+A
A-

د. آمال كريم

 

فاطمة عبدالله:

تعد التهابات المسالك البولية أمرا شائعا أثناء الحمل، وقد لا تظهر أي أعراض لعدوى المسالك البولية، ولكنها قد تظهر على شكل إحساس بالحرقان أثناء التبول أو كثرة التبول، وفي بعض الأحيان قد تسبب مضاعفات أكثر خطورة على الأم والجنين إذا لم يتم علاجها.

وعموما، فإن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالتهاب المسالك البولية؛ بسبب الاختلاف في علم التشريح على جسم المرأة. وفي الحمل تزداد فرص الإصابة بعدوى المسالك البولية، إذ يضغط الرحم المتنامي على المثانة، ويتسع مجرى البول، ويخسر تحت تأثير هرمون البروجسترون بعضًا من قوته، وإضافة إلى ذلك قد يكون من الصعب تفريغ المثانة تمامًا.
وفي هذا الصدد، قالت اختصاصية أمراض النساء والولادة في مستشفى كيمز د. آمال كريم: إن التهاب المجاري البولية من الأعراض المتكررة التي قد تعاني منها المرأة الحامل أثناء فترة الحمل، وهي من المشكلات الواردة بهذه الفترة.
وأضافت: من أهم أسباب التهاب الأبوال تغيير فيسيولوجية الجسم أثناء الحمل، وتوسع الرحم نتيجة نمو الجنين، إضافة إلى ضغط الرحم والجنين على المثانة والحالب، ما يؤدي إلى صعوبة في إخراج البول واحتباسه وتجمعه، الأمر الذي قد يؤدي إلى خطورة نمو البكتيريا والإصابة بالعدوى.
وأكدت أن التهاب الأبوال من الأمراض الشائعة التي تعاني منها المرأة بفترة الحمل، لذا لابد من إجراء الفحوصات الضرورية التي يجب أن تقوم بها الحامل منذ بداية الحمل، مثل تحليل الإدرار وعلاج الالتهابات حتى لو كانت لا تشكو من أعراض، إضافة إلى عمل تحليل للإدرار في كل زيارة للطبيبة لمتابعة الحمل، إضافة إلى شرب كمية كافية من السوائل يوميا، واستعمال المضادات الحيوية اللازمة إن احتاجت.
ولفتت د. أمال كريم إلى أن هناك العديد من المضاعفات التي قد تتعرض لها الحامل المصابة بالتهاب المجاري البولية، من أهمها الانقباضات المتكررة في فترة الحمل، والإجهاض في الأشهر الأولى من الحمل، واحتمال حدوث ولادة مبكرة في الأشهر الأخيرة، إلى جانب قلة وزن الطفل عند الولادة.
وحذرت من الالتهاب، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المثانة الحاد وبالتالي التهاب الكلى الحاد، الذي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مع الحمل، ما يسبب مشكلة أخرى إلى المرأة الحامل وجنينها.
وأضافت: التهاب الأبوال قد يؤثر على الحمل مستقبلا، وعموما فإن الالتهاب الخفيف الذي يقتصر على المجاري البولية السفلى لا يمنع الحمل، لكن إذا كان الالتهاب شديدا ووصل إلى المجاري البولية العليا مثل الكلى، فهناك احتمال أن يصل إلى قناة فالوب، وبالتالي يؤثر على إمكان الحمل مستقبلا، لكن في حال تمت معالجته فور ظهوره فإنه غالبا يبقى مقتصرا على المجاري البولية السفلى.
وفي الختام شددت د. آمال كريم على أهمية الإكثار من شرب الماء والسوائل، بما لا يقل عن 8 أكواب يوميا، وعدم استخدام الدش المهبلي والمنتجات التي تسبب التهيج للمنطقة، مع ضرورة التبول بشكل مستمر والتأكد من إفراغ المثانة بشكل كامل.
كما دعت إلى تجنب استهلاك المشروبات الغنية بالكافيين والعصائر الحامضية والأطعمة الغنية بالتوابل والأملاح. 
يشار إلى أنه يتم علاج التهاب المسالك البولية للمرأة الحامل عن طريق المضادات الحيوية، التي يحددها الطبيب بعد التعرف على نوع البكتيريا المتسببة في الالتهاب، عبر أخذ عينة من البول وعمل تحليل “مزرعة” بإجراء التحاليل المخبرية اللازمة للتشخيص.
وبناء على نتائج التحاليل يتم التشخيص، ويعطي الطبيب للحامل المضادات الحيوية الآمنة أثناء الحمل لمدة 7 إلى 14 يوما للتخلص من البكتيريا، ويجب التأكد من أخذ الدورة الكاملة الموصى بها لعلاج التهاب المسالك البولية، حتى لو بدأت الحامل الشعور بأنها أفضل في منتصف طريق العلاج، مع ضرورة شرب الكثير من الماء؛ لتجنب عودة الالتهاب مرة أخرى.