+A
A-

د. أماني يزبك: بالون المعدة.. حل مؤقت لتحفيز عملية خسارة الوزن

البلاد - فاطمة عبدالله:

الأحد 05 نوفمبر 2023

أكدت استشارية أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كيمز هيلث الطبي د. أماني يزبك، أن بالون المعدة هو طريقة لتحفيز لخسارة الوزن، ويساعد على تسهيل وتسريع عملية الخسارة بشكل طبيعي نسبيا، مشيرة إلى أنه يمكن للشخص أن يتعرض لاسترجاع الوزن الزائد أو جزء منه بعد إزالة البالون، إلا أنه يمكن إعادة وضع البالون أكثر من مرة.

وقالت في لقاء مع “صحتنا”: يعتقد كثيرون أن اللجوء إلى جراحات السمنة مباشرة أسهل طريقة لخسارة الوزن، إلا أن ذلك ليس صحيحا، إذ يجب إدراك مخاطر كل جراحة قبل الموافقة عليها.

وأضافت: نشجع دائما على خسارة الوزن بشكل طبيعي، إلا أنه في حال تعذر ذلك يمكن اللجوء إلى طبيب مختص لمناقشات الخيارات المتاحة. وفيما يلي نص اللقاء:


ما هو بالون المعدة؟
بالون المعدة عبارة عن بالون مصنوع من مواد طبية آمنة، يوضع في المعدة عن طريق الفم، من دون الحاجة إلى إجراء عمل أو ‏‏شق جراحي، ثم يعبأ بسائل لغاية حجم معين، ويبقى لمدة تتراوح ما بين 6 أشهر وسنة حسب نوعه.

ويساعد الحجم والمساحة اللتان يحتلهما البالون على الإحساس بالشبع المستمر نسبيا، ما يحول دون الإفراط في تناول الطعام.

وهناك نوعان، النوع الذي يوضع عن طريق المنظار وهو المفضل؛ كونه موافقا عليه من منظمة الـ “FDA” العالمية. أما النوع الثاني وهو الذي لا يحتاج إلى منظار، فإلى الآن لم يتم الموافقة عليه من قبل الـ “FDA”، ومع هذا يمكن استعماله في حالات معينة، مثلا عند الأشخاص الذين لا يمكنهم الخضوع للتخدير أو لإجراء طبي بسبب حالة صحية معينة. ويجب معرفة أنه من المفضل دائما، اللجوء إلى الطرق الطبيعية لتخفيض الوزن، مثل النظام الغذائي والرياضة.

والوقاية دائما خير من قنطار علاج، لكن في حال وقوع مشكلة، وعدم القدرة على معالجتها بالطرق الطبيعية، يجب البدء في البحث على حلول تساعد على إنقاص الوزن.


ما أكثر فئة يمكن أن تستفيد من هذا الإجراء؟
كل شخص يكون مؤشر كتلة جسمه (BMI) أكبر من 27 (حسب التعليمات الأوروبية) أو ٣٠ (حسب التعليمات الأميركية)، وأقل من ٤٠، يمكنه الاستفادة من بالون المعدة إذا فشلت معه الطرق الطبيعية، خصوصا إذا كان يعاني من استعداد لارتفاع ضغط الدم أو السكر أو مشكلات القلب أو التنفس الليلي العائقي. كما يمكن للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة أكبر من ٤٠، الاستفادة من بالون المعدة كجسر عبور لجراحات السمنة، خصوصا عندما يكون التخدير لمثل هذه الجراحات الكبيرة غير محبذ لديهم؛ بسبب السمنة الزائدة بحد ذاتها.


