+A
A-

د. راهول عباس

فاطمة عبدالله

 

أكد استشاري الطب الباطني في مستشفى الهلال د. راهول عباس، أن العالم يشهد حاليًا زيادة في نسبة المصابين بداء السكري من النوع الثاني، في حين أن الإحصاءات تتوقع إصابة أكثر من 783 مليون شخص بالسكري بحلول العام 2045. وأوضح أن مرض السكري أصبح أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في جميع أنحاء العالم، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، توفي نحو 1.5 مليون شخص حول العالم بسبب مرض السكري في العام 2019، في حين تشير التقديرات إلى أن 537 مليون شخص يعيشون حاليًّا مع مرض السكري في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي تَسَبَّب مرض السكري في وفاة 6.7 مليون شخص في العام 2021. وذكر أن الزيادة تأتي بسبب نمط الحياة غير الصحي الذي يتبع في العديد من المجتمعات، والذي أدى إلى زيادة أعداد المصابين الذين من بينهم أطفال أيضًا، مشيرًا إلى أن نمط الحياة غير الصحي بدأت تظهر تداعيته الآن من زيادة عدد الحالات.

ما هو مرض السكري؟
هو مرض أيضي يتمثل بارتفاع نسبة السكر في الدم. تحدث الإصابة بمرض السكري بسبب تناقص إفراز هرمون الأنسولين، أو تراجع قدرة الجسم على استخدامه بفعالية، ما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز أو السكر في الدم. وهرمون الأنسولين هو هرمون يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم، وهو يساعد على إدخال جزيئات الجلوكوز إلى داخل الخلايا ليتم تخزينها أو استخدامها لإنتاج الطاقة. والنوع الأول وهو الأكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية، يتميز بتدمير الجسم للخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، وبالتالي فإن الأشخاص المصابين بهذا النوع ينتجون كمية قليلة جدا من الأنسولين أو لا ينتجونه مطلقا. في حين أن النوع الثاني يتميز بوجود مقاومة ضد هرمون الأنسولين، فأجسام المصابين بهذا النوع لا يمكنها استخدام الأنسولين الذي ينتجه الجسم على نحو فعال. ويشكل هذا النوع نحو 90 % من حالات الإصابة في العالم، ويمكن أن يصيب الأطفال مثل النوع الأول.

ما أكثر أنواع السكري انتشارًا؟
يعد السكري النوع الثاني هو النوع الأكثر شيوعًا، ويرتبط عادةً بالسمنة. ويحدث مرض السكري النوع الثاني بسبب مقاومة الجسم لهرمون الإنسولين، واضطراب استجابة الخلايا للهرمون، بحيث يتراكم الجلوكوز في الدم. ويكون السكري النوع الثاني مرتبطًا عادةً بالجينات والعوامل البيئية معًا كأسلوب حياة المريض، وتكون بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري النوع الثاني من غيرها. 

ما العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني؟
هناك العديد من العوامل، من أهمها زيادة الوزن، التقدم بالعمر (عمر المريض أكثر من 45 سنة)، وجود إصابة بمرض السكري في العائلة، الخمول وقلة الحركة، الإصابة بسكري الحمل مسبقًا، الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول، أو ارتفاع الدهون الثلاثية. ويذكر أن بعض الأعراق تكون أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني للسكري من غيرها، مثل الأفارقة الأميركيين.

ما أعراض مرض السكري؟
تختلف أعراض مرض السكر تبعًا لنوع مرض السكري، فأحيانًا قد لا يشعر الأشخاص المصابون ببداية السكري، إلا أن هناك بعض الأعراض التي تنذر بالمرض كالعطش، التبول كثيرًا وفي أوقات متقاربة، الجوع الشديد جدًا، انخفاض الوزن، الشعور بالتعب، تشوش الرؤية، التهابات اللثة، أو الجلد، أو المهبل أو في المثانة البولية، وقد يكون شفاء والتئام الجروح بطيئا.

ما مضاعفات إهمال العلاج؟
على الرغم من كون السكري مرضًا يمكن التحكم به، إلا أنه مرض خطير وله مضاعفات خطيرة، تؤثر بعضها على الحياة اليومية للمريض، والبعض الآخر قد يؤدي إلى الوفاة. ونواجه للأسف إهمالا لدى العديد من المرضى في المواظبة على العلاج، ما يعرضهم إلى بعض المضاعفات الخطيرة مثل مشكلات الرؤية وفقدان البصر، مشكلات في القدمين مثل الخدران، الذي يسبب عدم الشعور بالألم عند الإصابة بجرح ما يؤدي إلى ظهور القروح، أمراض القلب، تلف الأعصاب، أو اعتلال الأعصاب السكري، إضافة إلى حدوث الجلطات الدماغية، اعتلال الكلى السكري وفقدان السمع، ومشكلات في الجلد، مثل الإصابة بالتهابات فطرية وبكتيرية بشكل متكرر، والاكتئاب والخرف. وعلى الرغم من كثرة المضاعفات التي قد يتعرض لها المريض إلا أنه يمكن السيطرة على ذلك بالانتظام بالعلاج، لذا فإن إهمال العلاج قد يعرض المريض إلى جميع هذه المضاعفات.

ما النصيحة التي تقدمها للمرضى؟
ينصح مريض السكري دائمًا باتباع حمية غذائية، وممارسة التمارين الرياضية يوميًا للحفاظ على مستوى السكر في الدم. كما يجب على المريض الالتزام بتناول أدويته في الوقت المحدد، إذ ينصح بممارسة التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، مثل المشي أو ركوب الدراجة، تجنب تناول الدهون المشبعة والدهون المتحولة، والكربوهيدرات المكررة، الإكثار من تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتناول حصص أصغر من الطعام. كما ينصح مريض السكري بإجراء فحوصات دورية لمتابعة سير المرض، والفحوصات التي يجب إجراؤها تتضمن السكر التراكمي، ومراقبة ضغط الدم ومستوى الكوليسترول. وينصح عند الإصابة بمرض السكري بالابتعاد عن التوتر والقلق، فهو يرفع مستوى السكر في الدم، لذلك يجب على المريض تعلم السيطرة على التوتر، وممارسة بعض التمارين لتهدئة الأعصاب.