+A
A-

د. مهند جاسم

البلاد - فاطمة عبدالله

أكد الطبيب العام د. مهند جاسم أن مرض القولون العصبي من أكثر أمراض العصر شيوعا، إذ يعاني منه ١٠-١٥% من الناس في جميع أرجاء العالم، مشيرا إلى أن القولون العصبي هو اضطراب عصبي بالمقام الأول، لذلك تعد الحالة النفسية واستقرارها والابتعاد عن أي مشكلات قد تعكر صفوها، كفيل بحل ٥٠% من مشكلات القولون.

وأوضح أن القولون العصبي هو اضطراب عصبي يؤدي لرد فعل مبالغ فيه؛ استجابة للخواص الغذائية للأطعمة التي تم تناولها، ما يؤثر على حركة القولون مسببًا تقلصات وآلام وغازات. كما تحدث للمريض مشكلات دورية في الخروج بين إمساك وإسهال، أي أن المريض سيعاني من إمساك لمدة أيام معينة ثم تتبعه فترة إسهال.
ولفت إلى أن المرض يصنف على 4 درجات، فهناك فئة يغلب عليها الإمساك، وفئة يغلب عليها الإسهال، وفئة تتساوى لديها نسبة الإصابة بالإمساك والإسهال، أو ما يطلق عليها بالمختلط، وفئة غير مصنفة، بمعنى أنه قد يزيد الإمساك أحيانا وأحيانا قد يزيد الإسهال.
وقال: إن الأطعمة التي نتناولها لها خواص غذائية، فتوجد أطعمة تسبب غازات في المعدة، وبعض الأطعمة من خواصها الإسهال، وبعضها قد تسبب الإمساك، وبعضها مفيدة لضبط حركة القولون، لذا نحتاج إلى فهم الأطعمة وكيفية تناولها، حتى يتجاوز المريض مشكلات القولون. 
وأضاف: توجد العديد من الأطعمة التي تسبب غازات في المعدة، وقد وضع الأطباء مؤشرا يسمى “fodmap”؛ ليسهل على المريض معرفة كون هذا الطعام يسبب غازات في المعدة أم لا، وهذه الكلمة اختصار إلى السكر الأحادي، السكر الثنائي، قليل السكر، السكريات المتعددة، والأطعمة المتخمرة.
وأكد أن زيادة مؤشر الـ “fodmap” في الأغذية يعني أن هذه الوجبة ستؤدي لزيادة الغازات في القولون، وانخفاض المؤشر يعني أن الوجبة لن تسبب أي غازات في المعدة، مشيرًا إلى أن الأطعمة التي تحتوي على مؤشر عالٍ هي العدس والبصل والحليب والبطيخ الأحمر (الجح)، بالمقابل ينخفض المؤشر في الدجاج، والخيار، والرز الأبيض والأسمر، فيمكن تناولها بأمان، لافتا إلى أنه يجب التأكد من نسبة المؤشر، خصوصًا لمرضى القولون.
وعن كيفية التغلب على مشكلات القولون، لفت إلى أهمية الاهتمام بمعدل ونوع الألياف التي يتناولها الإنسان في اليوم، فهي التي ستحدد ما إذا كان سيعاني من إمساك وإسهال أو حتى عسر هضم، مبينًا أنه توجد أنواع عدة من الألياف الغذائية، وأهمها الألياف التي يحتاجها مريض القولون العصبي هي ممتدة السلسلة غير المتخمرة الذائبة في الماء، إذ تقوم هذه الألياف بضبط حركة القولون؛ لتحل مشكلتي الإمساك والإسهال، ولكنها تعمل على حل مشكلة الإسهال بشكل رئيس، وتوجد ألياف غير ذائبة في الماء، وهي التي تقوم بحل مشكلة الإمساك، وتعمل الألياف غير الذائبة كملينات طبيعية. وقال: على مريض القولون أن يدخل الألياف بشكل معاكس للعرض الذي يعاني منه، فإذا كان يعاني من مشكلة الإمساك عليه إدخال الألياف غير الذائبة بشكل أكبر، أما إذا كان يعاني من إسهال أو لم يكن يعاني من أي شيء يدخل الألياف الذائبة في الماء، فهي كما أسلفنا تعمل على الضبط، إذ تمتص السوائل مشكلة الإسهال، وتبطئ الإنزال دون منعه، ولكن يجب إضافتها بشكل تدريجي؛ لأن إضافتها بشكل مفاجأ قد تسبب غازات، أما التدريجي فالكمية المناسبة للألياف هي ٢٥-٣٥ غراما في اليوم.
وأضاف: إذا كان المريض عاجزًا عن الوصول لاحتياجه اليومي من الألياف، لا مانع من استعمال مكملات الألياف طويلة السلسة الذائبة، ويعد السيلليوم مفيدا للقولون، إلا أنه لا يؤخذ إلا باستشارة طبيب.
وذكر أن الخيار يعد من الألياف الذائبة، في حين أن الرز الأسمر يعد من الألياف غير الذائبة، وتوجد العديد من مصادر الألياف المختلطة، ويمكن تناولها عند عدم وجود إمساك أو إسهال، مثل البطاطا الحلوة والجزر.
وحذر د. مهند، مريض القولون من تناول الأطعمة الحارة وشرب “الكوفي”؛ لأنه قد يهيج القولون، خصوصًا إذا كان يعاني من إسهال، وحتى الإمساك، إذ يمكن أن يسبب له الإسهال.
وعن الأعراض التي يعاني منها المريض، لفت إلى أن ذلك يختلف حسب الدرجة، فالبعض يعاني من أعراض شديدة، وقد يتطور المرض عند البعض، ما يؤثر على جودة الحياة، فقد يشتكي المريض من كثرة الغازات وعدم الراحة طوال الوقت، إضافة إلى أن المشكلة قد تتطور إلى الإصابة بالبواسير، إلى جانب حدوث نقص في الأملاح والمعادن والفيتامينات بسبب الإسهال، كما أنه قد يؤدي إلى ضعف في الجسم وإرهاق وشحوب وتساقط شعر وغيرها، في حين أن هناك فئة تصاب بالاكتئاب بسببه.
وفي الختام، شدد د. مهند على أهمية الابتعاد عن التوتر والقلق، مع ضرورة الالتزام بنظام غذائي مناسب، مؤكدًا أن هناك الكثير من الأطعمة المتاحة تناسب مرضى القولون، مؤكدًا أهمية استشارة الطبيب المختص؛ من أجل وضع الخطة العلاجية المناسبة.