+A
A-

د. كمال راجح نسبة نجاح علاج حالات تأخر الحمل بلغت ٦٠ % في “الملكي التخصصي”

فاطمة عبدالله

 

أكد استشاري أمراض النساء والولادة والعقم رئيس وحدة الخصوبة وأطفال الأنابيب في المستشفى الملكي التخصصي د. كمال راجح، أن بعض حالات تأخر الحمل لا يوجد سبب ظاهري لها، فقد تكون جميع التحاليل سليمة ولا يوجد عائق للحمل، مبينًا أن 15 إلى 20 % من الحالات يحدث فيها تأخر حمل غير معلوم السبب، لذا يتم الرجوع إلى وسائل إخصاب مساعدة. ويتميز مركز الخصوبة في المستشفى الملكي التخصصي بوجود طاقم استشاريين مؤهلين تأهيلًا عاليًا، ويقدمون أفضل الخدمات الخاصة بالخصوبة والإنجاب، باللجوء إلى استشارات الخصوبة للأزواج، المشورة الطبية وفحوصات ما قبل الزواج، التلقيح الصناعي داخل الرحم، أطفال الأنابيب وغيرها من العلاجات. 

وفي لقاء مع “البلاد” قال: في المركز لدينا رؤية شاملة لتطوير القسم في المستشفى والارتقاء بالخدمات، لتقديم أفضل خدمة طبية ترضي جميع المرضى وتحقق هدفهم في تكوين أسرة، بأفضل سعر، فنحن جنود سخرنا الله لقضاء هذه الحاجة.
وأضاف: نسعى أن نكون المركز رقم واحد في المنطقة، عبر الاهتمام بالبنية التحتية والفوقية وإدخال كل ما هو جديد من أجهزة وتكنولوجيا، ونعمل على توفير أحدث ما وصل له العلم في مجال الخصوبة، بدءا من استخدام الذكاء الصناعي والحاضنات الصناعية مع الحفاظ على خصوصية المرضى لدينا، إضافة إلى أننا نهتم بإشراك المرضى في خطة العلاج، ونسعى لتدريب الأطباء والكوادر على الارتقاء بالخدمة، ونسبة النجاح لدينا تصل إلى أكثر من 60 % في حالات التأخر والإنجاب، وفيما يلي نص اللقاء. 

في الفترة الأخيرة شهدنا زيادة عدد حالات من العقم فما السبب؟
يعود ذلك إلى زيادة وعي الزوجين، والحرص على اللجوء إلى الوسائل الطبية للتغلب على المشكلات الصحية إن وجدت، وقد يعود ذلك نتيجة زيادة الإدراك والوعي والثقافة العامة في أن حصول الحمل هو رزق من الله، والطبيب سبب من الأسباب.
والعقم قد يكون متعلقا بالزوج أو الزوجة، وقد تكون هناك أسباب مشتركة من الطرفين، فقد يكون هناك ضعف في الحيوانات المنوية وقلة الحركة ووجود تشوهات، أما الزوجة فقد تعاني من وجود ألياف أو زوائد لحمية في الرجم أو عيوب خلقية في الجهاز التناسلي أو ضعف في التبويض. إلا أن هناك حالات تتراوح ما بين 15 و20 % يكون فيها سبب الحمل غير معروف ولا توجد مشكلات عند الطرفين، وفي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى الحقن المجهري أو الأطفال الأنابيب، لذا توضع خطة العلاج بحسب كل حالة، على أن يتم مناقشة جميع الخيارات المتاحة مع الزوجين. 

هل تعود أكثر حالات العقم للزوج أم الزوجة؟
نتعامل مع الزوج والزوجة كوحدة واحدة، لا نتعامل مع أحدهما بمفرده، فنفتح ملفا طبيا لهما لمعرفة التاريخ الطبي للحالة، وهنا لابد أن يكون لدى الطبيب القدرة على السماع منهما وأخذ التاريخ الطبي لهما بشكل دقيق ومفصل، حتى يستطيع علاجهما. كما أننا لا نعتبرهما مرضى، فهما قد حضرا فقط لأخذ المشورة منا وطلب المساعدة في تأخر الحمل.

ما الخطوة التالية بعد فتح الملف ومعرفة التاريخ المرضي؟
يتم إجراء الفحوصات اللازمة لهما، ونتوقع أن تكون 30 % من الأسباب عند الزوجة و30 % عند الزوج، والنسبة المتبقية مشتركة بينهما، والفحص يشمل: السائل المنوي لمعرفة عدد الحيوانات المنوية وحركتها ونسبة التشوهات، وفحص التركيب التشريحي للرحم والمبايض وقناتي فالوب، وفحص عيوب أو تشوهات أو مشكلة ألياف في الرحم أو زوائد لحمية أو أكياس على المبايض (عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية)، وفحص هرموني للتأكد من وجود تناسق هرموني في الجسم، لأن الاختلال يكون سببا لتأخر الحمل، كما نقوم بعمل فحوصات بالأشعة بالصبغة في بعض الأحيان حسب الحالة.

