيعيًا، البلوغ في سن مبكرة قبل 12 سنة، أو التأخر في انقطاع الطمث بعد عمر 55 سنة. كما أن بعض أنواع العلاج مثل العلاج بالأشعة أو العلاج الهرموني أو استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، فضلًا عن التعرض للإشعاع في عمر مبكر قبل الثلاثين، إلى جانب أن الإصابة سابقة بأورام خبيثة في الثدي أو بعض أنواع الأورام الحميدة، تزيد من احتمالية عودته. وفي الأعوام الأخيرة لاحظنا أن تغير نمط الحياة وزيادة السمنة وعدم ممارسة الرياضة وتناول الكحوليات كان له دور في زيادة احتمالية نسبة الإصابة.
ما الأعراض التي على المرأة الانتباه لها؟
قد تظهر الأعراض بعد فترة من الزمن تصل إلى العام، لذا دائما ما نشدد على أهمية الفحص المبكر، خصوصًا أنه يمكن أن يكون لسرطان الثدي مزيج من الأعراض، لاسيما في المراحل المتقدمة. ولا تظهر أي أعراض على معظم الناس عند إصابتهم حديثًا بالعدوى، ويمكن أن تشمل الأعراض وجود كتلة في الثدي أو سماكة، دون ألم في كثير من الأحيان، تغير حجم الثدي أو شكله أو مظهره، ترصّع أو احمرار أو انطباع أو تبدل آخر في الجلد، تغيير في مظهر الحلمة أو تغيير في الجلد المحيط بالحلمة (الهالة)، سائل غير طبيعي أو دموي من الحلمة. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من كتلة غير طبيعية في الثدي التماس الرعاية الطبية، حتى وإن كانت الكتلة لا تسبب ألمًا. ونشدد على أن معظم كتل الثدي ليست سرطانية. ومن المرجح أن تُعالج كتل الثدي السرطانية بنجاح عندما تكون صغيرة ولا تنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة، إلا أنه قد ينتشر سرطان الثدي إلى أماكن أخرى في الجسم ويؤدي إلى أعراض أخرى. وكثيرًا ما يكون الموضع الأول الأكثر شيوعًا للانتشار هو العقد الليمفاوية تحت الذراع، رغم إمكان وجود غدد ليمفاوية حاملة للسرطان غير محسوسة.
متى يجب إجراء فحص الماموجرام؟
توصي الجمعية الأميركية للسرطان، وهي مكان ذو شأن فيما يخص الأورام، بخضوع السيدات لفحص الثدي الماموجرام مرة كل عام بداية من سن الـ 45. بينما تنصح الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد، السيدات بالاهتمام بفحص الماموجرام مرة كل عام أو عامين على أقصى تقدير بعد سن الـ 40.
وإذا كان لدى السيدة تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان الثدي، فقد يوصيها الطبيب ببدء فحوصات الثدي الدورية في وقت مبكر، مع تكرار مرات الفحص والاعتماد على أدوات تشخيصية أخرى.
ما مضاعفات إهمال العلاج؟
يؤدي سرطان الثدي إذا لم يتم علاجه، إلى تقرح في الجلد والتهابه، تكاثر الخلايا السرطانية في الثدي، انتشار الورم إلى الغدد اللمفاوية، ما يؤدي إلى زيادة خطر انتشار السرطان في أعضاء أخرى أعضاء حساسة كالدماغ، الكبد، الرئة، ما يؤدي إلى تأثر وظائف هذه الأعضاء وتوقفها، إضافة إلى تدهور صحة المريضة، ثم وفاتها في مراحل متقدمة من المرض.
ما الخدمات المقدمة في مستشفى الهلال فيما يخص الكشف عن سرطان الثدي؟
يهتم المستشفى بتوعية النساء بأهمية الفحص المبكر، لذا فإن المستشفى حرص خلال شهر أكتوبر الجاري على إقامة عروض على باقة استشارة الطبيب والفحص بالألترساوند، كما لدينا عروض على باقات أخرى خلال هذه الشهر بهدف التشجيع على الكشف المبكر في عيادة المستشفى.