ما الفرق بين بالون المعدة وبين التكميم؟
يجب معرفة أن بالون المعدة هو عبارة عن إجراء طبي بسيط آمن، غير تدخلي، من دون أي شق جراحي، كما أنه يحافظ على الشكل الطبيعي للمعدة، ويمكن في أي وقت العبور منه إلى التكميم أو أي نوع من جراحات السمنة، إضافة إلى أن مدة الإجراء بسيطة، فهي تستغرق تقريبًا ٢٠ دقيقة، ويمكن الخروج من المستشفى في نفس اليوم، كما أن التخدير يكون خفيفا غير عميق، وقصير الأمد، لذلك تكون مضاعفات التخدير شبه معدومة. كما أن هذا الإجراء يعتبر حلا مؤقتا، فبعد حين يجب إزالة البالون ويمكن إعادة الإجراء مرات عدة بعد إزالة البالون، في حين تتراوح نسبة خسارة الوزن من 10 إلى ١٥ % من الوزن الكلي، والمضاعفات المحتملة تقتصر على عوارض موضعية فقط من دون وجود أي خطورة. أما عمليات تكميم المعدة فهي عملية جراحية طويلة، يتم فيها قص جزء من المعدة، بشكل غير مرتجع، لتصغير حجمها، كما أن التخدير يكون عميقا ولمدة طويلة، إضافة إلى أنها تستدعي البقاء في المستشفى لمدة 24 - 48 ساعة، مع الحاجة لوقت إضافي لاسترجاع النشاط اليومي الاعتيادي بعد الخروج.


وتعد عمليات التكميم حلا دائما غير مؤقت، في حين أن خسارة الوزن تبلغ نحو 60 % من الوزن الزائد بعد 5 سنوات من إجراء العملية، في حين أن المضاعفات تكون نادرة، لكنها قد تكون خطيرة، وفي بعض الحالات النادرة يمكن الاضطرار لتحويل هذه العملية من تكميم إلى عملية تحويل مسار المعدة.


ما المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد البالون، وهل يكون المريض معرضا لزيادة الوزن بعد العملية؟
المضاعفات المحتملة الشائعة بعد هذا الإجراء تكون عبارة عن غثيان، ترجيع، ألم، ارتجاع مرئي، تجشؤ، عسر هضم وإمساك، ويمكن لهذه العوارض أن تحدث، خصوصا في الأيام اللاحقة، وهي المدة المطلوبة لتأقلم المعدة مع التغيير الجديد، وفي معظم الأحيان تتم السيطرة على هذه العوارض بالأدوية اللازمة. لكن المضاعفات الأكثر جدية، وفي الوقت ذاته نادرة الحدوث، هي ثقب البالون، تحديدا إذا لم تتم إزالته في الوقت المطلوب، وما يترتب عليه من مضاعفات. ويمكن معرفة ذلك من تغير لون البول، إذ يأخذ لون السائل الأزرق الذي كان محقونا في البالون. وعند تغير اللون، ينبغي إزالة البالون المثقوب مباشرة.


كما يمكن أن يحدث التهاب في الأغشية المخاطية والبنكرياس، ويمكن علاجه إذا كان الشخص متعاونا مع المتابعة الطبية، كما يمكن للشخص أن يتعرض لاسترجاع الوزن الزائد أو جزء منه بعد إزالة البالون.


فالبالون هو طريقة تحفيز لخسارة الوزن، ويساعد على تسهيل وتسريع عملية الخسارة بشكل طبيعي نسبيا، مع تفادي مخاطر جراحات السمنة. وبالتالي على الشخص إدراك فكرة أن عليه المثابرة للحفاظ على النتيجة بعد إزالة البالون، عن طريق نمط حياة معين ومساعدة طبية، مع احتمال إعادة وضع البالون أكثر من مرة.


يعتقد البعض أن جراحات السمنة مباشرة أسهل طريقة، فما ردك على ذلك؟
قبل الإقدام على العمليات الجراحية لخسارة الوزن، على المريض الاختيار بين أمرين: إما ضمان النتيجة على حساب المخاطر الأكثر، أو المخاطر الأقل على حساب الضمانة.


ما النصيحة التي تقدمينها للمرضى؟
أنصح الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد باتباع الطرق الطبيعية لخسارة الوزن أولا؛ لأنها الأسلم والأقل ضرر، وفي حال عدم النجاح في ذلك، يمكنهم قبل أخذ أي قرار يتعلق بجسدهم، اللجوء للاستشارة الطبية ومناقشة المشكلة، مع تقييم نفسي وحياتي وطبي كامل، وتقييم حسنات وسيئات كل إجراء؛ للوصول إلى الحل الأمثل لحالتهم الفردية؛ لأن كل شخص هو حالة خاصة ولا يجوز التعميم.


وأخيرا عليهم الموافقة فقط على التوجيه الطبي المبني على عرض جميع هذه المعطيات؛ لأنه إن كان غير ذلك فهو غير موضوعي وغير إنساني.