هل تحدد الفحوصات العلاج المناسب للحالة؟
نعم، فبعد إجراء الفحوصات اللازمة يختار الطبيب خطة علاج مفصلة وفقا للتشخيص والتاريخ المرضي للحالة، وقد يكون العلاج مجرد نصائح أو أدوية أو إبر للحمل الطبيعي أو اللجوء لإحدى وسائل الإخصاب المساعدة، مثل: التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب. وعندما يكون هناك تأخر حمل غير مبرر أي بعد إثبات كل الفحوصات أن الحالة سليمة، ووراءه سبب غير ظاهر، مثل مناعة عند الزوجة، أو وجود أجسام مضادة مثلاً، أو مشكلة قابلية بطانة الرحم لثبات الأجنة، نلجأ لأطفال أنابيب أو الحقن المجهري للوصول للحمل.

هل يمكن أن تحدثنا عن أطفال الأنابيب؟
أطفال الأنابيب هي وسيلة إخصاب مساعدة، وكما قلت عند تأخر الحمل لا نذهب مباشرة لأطفال الأنابيب، فهناك وسائل أخرى كالحمل الطبيعي أو التلقيح الصناعي، ويكون اختيار الوسيلة حسب الحالة، وعامل العمر ومخزون المبيض ومدة تأخر الحمل وغيرها. ففي الحالات الطبيعية يلتقي الحيوان المنوي مع البويضة داخل الجسم عند الزوجة، وطفل الأنابيب يعني ترتيب موعد في المختبر بين هذا الحيوان المنوي وتلك البويضة خارج الجسم، عبر سحب البويضات من الزوجة بعد إعطاء أدوية التنشيط، ثم نقوم في نفس اليوم بتلقيحها عن طريق الحيوانات المنوية من الزوج. وبعدها يوضع في أنبوب اختبار ومن هنا جاءت التسمية “أطفال أنابيب”، وحاليا توجد تقنية الحقن المجهري، أي بحقن الحيوان المنوي داخل سيتوبلازم البويضة.

ما مدى التطور في وسائل الإخصاب؟
أستطيع أن أقول إن هناك ثورة في علاجات الإخصاب، ونسبة النجاح عالية بفضل الله، فحتى الأزواج الذين ليس لديهم حيوانات منوية في السائل المنوي، نقوم باستخلاصها من الخصية للتخصيب، كما نقوم بفحص الأجنة حتى نستبعد أي أمراض وراثية قبل زراعتها داخل الرحم، وهناك الآن حضانات ذكية، ووسائل لتهيئة بطانة الرحم. فهناك جديد في كل يوم، ونحن نسعى أن نقدم ما هو حديث لخدمة الحالات.
ويجب معرفة أن العلاجات متوافرة، وتختلف حسب خطة العلاج، لكن الأدوية والحقن مكلفة وتختلف حسب الحمل الطبيعي أو التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري، ونقدم في المستشفى حاليا تسهيلات، وهي عبارة عن باقات علاجية بأسعار مخفضة وتسهيلات في السداد في شكل أقساط عن طريق البنوك أو بطاقات الائتمان، فالعلاج ليس موضوعا تجاريا، بل خدمة طبية. 

كيف تصف شعورك عندما تلد حالة لطفل أنابيب؟
شعور لا يوصف، فهنا أستشعر فضل الله، فكل ما جرى للحالة والطبيب هو توفيق من رب العالمين، وعندما أرى السعادة على وجوه الزوجين، بالحمل أو ولادة طفل، أستشعر قيمة وجودي في الدنيا، فالطبيب مجرد سبب من الأسباب، ورب العالمين سبحانه هو العاطي الوهاب. 

ما النصيحة التي تقدمها للمتأخرين في الحمل؟
يجب معرفة أن الحمل هو رزق، وتأخيره صلاحه إلى الإنسان، ولكن على الإنسان أن يسعى ويحاول ويطرق باب الأطباء فهم سبب من الأسباب التي تقد تساعد على الإنجاب، وأشدد بالخصوص للزوجة على ضرورة الابتعاد عن النصائح التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي من دون مصدر طبي موثوق، فالمرأة زهرة مميزة قد تختلف حالتها عن باقي الأزهار والحالات الأخرى.